الفصل الحادي والعشرون – “سوء الفهم الذي يزداد عمقًا”
“ماذا؟! الساحر وافق على عرضكم؟”
في جناح الإمبراطورة.
تفاجأت “فَي” بصوت مرتفع وهي تحتسي الشاي مع جيروم.
“هذا خبر رائع. جلالتكم حاولتم كثيرًا إقناعه بأن يكون ساحر القصر، أليس كذلك؟”
ابتسمت فيَ بفرح وهي تبارك له، لكن ملامح جيروم بقيت قاتمة.
“لِمَ يبدو وجهكم عابسًا إذًا؟ هل هناك ما يقلقكم؟”
“…….”
“أليس هذا ما كنتم تتمنونه؟”
“الأمر غريب.”
“غريب؟ بأي معنى؟”
راح جيروم يطرق الطاولة بأصابعه. عادةٌ تظهر حين ينغمس في التفكير.
“حين قلتُ له إنّه سيحصل على ما يشاء لو أصبح ساحرًا للقصر، رفض بشدّة. قال إنّه لا يريد أن يُقيد. لكن فجأة، عاد بعد فترة قصيرة ليقول إنّه يرغب في المنصب.”
اتسعت عينا فيَ بدهشة. “ألم تُقنعه جلالتكم في النهاية؟”
هزّ جيروم رأسه. “رفض كل عروضي. ثم عاد من تلقاء نفسه يطلب المنصب.”
“ربما بعد تفكيرٍ طويل وجد أنّ عرضكم الأنسب له.”
“لستُ واثقًا.”
مرّر جيروم يده على ذقنه ببطء، واللمعان الحاد يطلّ من عينيه.
“لا يتغير قرار المرء فجأة إلا لسبب وجيه.”
سألت فيَ بحذر: “ألم يطلب منكم شيئًا في المقابل؟”
صمت جيروم قليلًا.
“إذن… طلب غريب؟”
“على العكس. طلبًا بسيطًا بشكل مريب.”
قال جيروم بحدّة: “غرفة صغيرة ليبحث فيها بمفرده. وحق الدخول إلى الحديقة في أي وقت يشاء.”
هزّت فيَ رأسها متفهمة. “بما أنّه يُلقب بحارس الخُضرة ويُعرف بحبه للزهور، فهذا طبيعي. لكن لماذا تحديدًا غرفة جديدة؟ ألم تكفِه قاعات السحرة في القصر؟”
رد جيروم ببرود: “أرادها قرب جناح الإمبراطورة.”
اتسعت عينا فيَ. “قرب جناح الإمبراطورة؟!”
كان طلبًا يثير الريبة.
“هل كانت جلالتها تعرفه من قبل؟”
“أبدًا.”
كان جيروم قد أوكل لسكرتيره التحقيق في ذلك، ولم يجدوا أي صلة سابقة بينهما.
‘إلا إن كانا قد تقابلا سرًّا.’
عينيه أطلقتا بريقًا باردًا.
لكن فيَ، غير مدركة لشكوكه، قالت مطمئنة: “ربما محض صدفة. حدائق جناح الإمبراطورة أجمل حدائق القصر، بالزهور والأشجار. لعلّه انجذب لذلك فقط.”
لم يتغير وجه جيروم. وبدت فيَ منزعجة من جموده.
قالت محاولة صرف الموضوع: “على ذكر الأمور الغريبة… هل تعلمون أنّ السير ليونارد أعلن فجأة رغبته في أن يكون عشيق جلالة الإمبراطورة؟ لقد صُدمتُ يومها!”
لم يجب جيروم.
“بل وسمعت أنّه طلب أيضًا أن يكون حارس جناحها الخاص.”
عندها فقط التفت إليها جيروم بنظرة نافذة. لم تكن النظرة الحانية التي تمنتها، بل حادة كسيف.
“من أين سمعتِ هذا؟”
ارتبكت فيَ وأبعدت عينيها. “كانت مجرد أحاديث بين الوصيفات. الحادثة كانت مثيرة للجدل.”
لم يرد.
ترددت نبرتها: “لكن قيل إنّكم لم تمنحوه الإذن. أليس صحيحًا؟”
ظلّ صامتًا.
ارتعشت عيناها باضطراب. “لِمَ لم تسمحوا بذلك؟”
“ولِمَ يجب أن أسمح؟”
“ظننته أمرًا مناسبًا. فالإمبراطورة تحتاج مزيدًا من الحماية.”
قهقه ساخرًا: “يبدو أنّ وصيفاتك يختلقن الأحاديث.”
“أليس صحيحًا إذًا؟”
“لا شأن لكِ بهذا.”
“ولِمَ؟”
اغرورقت عيناها بالدموع دون أن تدرك السبب. أثارها انشغال جيروم الزائد بأمر الإمبراطورة وليونارد.
“هل هناك مانع خاص يمنعه من حراستها؟”
تأمل وجهها طويلًا، ثم مد يده ليمسح دمعتها بأصابعه.
“ما زلتِ كثيرة البكاء.”
“لستُ كذلك.”
“لا تبكي. ليست المسألة كما تظنين.”
“إذن؟”
“لم أمنع ليونارد إلا خشية أن يُنظر إلى الأسرة الإمبراطورية على أنّها متساهلة في أخلاقها. أمّا إن رغبت الإمبراطورة في حراسته، فلن أرفض.”
* * *
“آه… أخيرًا انتهى الأمر.”
تمتمتُ لنفسي وأنا أعود إلى غرفتي بعد جلسة شاي طويلة مع سيدات البلاط. الإبتسام لساعات عملٌ مُرهق.
وبينما أدلك كتفي، فوجئت بزهرة تُمد أمام وجهي.
رفعت عيني، فإذا به.
“سيدريك؟”
الرجل ذو القناع الأبيض، يبتسم بهدوء وهو يقدّم لي زهرة حمراء.
كان في الماضي يتسلل للقصر فقط ليشاهد الأزهار. أما الآن، فهو ساحر القصر الرسمي، ببحثٍ ملاصق لجناحي.
“زهرة أخرى اليوم؟”
“وجدتها في طريقي.”
تناولتُها بابتسامة. “ما اسمها؟”
“بِغونيا.”
“اسم رقيق كزهرتها.”
كانت بتلاتها الحمراء الصغيرة تتدلى كعناقيد عنب، فاتنة ومبهجة.
“شكرا لك.”
أغمضتُ عيني وأخذت نفسًا عميقًا من عبيرها، وقد خفف تعبي.
“من أين أحضرتها؟ لم أرها في حدائق القصر.”
قال ببساطة: “زهرة برية عادية. لا تليق بمكان فخم كهذا.”
“لكنها جميلة للغاية. سأطلب من البستاني أن يزرعها هنا.”
بدت على وجهه مسحة ارتباك. “قد لا يعرفها. سأجلب لكِ منها كل حين.”
“لا داعي لإرهاقك.”
“أصعد الجبال أحيانًا لجمع مواد لتجاربي. إحضار بضع زهرات لن يكلّفني شيئًا.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات