انتهى حفل ميلاد الإمبراطور، الذي كان صاخبا لأسباب عديدة، بسلام.
دخل مركيز نيكولاد، سكرتير جيروم، إلى مكتب الإمبراطور ليقدّم تقريرا عن نتائج الحفل.
“إن لخصنا الأمر من هذه الجوانب، فيبدو أنّ الحفل أُنجز بنجاح.”
قال ذلك بصوت مفعم بالسرور. لكنّ جيروم لم يُبدِ أيّ حماس.
“تقول ناجحا؟”
تنهّد ببرود رافعا حاجبه: “ألم يغادر أهم ضيف في الحفل عائدا إلى مملكته دون أن يحضر؟”
“آه، ذلك…”
كان يقصد ملك مملكة كالوس الجديد الذي اعتلى العرش حديثا ووفده. لم يكن ذلك شيئا متوقعا أبدا. بل كان حدثا مستحيلا في الظروف العادية. حتى نيكولاد نفسه أصيب بالدهشة حين علم بالأمر.
“قيل إنّ أمرا عاجلا استدعى عودته.”
“أمر عاجل؟”
“نعم. لم يُفصحوا عن التفاصيل، لكنّهم أبدوا أسفا لعدم تمكنهم من حضور الحفل حتّى نهايته. أما هديّتهم للإمبراطورية فكانت بالغة النفاسة.”
شرح نيكولاد بهدوء: “ثم إنّ الملك الجديد مشهور في بلاده بطبيعته العفوية المتقلّبة. فلا داعي للانشغال به كثيرا.”
واستعاد نيكولاد ملامح الوفد عند مغادرتهم. لم يكن في وجوههم أيّ أثر للغضب أو الإهانة. على العكس، بدا عليهم السرور.
“آه! وطلبوا أيضا أن أبلّغكم أنّ الليلة التي سبقت الحفل كانت ممتعة للغاية.”
قطّب جيروم حاجبيه. “ماذا حدث في تلك الليلة ليصفوه بالمتعة؟”
“لا أعلم على وجه الدقة… لكن ردود فعلهم هذه وحدها تكفي لحفظ هيبة الإمبراطورية.”
“هيبة؟”
قهقه جيروم بسخرية: “في حفلٍ حضره ضيوف أجانب بارزون، يعلن قائد الحرس الإمبراطوري أنّه يريد أن يكون عشيقا للإمبراطورة. أيّ هيبة بقيت للإمبراطورية بعد ذلك؟”
صمت نيكولاد، يضغط على شفتيه. كان من الواضح أنّ مزاج الإمبراطور في الحضيض. بل لم يره قط غاضبا إلى هذا الحدّ من قبل.
‘أيمكن أن يكون السبب هو تصريح السير ليونارد؟ لكن… هذا غير معقول. فالإمبراطور إلى جانبه الإمبراطورة دائما، ولن يكترث بمثل هذه الأمور.’
فكّر نيكولاد بارتباك.
عندها…
طرقٌ على الباب.
“مولاي، إنّه غابيان.”
كان القائد العام لفرسان الحرس.
“ماذا هناك؟”
“لقد جاء ‘ذلك الشخص’.”
“ذلك الشخص؟!”
تبدّلت ملامح جيروم فجأة إلى الهدوء. “أتقصد الساحر؟”
“أجل.”
نهض جيروم من فوره. “أدخِله.”
* * *
“لقد ساعدتني كثيرا مرّة أخرى.”
قال جيروم للرجل الجالس قبالته. كان رجلا ذا شعر فضي ناعم، يغطي نصف وجهه بقناع أبيض.
لقد كان من أنقذ القصر الإمبراطوري من مشكلات عدّة في الآونة الأخيرة. بل لم تكن هذه المرة الأولى.
“لولاك، لما استطعنا حلّ هذه القضايا.”
“إنكم تبالغون يا مولاي.”
“كلا، لستُ أبالغ. لم تساعدني أنا فقط، بل أنقذت الإمبراطورية أيضا.”
كانت القضايا التي حلّها الرجل شديدة التعقيد حتى أنّ السحرة التابعين للإمبراطورية أنفسهم عجزوا عنها.
ابتسم الرجل ابتسامة خفيفة: “يسرّني أنّي كنت عونا.”
سأله جيروم بجدية: “هل فكرت في عرضي السابق؟ لو أصبحت ساحرا رسميا في القصر، فسأمنحك ما تشاء.”
هزّ الرجل رأسه ببطء. أشرق وجه جيروم: “قل ما تريد، وستحصُل عليه.”
لكنّ الرجل حوّل بصره نحو النافذة. حيث بدت الأزهار المتفتحة والفراشات تحوم حولها.
تأمل المشهد مليّا ثم التفت بابتسامة واهنة: “ذلك المنصب يفوقني يا مولاي. أنا مجرد ساحر يحب الزهور.”
ضحك ببساطة وأردف: “أعتذر، لكن ما أبحث عنه لا يوجد هنا.”
* * *
خرج الرجل من المكتب، يمرر يده على وجهه متنهدا.
‘هل حان وقت التوقف عن المجيء إلى هنا؟’
كان يعلم أنّ الإمبراطور لن يتوقف عن إغرائه بهذا المنصب. عرضٌ جذاب… بل مغرٍ حدّ الشعور أنّه أكبر من أن يستحقّه. لكن لا، لم يستطع القبول. وإلا فلِمَ ترك “ذلك المكان” أصلا؟
لقد كان يأتي إلى القصر فقط من أجل الزهور. أجل، ومن أجل تلك الذكريات التي صارت مرتبطة بالزهور.
‘بل ولقد حظيت بذكرى أخرى مختلفة.’
تذكر لقاؤه السابق، وتسلّله برفقة “إمبراطورة متنكرة”. ابتسم لا إراديا.
ألقى نظرة إلى خنصره حيث بقي أثر “العهد”. ‘قلتُ لن أخاطر ثانية… ومع ذلك ها أنا هنا.’
لو علمتْ أنّه عاد، كيف سيكون ردّها؟ ضحك في نفسه.
‘هل سأراها ثانية؟’
ثم همس: “مستحيل…”
فهي بعيدة جدا عن متناول يده.
لكن لحظتها…
“آه! لقد اتسخ ثوب جلالتك بالتراب!” “لا عليكِ، آنسة ماري.”
رنّ صوتهـا في أذنه. التفت مذعورا، وإذا بها هناك.
وسط حديقة من الزهور.
‘لم أتوقع رؤيتها هنا…’
* * *
قالت الوصيفات بقلق: “مولاتي، دعينا نتولى هذا العمل عنك.” “التراب يلوث يديكِ وثوبكِ كثيرا.”
ابتسمتُ وأنا أهزّ رأسي: “لا بأس، أستطيع فعل هذا بنفسي.”
كنتُ أزرع زهرة أهديت لي، وثيابي ويديّ ملطّخة بالتراب. لم أستطع أن أطلب من الوصيفات القيام به بدلا مني. كنت أريد أن أغرسها بيدي.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 20"