على حافة الجرف، حيث ارتفعت الراية الحمراء، كان الطريق إليها ضيقًا وخطرًا.
صخور بارزة وجذور ملتوية جعلت التقدّم على ظهور الخيل شبه مستحيل، ومعظم المشاركين اضطروا إلى الترجل والزحف بحذر شديد.
لكن كارسن لم يتوقف.
انساب مع جواده الأحمر وكأنهما جسد واحد، يقفز فوق العوائق بجرأة لا يملكها أحد. وعندما وصل إلى الممر الصخري الضيق المطل على الهاوية، تابع ركضه غير عابئ بالخطر. شيئًا فشيئًا اقترب من القمة حيث ترفرف الراية.
مدّ يده ليمسكها بثقة، وهمس بابتسامة المنتصر:
“انتهى الأمر.”
لكن فجأة، يد أخرى سبقت يده إلى الراية!
من حافة الجرف تسلّق رجل بيديه العاريتين، متشبثًا بالصخر، وصعد في لحظة كالشهاب.
كان ذلك ليونارد.
قبض على الراية وأعلن بصوت واثق، يلهث من التعب:
“هذه الجولة لي.”
أدرك كارسن بدهشة أن خصمه تسلّق الجرف عموديًا بيديه، مغامرًا بحياته، ليأخذ النصر بطريقة لم يفكر بها أحد.
فضحك بإعجاب صادق:
“أعترف لك. لا قاعدة تمنع التسلق.”
وهكذا فاز ليونارد بالجولة الثانية.
الجولة الثالثة: منافسة الشراب
مع غروب الشمس، انتقل المهرجان إلى آخر منافسة.
مائدة طويلة نُصبت، وامتلأت بزجاجات خمر محلي قويّ المذاق.
“الجولة الأخيرة… هي اختبار القدرة على الشرب.”
جلس المشاركون، ومع ضربة البوق، بدأت الكؤوس تُفرغ وتُملأ بلا توقف.
واحدًا تلو الآخر، سقط المتسابقون مخمورين، حتى لم يبقَ إلا اثنان يتحديان بعضهما بشراسة: كارسن وليونارد.
كلاهما اجتاز تسع زجاجات كاملة.
قال ليونارد وهو يضع الكأس:
“استسلم يا كارسن.”
فابتسم الآخر ببرود:
“لم أخسر يومًا أمام أحد.”
لكن فجأة، ضجّت الجماهير.
في زاوية بعيدة جلس رجل يشرب بهدوء، من دون أن يتوقف لحظة، وجهه هادئ وكأنه يحتسي ماءً.
لقد كان سيدريك.
بينما كان كارسن وليونارد يتسابقان بتحدٍ، كان سيدريك يتقدّم عليهما بصمت، يفرغ الزجاجة تلو الأخرى بلا أن يحمّر وجهه.
وعند نهاية الوقت، كان قد شرب تسعة عشر زجاجة كاملة، منتصرًا بجدارة.
الجميع صفقوا بدهشة، حتى موريتس قال مبهورًا:
“لم أكن أعلم أن حكيم الغابة… سكير عظيم أيضًا!”
خاتمة المهرجان
حين هدأت الساحة، اقترب كارسن من الإمبراطورة بابتسامة غامضة:
“أريد أن أسألك شيئًا يا جلالتك… لو لم أوافق على المفاوضات يومها، هل كنتِ حقًا ستفجرين السدّ بالمتفجرات؟”
ابتسمت بخفة:
“ربما. كان خيارًا أخيرًا فقط… لكنني فكرت فيه.”
كارسن ضحك بإعجاب:
“جرأة لا مثيل لها.”
لكن قبل أن يستطرد، ارتفع صوت انفجارات في السماء.
ألعاب نارية… أزهار من لهب تتفتح في الليل.
نظرت الإمبراطورة إلى الأعلى وقالت مبتسمة:
“إنه وعده لي… حتى الليلة لم ينسَ أن يهديَني الزهور.”
أضاءت السماء بألوان مبهرة انعكست على وجهها الذهبي وشَعرها المتلألئ، فبدت كلوحة سماوية لا يمكن صرف النظر عنها.
كارسن، وهو يحدّق بها مأخوذًا، همس لنفسه بصوت خافت لم تسمعه:
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات