في تلك الليلة التي طعن فيها جيروم نفسه، فقدتُ وعيي من شدّة الصدمة. وعندما استيقظتُ، وجدتُ نفسي على فراشه، محاطةً بجدران غرفته الفسيحة.
تلفتُّ حولي مرتبكة، الغرفة فارغة، لا أحد سواي. حاولت النهوض والخروج، لكن الباب كان مغلقًا بإحكام. طرقتُه، ناديْتُ، صرختُ، ولم يجبني أحد. حينها أيقنت: لقد قُصد أن أُحبس هنا.
ما زاد الأمر غرابة أن كل شيء من حولي بدا جديدًا، كأن شيئًا لم يحدث البارحة. السجاد الملطخ بالدماء استُبدل بآخر نظيف، الأثاث غُيّر، حتى ثيابي الممزقة اختفت لأجد نفسي مرتدية ثوبًا لم أرَه من قبل. وكأن يدًا خفية رتبت كل شيء… بل حتى أنا.
لم تفارقني رائحة الدم الخفيفة التي بقيت عالقة في الجو، تعيد إليّ مشهد يديه وهو يضع السيف بين أصابعي ويمزّق جسده بنفسه. يدي ما زالت ترتجف. حاولت أن أمسحها مرارًا وكأنني أغسل أثرًا غير مرئي، لكن الإحساس اللزج والساخن ظل يطاردني.
أعلم أنني لم أطعنه، لكنه جعلني أشعر كما لو أن الدماء التي سالت على يديه قد لطّختني أنا أيضًا.
استرجعتُ ما حدث: لقائي مع ألفريدو، ذهابي إلى القصر للتأكد من أن جيروم قد أفاق، واعترافه الصادم بأنه لم يفقد وعيه أبدًا، وأن كل ما جرى لم يكن إلا تمثيلًا. ثم كلماته المبهمة، قبل أن يُمسك يدي ويطعن نفسه، ليحوّلني في لحظة إلى متهمةٍ شاهدة.
لكن لماذا؟
لو أراد التخلص مني لكان فعلها ببساطة تلك اللحظة. لماذا يخلق مشهدًا يجعلني مجرمة أمام الجميع؟ ولماذا… يبقيني هنا في غرفته بدلًا من زنزانة باردة في أعماق القصر؟
كلماته الأخيرة عادت ترنّ في أذني: «أحبكِ… أحبكِ حقًا، هيلينا.»
هل كان ذلك حبًا؟ أم مجرد وسيلة أخرى ليمتلكني باسمٍ جديد؟
وبينما أنا غارقة في الأسئلة، انفتح الباب بهدوء، ودخل جيروم. ابتسامته دافئة، لكنني لم أرَ فيها سوى خطر خفي.
“استيقظتِ أخيرًا؟” قال بنبرة عادية وكأن شيئًا لم يحدث. “تأخرتُ قليلًا، الاجتماع طال أكثر مما توقعت.” ألقى سترته على المقعد بلامبالاة، وجلس إلى جانبي.
اقترب أكثر، وعيني سقطت على بقعة دمٍ صغيرة فوق قميصه. همستُ بارتباك:
“دم…”
أجاب ببساطة: “آه، لا تقلقي. ليس دمي.”
ابتسم وهو يقولها، لكن قلبي انقبض أكثر: إذن دمُ من؟
ثم بدأ يتحدث عن الطعام، عن حاجتي إلى الراحة، عن إمكانية إعادة ترتيب الغرفة بما أحب. وكأن ما جرى بالأمس لم يكن إلا حلمًا عابرًا.
لم أتمالك نفسي أكثر:
“ما الذي تفعله بي؟ لماذا أنا هنا؟”
“لأن هذا مكانك من الآن فصاعدًا.” أجاب بلا تردّد.
“مكاني؟”
“نعم. سمعت أن بعض الممالك كان فيها الإمبراطور والإمبراطورة يتشاركان الغرفة. فكرة أعجبتني.”
صوته كان هادئًا، لكن كلماته كانت كالقيد.
قلتُ بمرارة: “إذن، لا أخرج إلا بإذنك؟”
“إن رغبتِ، يمكننا التنزّه معًا. لكن وحدكِ؟ لا.”
“وماذا بعد؟ أن تتركني هنا ما حييت؟”
لم يرد. فقط ابتسم.
ضحكتُ بمرارة: “وهذا برأيك لا يُسمى سجنًا؟”
قال بثقة باردة: “سجن؟ لا، بل حماية. هناك من يتربص بكِ، ولن أتركك فريسة لهم. بجانبي ستكونين بأمان.”
واجهته بنظرة قاطعة: “أخطر من عليّ هو أنت. من يطعن نفسه أمامي ثم يسجنني باسمه لا يحق له الحديث عن الأمان.”
ارتجف صوته للحظة، لكنه تمسّك بنبرته الهادئة:
“كل ما أفعله هو من أجل حبّي لكِ.”
قاطعته بحزم: “الحب لا يقيد، الحب لا يُلغي الإرادة. ما تفعله ليس حبًا، بل رغبة في السيطرة. تعاملني كأنني شيء تملكه، لا شريكة.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات