التفتُّ بسرعة نحو مصدر الصوت. كان كارسن هو من دخل القاعة بخطوات واثقة، نظراته الزرقاء الباردة تتأملني وكأن الأمر طبيعي جداً.
ابتسم بخفة وقال:
“كما قلت، هذه المأدبة لكِ ولي فقط. لا ثالث معنا الليلة.”
اتسعت عيناي دهشة:
“ماذا؟! وماذا عن ليونارد وسيدريك؟ إنهما رفاقي، أين هما؟”
اقترب ببطء، ثم جلس في المقعد المقابل لي.
“لا تقلقي. هما في مكان آمن. مجرد ضيوف لا أكثر. لكن هذه الليلة أردتها لكِ وحدك.”
عقدت ذراعيّ فوق صدري:
“أهذا يعني أنك تتعمّد عزلي عنهما؟”
ابتسم ابتسامة جانبية، فيها شيء من العبث:
“لنقل إنني أريد أن أتعرف إليك أكثر… بعيداً عن العيون والآذان.”
ارتفع حاجباي دهشة، ثم أجبته بحدة:
“ألا ترى أن هذا تصرف غير لائق؟ أنا إمبراطورة، جئت لأجل المفاوضات. لا لأُجلس على مأدبة غامضة معك.”
ضحك بخفة:
“ومع ذلك جلستِ.”
ارتبكت للحظة. صحيح، فقد جلست في مكاني دون أن أشعر. لعل جزءاً مني كان فضولياً بالفعل.
تقدم الخدم وقدّموا الأطباق الفاخرة. رائحة اللحم المشوي والأعشاب المنعشة انتشرت في القاعة. ورغم جوعي، حاولت أن أبقى متماسكة.
أخذ كارسن كأس النبيذ ورفعه ناحيتي:
“لنشرب أولاً. في بلادنا نبدأ كل حديث مهم بكأس.”
قلت ببرود:
“أنا لا أشرب الخمر.”
رفع حاجبه بدهشة:
“حتى قطرة؟”
“حتى قطرة.”
ضحك بخفة، ثم وضع كأسه:
“حسناً، إذن لنشرب الماء. المهم أن نبدأ الحديث.”
ظل يراقبني بعينيه الثاقبتين، حتى شعرت أن الهواء في القاعة يثقل صدري.
قلت أخيراً:
“إن كان لديك ما تريد قوله، فقل الآن. ما غرضك من هذه المأدبة؟”
أجاب ببطء، كمن يزن كلماته:
“أردت أن أتأكد من شيء… أنتِ لستِ فقط إمبراطورة جاءت للتفاوض. أنتِ امرأة تعرفين ما تريدين، وتملكين الجرأة على مواجهتي. هذا ما أثار فضولي.”
نظرت إليه بحدة:
“أتسخر مني؟”
هز رأسه:
“بل أعني ما أقول. لم أقابل كثيراً من النساء يملكن تلك العيون… نظراتك مختلفة. لا تشبه نظرات النساء اللواتي اعتدن على حياة القصور.”
لم أعلم ما أقول، لكنني تماسكت:
“وما فائدة كلامك هذا؟ هل تظن أنك ستربكني بمثل هذه العبارات؟”
اقترب قليلاً، صوته انخفض:
“أريدك أن تعلمي شيئاً، جلالتك. الحرب قد تشتعل، قد يخسر الكثيرون… لكنك أنتِ، ستبقين في عيني أكثر من مجرد إمبراطورة. ولهذا أردت أن أجلس معك الليلة وجهاً لوجه.”
شعرت باضطراب داخلي، لكنني أخفيته بابتسامة هادئة:
“أنتَ غريب يا كارسن. لستُ أعلم هل تتحدث بجدية أم تلهو؟”
ابتسم ابتسامة أوسع، وفي عينيه بريق غامض:
“ربما كلاهما معاً.”
❖ ❖ ❖
المأدبة استمرت، والكلمات بيننا كانت كالسيوف تُختبر حدتها. لم تكن مجرد طعام وشراب… كانت بداية لعبة أخطر بكثير.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات