للأسف هذا آخر فصل نزلته الكاتبه 🥲 بس ان شالله من تنزل فصل جديد بترجمه
الفصل 216 – «التمرد»
مكتب جيروم.
“أين هيلينا؟”
“نعتذر يا مولاي… لم نعثر عليها بعد.”
انحنى القائد العام للحرس، غابيان، وهو يتحدث بصوت ثقيل.
“فتشنا الممرات التي أشرتم إليها… لكنها كانت مغلقة. يبدو أن هناك من تعمد إغلاقها لإعاقة المطاردة.”
ضغط جيروم أسنانه بقوة.
‘خطر كبير…’
لو خرجت هيلينا من حدود القصر، فلن يكون أمامه أي وسيلة للحاق بها.
خاصة إن استخدم سيدريك سحر الانتقال.
نهض جيروم من مكانه.
“سأذهب بنفسي.”
“مولاي، تمهّلوا. أعطونا قليلًا من الوقت، وسنجدها.”
حاول غابيان إيقافه.
منذ البداية كان جيروم يريد التحرك بنفسه.
وكم من مرة اضطر الفرسان لإمساكه ومنعه.
مهما كانت هيلينا… هي فقط إمبراطورة متهمة بمحاولة قتل الإمبراطور.
فكر غابيان باضطراب.
لم يستطع فهم سبب تمسك الإمبراطور بها إلى هذا الحد.
‘هل يمكن أن يكون حبًا؟’
لكن… من ذا الذي يحب من حاول قتله؟
جزء من عقله تمتم:
ربما الأفضل أن تختفي هيلينا إلى الأبد. ربما هذا ما يحتاجه مولاي… وما يحتاجه الإمبراطورية.
وفجأة…
بوووم!
اهتز المكان بانفجار ضخم.
“ماذا…؟!”
تجمد غابيان في مكانه، ثم سرعان ما اندفع.
“مولاي، اسمحوا لي أن أتحقق.”
لكن الباب انفتح قبل أن يخطو خطوة.
“مولاي!”
اندفع أحد الفرسان وهو يلهث.
“تجرأت على دخول مكتب الإمبراطور بلا إذن؟!”
لكن أحدًا لم يوبخه.
فالخبر كان جللًا.
“ما الأمر؟”
أجاب الفارس، رأسه منخفض:
“مولاي… القصر يتعرض لهجوم! إنهم المتمردون. عليكم أن تحتموا فورًا.”
“المتمردون…؟”
ضاق جيروم عينيه.
تذكر تقارير دوق نيكولاد: اضطرابات اللاجئين خارج العاصمة، والقوى الغامضة وراءها.
والآن… هجوم مباشر على القصر.
همس غابيان بغضب:
“وماذا عن حرس البوابة؟ كيف تسللوا بلا إنذار؟”
كان ذلك مستحيلًا.
لكن التفسير الوحيد هو…
“لقد تسلل فأر إلى داخل القصر.”
فكر جيروم ببرود.
جيرديك…!
تذكر أنه انقطع الاتصال به في نفس التوقيت تقريبًا.
لم يكن ذلك صدفة.
تردد الفارس ثم قال بصوت خافت:
“لكن… هناك ما هو أخطر.”
“تكلم.”
“المتمردون يتقدمهم… ليونارد.”
“……!”
ارتجفت عينا جيروم الحمراء.
ليونارد؟!
أمام البوابة الذهبية للقصر.
وقف ليونارد، الذي كان يومًا قائد الحرس، والآن يقود جيش التمرد.
تأمل البوابة الشهيرة، رمز مجد الإمبراطورية.
كانت دائمًا مغلقة بإحكام.
لكن الليلة… كانت مشرعة.
كأن أحدًا من الداخل دعاهم للدخول.
“أهلا بقدومك.”
ظهر جيرديك بخطوات واثقة، وخلفه صفوف من المتمردين المسلحين.
ليونارد تمتم بمرارة:
“إذن كنتَ أنت…”
ابتسم جيرديك ابتسامة ملتوية:
“مثير، أليس كذلك؟ فرسان الأمس… صاروا قادة تمرد اليوم.”
ليونارد لم يرد.
عيناه وقعتا على جسد ملقى بجانب جيرديك.
كان فتى فارسًا صغيرًا، غارقًا في دمه.
من حرس البوابة… وجه مألوف.
ضحك جيرديك وقال:
“هذا؟ لم يفهم التعليمات، فقررت اللعب معه قليلًا.”
ورماه أرضًا كدمية مكسورة.
“أ… أنتم…”
تمتم الفتى بألم، يرفض الاعتراف بخيانة قائده السابق.
لكن صوته انقطع.
شَـق!
طعن جيرديك صدره بسيفه بلا تردد.
ابتسم ببرود وهو يراقب أنفاس الفتى الأخيرة.
ليونارد قبض على قبضته بقوة.
“لماذا… خنت الإمبراطور؟”
سأل بصوت منخفض.
“كنتَ قائدًا… طموحك تحقق.”
قهقه جيرديك:
“صحيح، كنتُ أحلم بالقيادة. لكن حين وصلت… لم أشعر بشيء.”
اقترب منه بخطوات ثقيلة:
“ثم عرضوا عليّ شيئًا أكبر… سلطة تفوق مجرد منصب.”
“فمددت يدك لهم؟”
“بالطبع.”
ثم مالت شفتاه بابتسامة ماكرة:
“لكن ما يثير فضولي… أنت. يقال إنك ابن الإمبراطورة الراحلة.”
صمت ليونارد.
واصل جيرديك بصوت ساخر:
“هل كنت تعرف ذلك من البداية وأنت قائد في الحرس؟ إن صحّ… فهذا أشد ما يثير القشعريرة.”
التعليقات