الفصل 212 – «وفي النهاية… لم أنقذكِ»
في صباح اليوم التالي، دخل الدوق نِكلارد مسرعًا إلى مكتب الإمبراطور:
«جلالتك… هل صحيح أن الكونتيسة كلوي قد قُتلت؟! إنها كانت كبيرة وصيفات جلالتها الإمبراطورة!»
أجاب جيروم بصوت بارد:
«نعم. أبلغوا أسرتها أن القصر سيتحمل كل المسؤولية، وأننا سندعمهم بكل ما يحتاجونه.»
تردد نِكلارد لحظة ثم سأل:
«لكن… من الذي ارتكب هذه الجريمة؟»
رفع جيروم نظره وقال بحزم: «غيرديك.»
اتسعت عينا الدوق: «غيرديك؟! لِمَ يقتلها؟»
«كانت تحاول التسلل لرؤية هيلينا… فصادفها.»
تنهّد نِكلارد بأسف: «كنت أعلم أن طباعه قاسية، لكن لم أتوقع أن تصل لهذا الحد. لذلك أبعدتموه عن القصر من البداية… فكيف عاد ليكون هنا؟»
شدّ جيروم قبضته. كان يجب أن أتخلص منه نهائيًا منذ زمن.
سأل بحدة: «أين هو الآن؟»
أجاب نِكلارد بقلق: «اختفى… قيل إنه خرج في مهمة، ولم يعد منذ ذلك الحين.»
في جناحها، كانت هيلينا ممددة على السرير، تتقلب بقلق.
كلما أغمضت عينيها عادت صورة الكونتيسة كلوي وهي تسقط غارقة في دمائها.
همست بمرارة: «كونتيسة… سامحيني. لو لم أحاول النجاة، لما دفعتِ حياتكِ ثمنًا.»
خنقتها الذكريات. لم يكن ألم جسدها من السقوط يعادل ألم قلبها.
صوت غريب دوّى عند النافذة.
في البداية ظنته الريح، لكن سرعان ما انفتح المصراع، واقتحم شخص الغرفة.
رجل مقنّع نصف وجهه، وعيناه الذهبية اللامعة تعرفهما جيدًا.
«هيلينا…» جاء صوته العميق مألوفًا.
شهقت: «سيدريك؟! أأنا أحلم؟!»
اقترب واحتواها بين ذراعيه: «سامحيني على تأخري. الطريق كان طويلًا، لكنني أتيت لأخذك بعيدًا.»
ألقى على كتفيها عباءة واسعة ومد يده إليها: «هيا بنا. الوقت قصير.»
لكنها ترددت: «الحراس بالخارج… لو أمسكوا بنا ستُقتل كما قُتلت كلوي.»
ابتسم يطمئنها: «لا تقلقي. دبّرتُ أمرهم، لن يشعروا بنا.»
نظرت في عينيه اللامعتين، ثم وضعت يدها في يده.
«فلنغادر…»
في تلك الأثناء، كان جيروم يسير عائدًا إلى جناحه وملامحه مثقلة.
كم دمّرتُ حياتها؟ حاولتُ أن أنقذها من جحيم عائلتها، لكنني سجنتها في جحيم أشد قسوة…
كلمات أمه الراحلة دوّت في أذنه كطيفٍ لئيم:
«لن يحبك أحد. دمك نجس مثل دمي.»
أطبق أسنانه بغضب، لكنه لم يستطع إنكارها.
وحين وصل إلى باب جناح هيلينا، ارتبك: الجنود المكلفون بالحراسة كانوا نائمين على الأرض.
صرخ في وجههم فهبّوا مذعورين يعتذرون: «غلبنا النعاس فجأة يا مولاي!»
لكنه تجاهلهم، واندفع ليفتح الباب.
الغرفة كانت فارغة. الستائر ترفرف من نافذة مفتوحة.
جمد في مكانه، ثم مسح بيده الفارغة سريرها البارد.
اختفت.
ارتعد صوته وهو يزمجر:
«الإمبراطورة اختفت! فتشوا القصر بأكمله… أعيدوها إليّ حالًا!»
التعليقات