كان يعمل محاسبًا في واحدة من أكبر القوافل التجارية، مشهور بذكائه ومهارته، حتى أن الكثيرين كانوا يبحثون عنه.
لكن مؤخرًا، أخبرنا أن القحط الطويل جعل الأوضاع سيئة للغاية.
سألته: “هل الوضع خطير إلى هذه الدرجة؟”
أجاب وهو جاثٍ أمامي باحترام: “نعم، جلالتك.”
كان يعرف أنني الإمبراطورة، ولذلك لم يرفع رأسه لحظة.
تابع قائلًا: “لم يسبق أن رأينا جفافًا كهذا. مرّ شهر كامل بلا قطرة مطر. الجداول الصغيرة جفّت، وحتى الأنهار الكبيرة بدأت تنحسر. لم يعد الأمر يخص الطعام فقط، بل حتى مياه الشرب باتت مهددة.”
تمتمت: “هذا… خطير حقًا.”
أضاف بقلق: “إن لم تهطل أمطار غزيرة قريبًا لتملأ الأنهار، سيموت الناس في المقاطعات أولًا، وربما يتفشى الطاعون أيضًا.”
فكرت. نعم… عندما يموت الناس جماعات، فالأوبئة لا بد أن تنتشر.
كان هذا حدثًا أعرفه من الأصل… في الرواية، كانت البطلة فاي هي من أنقذت الجميع.
تذكرت: فاي، وقد تأثرت بمعاناة الشعب، قررت أن تصوم وتصلي بلا توقف. حتى الأمير جيروم حاول أن يمنعها، لكنها لم تتراجع. وبعد أسبوعين من صلاتها، هطل المطر أخيرًا. وهكذا انتهى جفاف دام خمس سنوات كاملة.
لكنني تذكرت شيئًا جعل قلبي ينقبض: نحن الآن في السنة الثالثة فقط.
يعني أن هذا الجفاف سيستمر عامين آخرين…
نظرت إلى الأطفال الهزال وهم يلتهمون الفطائر على الطاولة. وجوههم نحيلة، أجسادهم ضعيفة.
كيف يمكنهم الصمود عامين آخرين؟
لم يكن الأمر يخص ماري فقط، بل آلاف العائلات الفقيرة التي لا تملك حتى نصف ما لديها.
فكرت: ديون ماري حلّها ليونارد. لكن ماذا عن الجفاف؟
هل أنتظر لعامين حتى تتحرك البطلة؟ لا… الناس سيموتون قبلها.
حسمت أمري: سأجد حلًا بنفسي.
بدأتُ بتنفيذ الخطة الوحيدة التي خطرت لي: الصيام والصلاة.
تمامًا كما فعلت فاي.
اعترضت وصيفاتي:
“جلالتك! لا يمكن! ستتضرر صحتك!”
ابتسمت: “أنا بخير، لا تقلقن.”
لكن مع مرور الأيام… الأمر كان أصعب بكثير مما توقعت.
بعد أسبوع، لم أعد أشعر بالجوع. جسدي صار ينهار ببطء.
رأسي يلف، بصري يتشوش.
“جلالتك، ستسقطين إن واصلتِ هكذا!”
لم يكن القلق من وصيفاتي فقط. حتى البستاني، الجنود، الرسام، الطباخ… الجميع جاء ليعترض.
وحتى ليونارد وسيدريك حاولا إيقافي.
لكن أكثر ما آلمني كان تعليق جيروم وهو ينظر إليّ ببرود:
“يا للمهزلة.”
حقًا؟ عندما فعلتها البطلة، توسلتَ إليها أن تتوقف، أما أنا فلا أستحق سوى السخرية؟
كنت غاضبة، لكن ذلك أعطاني عزيمة إضافية.
واصلت حتى اليوم الرابع عشر. اليوم الذي كان من المفترض أن يحدث “المعجزة”.
رفعت رأسي إلى السماء… وصدمت.
“… لا شيء.”
السماء كانت صافية أكثر من أي وقت مضى.
لم تهطل أي قطرة مطر.
ضحكت بمرارة: “إذن كل ذلك كان مجرد “حظ البطلة”. لأنني لستُ البطلة، لن يستجيب لي أحد؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 43"