الفصل 213 — «الهدف»
سار سيدريك أمامي بخطوات ثابتة.
قال بهدوء:
«الطريق مظلم… كوني حذرة.»
نظرت حولي إلى النفق تحت القصر.
كان مظلمًا إلا من أضواء صغيرة متفرقة تلمع على الجدران.
تكفي لتوضح الطريق، لكنها لا تكشف كل شيء.
تمتمت بدهشة:
«لم أكن أعلم أن في القصر مثل هذا الممر…»
أجاب سيدريك:
«كان ممرًا قديمًا. استُخدم في الماضي من قِبَل العائلة المالكة وقت الطوارئ.
لكن مع مرور الوقت، أصبح مهجورًا. احتاج وقتًا طويلًا لإعادة فتحه.»
أومأت بصمت.
‘أتذكر أنني دخلت ممرًا سريًا من قبل… حين أردت لقاء جيروم. لكن هذا مختلف.’
رفعت عيني إلى سيدريك وسألته:
«لكن… كيف عرفت بوجود هذا المكان؟»
ابتسم ابتسامة خفيفة.
«أخبرتني الكونتيسة كلوي.
قالت إن هذا الطريق هو السبيل لإنقاذكِ.»
تسمرت في مكاني، وامتلأت عيناي بالدموع.
‘كلوي… حتى النهاية، خططت من أجلي.’
رآني سيدريك فقال بقلق:
«هل أنتي بخير يا جلالتك؟»
مسحت دموعي بسرعة وقلت:
«أنا بخير… لنكمل.»
تذكرت كلمات كلوي الأخيرة.
ـ “أتمنى أن تسعدي… هذا آخر أمنيتي.”
‘لن أترك تضحيتها تذهب هباءً.’
شدّدت على قلبي وقلت بصوتٍ ثابت:
«لنواصل السير… بالطريق الذي تركته لنا كلوي.»
وفي القصر…
اختفاء الإمبراطورة قلب القصر رأسًا على عقب.
فرق الحراسة لم تعثر على أي أثر.
جلس جيروم في مكتبه، قبضته مشدودة.
‘هي لم تختفِ وحدها… أحدهم ساعدها على الهرب.’
فكر سريعًا.
«هل هو ليونارد؟»
لكن الاحتمال ضعيف.
لقد كان مُراقبًا دائمًا.
تمتم جيروم بصوت منخفض:
«…الساحر.»
كان يقصد سيدريك.
«ذلك الرجل وحده يقدر على تهدئة الحرس والهروب بلا أثر.»
اندهش نِكلارد:
«سيدريك؟ حارس الغابة الأخضر؟ إن استعمل سحره، فلا بد أنه بعيد الآن.»
أجابه جيروم بثقة:
«لا. لم يستخدم سحره بعد.
لو فعل، لترك أثرًا يلتقطه السحرة الآخرون.
إنه ينتظر حتى يخرج من القصر تمامًا.»
قال نِكلارد متفكرًا:
«إذن… لا بد أن يكون استعمل ممرًا مخفيًا.»
برقت عينا جيروم فجأة.
«ممر مخفي…؟! لا يمكن أن يكون…!»
وفي مكان آخر…
جلست أنثيّا أمام رجل متجهم الملامح.
كان هو دوق هيتينغس — والد هيلينا.
قالت بابتسامة باردة:
«سمعت أن الإمبراطورة اختفت. لا بد أن الأمر مؤلم لك…»
زمجر الدوق باستياء:
«لم تعد ابنتي. لقد جلبت العار على اسم العائلة.
النبلاء يستهزئون بي كل يوم بسببها.»
ابتسمت أنثيّا:
«يبدو أننا نشترك في الأمر نفسه.
الأبناء يفسدون خططنا الكبيرة.»
صمت الدوق قليلًا، ثم سألها بريبة:
«لكن لماذا جئتِ إليّ؟ ما الذي تريدينه مني؟»
انحنت أنثيّا قليلًا وقالت:
«بسيط. نريد الشيء نفسه.
نريد إسقاط هذا العرش… وقتل ذلك الإمبراطور.»
تجمدت ملامح الدوق.
لكن كلماتها اخترقت قلبه:
«إما أن تمسك يدي وتصنع تاريخًا جديدًا… أو تُمحى أسرتك من الكتب، مثل كثيرين من قبلك.»
تردد للحظة، ثم عض شفته.
«…سأقف معكِ.»
ضحكت أنثيّا وقد تلألأت عيناها بالشر:
«إذن فلنبدأ.
الليلة… سيغدو القصر بحرًا من النار.
وسينتهي كل شيء برأس الإمبراطور.»
وخارج الغرفة…
كان هناك شخص يتنصت، وارتجف حين سمع الكلمات.
‘ماذا؟
إنهم… ينوون قتل جيروم؟’
التعليقات