كان سيدريك يسقي الأزهار وابتسامة مرتسمة على شفتيه، وما زالت أحداث الأمس عالقة في ذهنه.
تمتم بخفة:
ـ وجه جلالتها المندهش… كم كان لطيفًا.
رغم التنكر الكثيف الذي ارتدته، إلا أنه تعرّف عليها من النظرة الأولى. لا تزال ملامحها وصوتها المندهش حين ظهر فجأة أمامها ماثلة أمام عينيه.
يا لها من مصادفة غريبة. المصادفات وحدها قادرة على جعل القلب يخفق بحماس. بل إنه شعر أن ما جرى لم يكن مجرد صدفة، بل قدر محتوم.
ـ الأزهار… بدا أنها أسعدتها.
حين قدم لها باقة من زهور الحقول، ورغم ارتباكها الشديد، أشرقت ملامحها بفرح طفولي نقي. ذلك المشهد ترك أثرًا عميقًا في قلبه. ولهذا، لم يكن يمانع أن يقطع مسافات طويلة كل مرة ليجلب لها الزهور.
لكنه تذكر فجأة شيئًا آخر.
ـ لم أتخيل أن للسير ليونارد جانبًا كهذا…
ذلك الفارس الذي ظل دومًا ملازمًا لجلالتها، واهتمامه الصريح بها لم يكن أمرًا يروق له. غير أنه شعر الآن بالارتياح، بعدما أيقن أن ليونارد ربما يملك علاقة أخرى في قلبه.
عاد بذاكرته إلى تلك الرحلة نحو مملكة كالوس، يوم أجبرهم المطر على الاحتماء داخل كهف. كان عليهم أن يمضوا وقتهم هناك، وجلالتها بينهما، ليدخل هو وليونارد في منافسة غريبة حولها.
ـ إذا كان ينوي الالتفات إلى أخرى، فلماذا تصرّف هكذا وقتها؟ عجيب حقًا.
لكن، في النهاية، الأمر كان في صالحه. بل فرصة ذهبية له ليقترب أكثر من جلالتها.
بدأ يفكر: متى سيقدم لها الزهور مجددًا؟ وأي نوع سيكون الأنسب هذه المرة؟ غرق سيدريك في حيرة ممتعة، قبل أن يحسم خياره أخيرًا ويشد خطاه بخفة نحو قصر الإمبراطورة.
عند المدخل، استقبلته إحدى الوصيفات بابتسامة مشرقة. كانت مألوفة بالنسبة له، من الوصيفات اللواتي لا تفارقن جلالتها. إذا لم يخطئ، كان اسمها “ماري”.
تساءل في نفسه وهو يراها تبتسم له بحرارة: لماذا تبدو سعيدة بلقائي هكذا؟ هل حدث أمر مبهج؟
قالت ماري بلطف:
ـ جئت لمقابلة جلالتها إذن.
أومأ سيدريك وأجاب:
ـ نعم، أردت أن أهديها بعض الزهور.
لكن ماري ردت بأسف مصطنع:
ـ للأسف، جلالتها ليست في القصر الآن. إنها تحضر اجتماعًا يخص مهرجان التأسيس.
ـ آه، فهمت.
ظهر خيبة الأمل على ملامحه.
ـ هل تعلمين متى ينتهي الاجتماع؟ إن كان سيتأخر، فسأعود مساءً.
ـ للأسف، لا نعلم بالضبط متى سينتهي. لكن، لم لا تنتظر هنا في القصر؟
تردد قليلًا. فكرة انتظار الإمبراطورة وهو محاط بوصيفاتها اللواتي يرمقنه بفضول لم تكن مريحة.
لكن ماري تابعت مطمئنة:
ـ على الأغلب لن يطول الاجتماع كثيرًا.
عندها، هزّ رأسه موافقًا:
ـ حسنًا، سأنتظر هنا إذن. هذا أوفر للوقت.
ابتسمت ماري ابتسامة غامضة وهي تقول:
ـ تفضل إذن، اتبعني.
ثم بدأت تسير أمامه لتقوده من بوابة القصر حتى المبنى الرئيسي، عبر الممرات وحدائق القصر الغنّاء…
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات