صحيح. وصل كونراد إلى نصف النهائي، لكنه انهزم هناك.
خصمه كان السير كِندِل، الفارس الذي يحظى بدعم معسكر النبلاء.
كنتُ أعلم أنه قوي، لكن لم أتوقع هذه القوة. حتى أنا، قليلة الخبرة بفنون السيف، استطعت أن أرى كم كان أداؤه متقنًا، بخطواتٍ صافية ورشيقة خالية من أي حشو، حتى إن الجمهور تململ إعجابًا.
زمجر كونراد بغيظ:
«اللعنة! كيف لسيف رجل تجاوز الخمسين أن يكون بهذه الحِدّة؟ هل يتعاطى شيئًا سريًّا؟»
فأجابه فيليكس ببرود: «لا مجال. لقد أجريت فحوصات العقاقير قبل بدء البطولة.»
«ربما يزوّر عمره إذن. أيعقل أن يملك هذه اللياقة وهو فوق الخمسين؟»
«هذا يُسمى خبرة السنين، يا كونراد.»
كلما أطلق كونراد فرضيةً غريبة، قطعها فيليكس بجملة واقعية حاسمة.
فتضايق كونراد وضاق بعينيه:
«لا ترتاح إلا إذا رميتني بالحقائق، أليس كذلك؟»
«اقبل النتيجة وحسب. التذمر لن يغيّرها.»
«هاه؟ هل انتهيت من درسك الآن؟»
اشتد الجدال بينهما، فارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهي.
مهما ادّعى فيليكس البرود، فقد كان أكثر من شجّع كونراد في القتال.
رأيته بوضوح؛ كلما بدأ كونراد يضعف أمام كِندِل، قبض فيليكس يديه توترًا.
(فيليكس… ليس صريحًا كما يتظاهر.)
حتى كلماته اللاذعة الآن، بدت لي محاولة غليظة لرفع معنويات صديقه.
لكنها نجحت. وجه كونراد بدا أكثر ارتياحًا وهو يتشاجر مع رفيقه، ونسي شيئًا من مرارة الهزيمة.
قالت إحدى الوصيفات بصوت منخفض:
«إذن طرفا النهائي هما السير كِندِل والسير غيرديك.»
لم يتبقَّ من البطولة سوى المباراة الختامية.
«آه… ليت كونراد أو فيليكس كانا هناك.»
«ليتهما…»
محقّات. أحدهما مرشّح طبقة النبلاء، والآخر مدعوم من المحظية فَي.
أيًّا كان الفائز، فلن يكون في جانبنا.
(من سيتوَّج الآن؟)
قلبي انعقد وأنا أحدّق إلى الساحة.
في قلب الميدان
نظر غيرديك إلى كِندِل بازدراء وقال وهو ينقر بلسانه:
«شيخ مثلك يزاحم في بطولة المبارزة؟ يبدو أن هيبة الحرس تدهورت.»
قطّب كِندِل حاجبيه وردّ بصرامة:
«سمعتُ عنك ما يكفي. فارس مشين دنّس شرف الحرس.»
قهقه غيرديك ورفع كتفيه:
«مشين؟ بل رفعتُ مهابة الحرس. الأوساخ التي لم يجرؤ المتشدّقون بالشرف على تنظيفها… أنا من تكفّل بها.»
قال كِندِل محتقرًا: «خفيف اللسان لا يُخرج فارسًا صادقًا.»
«ما الذي تهذي به أيها العجوز الواهن؟»
«وقِح!»
رفع كِندِل سيفه:
«لا أدري كيف تسلّل أمثالك إلى الحرس. سأريك اليوم ما هي آداب الفارس.»
قهقه غيرديك عاليًا:
«آداب فارس؟ هراءٌ يليق بشيخٍ فقد عقله.»
في تلك اللحظة، أطلق الحكم صافرة البداية.
انقضّ كِندِل أولًا، قافزًا خطوة واسعة وهو يهوِي بضربةٍ قوية أراد بها أن يحسم الأمر بسرعة.
غيرديك… لم يتحرّك. كأنه لا ينوي تفادي الضربة!
ابتسم ابتسامة باردة:
«كلكم متخشّبون.»
ثم اندفع فجأة إلى الأمام، كأنه يقتحم النصل مباشرة.
ابتسم كِندِل بازدراء:
«أحمق! تبحث عن الموت—»
بَخ!
ارتطم رأس غيرديك بجبهة كِندِل ارتطامًا مدوّيًا.
«أغغ…!»
ترنّح كِندِل واضعًا يده على رأسه.
صرخ: «أيها الجبان! أتدعو هذا قتال فرسان؟»
ابتسم غيرديك ابتسامة ملتوية وركل صدره:
«في القتال لا وجود للجبن. المهم أن تفوز.»
تهاوى كِندِل أرضًا.
وثب غيرديك فوقه، وجثا على صدره، بينما شقّ ابتسامة مخيفة.
شدّ القفّاز المعدني بإحكام، ثم انهال باللكمات على وجه كِندِل:
«هيا…»
ضربة.
«تابع…»
ضربة ثانية.
«تكلم الآن!»
ضربة ثالثة.
الضربات توالت بلا رحمة. لم يعد كِندِل قادرًا على المقاومة.
تورّمت شفتاه وانتفخت وجنتاه، حتى أصبح وجهه مشوّهًا لا يُعرَف.
صاح بعض الحاضرين:
«كفى!»
«المبارزة حُسمت بالفعل!»
لو لم يتدخل الفرسان المكلّفون بالفصل بينهما، لكان كِندِل فارق الحياة في الساحة.
بصق غيرديك على الأرض ببرود:
«تتحدثون عن آداب الفارس؟ هه… حشرة مثله لا يعرف شرفًا ولا أدبًا.»
رفع رأسه نحو المدرّجات، وعيناه تلمعان بجنون.
توقّف نظره عندنا، عند مقعدي بجانب ليونارد… ثم ابتسم ابتسامة مقيتة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات