“علينا أولًا أن نبني سدودًا أو جسورًا ترابية صغيرة.”
فإدارة المياه المتدفقة تحتاج إلى حواجز، وحتى لو لم نتمكن من بناء سدود حديثة، فإن إقامة بعض السدود البسيطة ستسمح بتخزين المياه بدلًا من هدرها.
سألت كلوي بتردد:
“تقصدين، جدارًا ترابيًا يحجز مجرى الماء؟”
“نعم. لكن المشكلة أن بناء سدود كهذه سيكلف مالًا كثيرًا، ونحن نحتاج على الأقل إلى خمسة أو ستة سدود.”
كنت قد ناقشتُ الأمر بالفعل مع الإمبراطور جيروم أثناء العودة، لكنه بدا مترددًا بسبب العجز المالي.
لهذا ابتكرت خطة أخرى:
“سأقيم حفلاً.”
“حفلاً؟”
“نعم، حفل لجمع التبرعات من أجل بناء السدود.”
اتسعت عيون الوصيفات، فتابعت بابتسامة واثقة:
“سأجبر النبلاء أنفسهم على المشاركة. فهم أكثر من يحتاج إلى الماء، خصوصًا من يملكون أراضي زراعية قرب الأنهار.”
كان واضحًا أن الأمر سيبدو تبرعًا اختياريًا، لكنه في الحقيقة ضغط خفي عليهم مقابل الماء.
“إذن، لنبدأ.”
في ذلك الوقت، في جناح آخر من القصر…
كانت “فَي” تبكي بحرقة أمام والدتها “أنتيا”:
“أماه! قلتِ إنكِ ستعتنين بكل شيء… فما الذي يحدث الآن؟! لقد عادت الإمبراطورة سالمة… بل وأكثر من ذلك، عادت ومعها دعم مملكة كالوس لحل مشكلة المياه! والآن الجميع في الإمبراطورية لا يتحدثون إلا بمدحها!”
لكن ما كان يحرق قلبها ليس ثناء الناس… بل جيروم.
جيروم خرج بنفسه يقود فرسانه ليحضرها!
هذا ما لم يكن ليتصوره عقلها يومًا.
تمتمت وهي تبكي:
“إنه لم يعد ينظر إليّ كما كان يفعل من قبل، أماه… ماذا فعلتُ خطأ؟ لماذا أشعر أن قلبه بدأ يميل إليها؟”
أطبقت أنتيا قبضتها حتى برزت عروق يدها وهي تفكر بغيظ:
كيف فشلت خطة الاغتيال؟!
لقد أرسلت رجالًا ذوي سمعة مخيفة في عالم القتلة، ومع ذلك فشلوا! كل ما واجهوه كان وصيفتين ورجلين فقط… فكيف عادوا أحياء؟
أخذت تحدّق في ابنتها الباكية ببرود وقالت:
“أتبكين فقط؟ هكذا لن تحافظي على قلب الإمبراطور.”
“لكنني خائفة، يا أمي…”
“لا تخافي. سيتغير الأمر قريبًا. سيلتفت إليكِ وحدكِ من جديد. عليكِ فقط أن تفعلي ما آمركِ به.”
ربّتت على ظهرها بكلمات حنونة، لكن نظراتها بقيت باردة كالثلج.
وجاء يوم الحفل لجمع التبرعات.
أُقيم في حديقة جناحي، ولم يكن فخمًا كالعادة. الطاولات بسيطة، والطعام لا يتجاوز الشاي وبعض الحلويات. لكن رغم بساطته، جاء معظم النبلاء من أنحاء البلاد.
كانوا جميعًا من أصحاب الأراضي الواسعة، أو من رجال الأعمال المرتبطين بالمياه، وأيضًا من الذين أرادوا مقابلتي بعد سماع أخبار مملكة كالوس.
وبينما كنت أحييهم انهالت الأسئلة والمدائح:
“مولاتي، كيف خطرت لكِ فكرة عبور الحدود بنفسك؟”
“سمعنا أن جلالتكِ قمتِ بعمل عظيم من أجل الشعب.”
“حتى زوجي لا يتوقف عن مدحكِ هذه الأيام!”
وفي مجلس السيدات، كانت الأحاديث كلها عني:
“لقد أبهرتنا شجاعتكِ، يا مولاتي.”
“أجل، لقد صرتِ مثالًا يُحتذى به للإمبراطورية.”
شعرت بالحرج من هذا الكم من الإطراء، وأخذت ألوّح بمروحة صغيرة لتهدئة وجنتي المحمرتين.
أما وصيفاتي فقد استغللن الفرصة للترويج لي أكثر:
“مولاتنا لا تفكر إلا في معاناة الشعب. ألم تسمعن؟ لقد صامت وصلّت حتى أغشي عليها من التعب.”
“رأيناها بأعيننا، بدت كأنها ملاك هبط من السماء!”
ابتسمتُ بتوتر. أي ملاك هذا؟!
ثم واصلن الحديث:
“والإمبراطور نفسه تغير نظره إليها… حتى أنه خرج بفرسانه عندما علم بوجودها في كالوس.”
تعالت أصوات الإعجاب من السيدات:
“إذن كل الشائعات السابقة كانت كذبًا!”
“صحيح، حتى تلك المحاكمة القديمة لم تكن سوى افتراء.”
ابتسمتُ صامتة. ما داموا يظنون ذلك، فلا بأس…
ثم بدأتُ أتحدث عن مشروع السدود. فجاء الرد حماسيًا:
“بالطبع سنشارك!”
“إنه لشرف عظيم أن نكون جزءًا من هذه المبادرة.”
قلت ممتنة:
“أشكركم جميعًا.”
كنت أسمع في خيالي رنين النقود وهي تدخل الصناديق. لا يوجد صوت أبهج من ذلك!
لكنني كنت أعلم أن أغلبهم لن يتبرع إلا بالحد الأدنى، لذا كنت أُخفي خططًا لضمان مساهمتهم الحقيقية.
وأثناء استمرار الحفل، سألتني إحدى السيدات فجأة:
“مولاتي… لم نرَ السير ليونارد اليوم. أليس هو فارسكِ الشخصي؟”
أجبت ببساطة:
“إنه مشغول مؤخرًا بأمور الفِرَق العسكرية، وقد كتب لي رسالة يعتذر فيها عن عدم الحضور.”
“رسالة…؟” تمتمت السيدة بنبرة غريبة.
نظرت حولي فرأيت ملامح التردد على وجوه بعضهن.
“ما الأمر؟” سألت باستغراب.
تقدمت إحداهن بخجل وقالت بصوت خافت:
“مولاتي… هل لم تصلكِ الأخبار؟”
“أي أخبار؟”
ترددت قليلًا، ثم همست:
“يُقال إن السير ليونارد شوهد مؤخرًا برفقة… سيدة أخرى.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات