الفصل 215 – «أنقذيه… أرجوكِ»
فَي… لماذا ظهرت أمامي؟
ولماذا تمسك خنجرًا بكلتي يديها؟
‘هل… هل تنوي قتلي؟’
شعرتُ بقلبي يطرق صدري بعنف.
مظهرها البائس جعلها كقنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.
تراجعتُ خطوة بعد أخرى.
لا يمكن أن أموت هنا… ليس الآن.
في تلك اللحظة، تذكرتُ الحجر السحري الذي سلّمني إياه سيدريك.
‘لو كسرتُه، سينقلني إلى المكان الذي زرته من قبل…’
ترددتُ، ثم بدأتُ أستحضر صورة القرية الصغيرة الهادئة التي اختبأت فيها يومًا.
لكن فجأة…
طنين!
ارتطم الخنجر بالأرض.
و ركعت فَي أمامي.
“أرجوكِ… يا جلالة الإمبراطورة.”
ارتجف صوتها وهي ترفع رأسها المبلل بالدموع.
“أرجوكِ… أنقذي جيروم. أنقذي الرجل الذي أحب.”
“……!”
تجمدتُ مكاني.
كنتُ أتوقع أن تهددني، لا أن تتوسل إليّ.
فَي واصلت بصوت متقطع:
“أعرف أن طلبي وقح… لكن لا أحد غيركِ يمكنه فعل ذلك.”
رفعت عينيها المبللتين وقالت:
“سأعترف… نعم، لدي أم. سألتِني من قبل، ولم أجب خوفًا من أن ينكشف السر. أمي هي… أنتيا.”
شعرتُ بصدمة تعصف بي.
“لقد خدعتني دائمًا… جعلتني أظن أنني أنقذت جيروم بالصدفة، لكن كل شيء كان من تدبيرها. كنتُ مجرد دمية بيدها.”
تدفقت اعترافاتها:
“هي من أرادت أن أخفي وجودها عن جيروم. قالت إن ذلك لأجلي، لكن كل شيء كان لخدمتها وحدها.”
ارتجفت شفتاي.
‘إذن… الذكريات التي فقدتها…’
تذكرتُ كلمات سيدريك يومًا:
«هناك من محا ذاكرتك عمدًا، باستخدام طقس قديم.»
والآن بدت الصورة واضحة.
لم يكن أحد غير أنتيا.
سألتها بجمود:
“ولماذا الآن؟ لماذا تكشفين الحقيقة فجأة… وتطلبين إنقاذ جيروم؟”
فَي شهقت وقالت:
“لأن أمي… اتحدت مع دوق شوبافن. الليلة سيقودان تمردًا ضد القصر.”
“تمرد…؟!”
أومأت برأسها المبلل بالعرق.
“نعم. نبأ الثورة ينتشر بين النبلاء. أمي ستشعل الفوضى… وستقتل جيروم.”
أخفضتُ بصري.
كل شيء بدأ يتضح.
لكنني سألتها بمرارة:
“ولِمَ كل هذا الحقد على العرش؟”
“لا أعرف تمامًا.”
أجابت وهي تكتم دموعها.
“لكنها ذكرت مرة، وهي ثملة… أن عائلتها أُبيدت ظلمًا. قالت إن القصر هو من دبر ذلك.”
على تلة مظلمة بعيدة، وقفت أنتيا.
تطل على القصر الذي تلتمع أضواؤه في عمق الليل.
ضحكت ضحكة مبحوحة، ثم صرخت بجنون:
“ها هو اليوم الموعود! سينتهي عهد الدم الملوث أخيرًا!”
أصداء كلماتها ملأت الغابة.
تعالت أصوات الوحوش البرية من كل صوب، وكأنها تبايع قسمها.
رفعت ذراعيها وهتفت:
“أحرقوه! اجعلوا القصر رمادًا!”
في المقابل، ركعت فَي أمامي بلا حراك.
قالت بصوت متهدج:
“لن أطلب منكِ أن تسامحيني. أعلم أنني مذنبة. لو حكمتِ عليّ بالموت، فلن أعترض.”
ثم وضعت يديها على صدرها المرتجف:
“لكن… أرجوكِ، أنقذي جيروم. لأنه… لأنه الرجل الذي أحب.”
“…….”
لم أجد كلمات.
جزء مني صرخ: «دعيه يلقى مصيره! لقد حبسني، وجعلني أفقد الكونتيسة كلوي!»
لكن جزءًا آخر… تردد أمام دموع فَي وصدقها.
رفعت الحجر السحري في يدي.
أدركت أن القرار صار حتميًا.
إلى أين يجب أن أذهب؟
ولمَن سأمد يدي…؟
التعليقات