مقعدي كان في الأعلى، في الوسط تماماً، بحيث أستطيع أن أرى الميدان كله.
وعلى يميني جلس ليونارد.
لم أتمالك نفسي من النظر إليه خلسة.
(هل بسبب ما حدث في مأدبة العشاء؟ لا أدري… لكنه يثير قلقي.)
وصلتني أخبار من الوصيفات أنه صار يخرج كثيراً في الفترة الأخيرة.
رغم أنه لم يتغير في شيء ظاهر، لكن قلبي لم يهدأ.
فجأة سألني:
“…؟ هل لديكم ما تودون قوله يا مولاتي؟”
أجبت بسرعة وأنا أهز رأسي:
“لا، لا شيء.”
وصلت المحظية الأخرى متأخرة.
قالت الكونتيسة كلوي:
“لقد وصلت المحظية فَي الآن.”
تمتمت ماري باستياء:
“حتى حضورها متأخر عن المحظية الأولى. لا يوجد فيها شيء يسرّ.”
ثم شهقت:
“مولاتي، انظرن! النبلاء يذهبون لتحيتها.”
علّقت أخرى:
“بعد ما حدث في المأدبة الأخيرة، كنت أظنهم سيهدؤون، لكن يبدو أن الجميع يحاول كسب ودّها.”
نظرتُ نحوها. كانت تجلس في مكان غير بعيد، محاطة بعدد من النبلاء.
كانت تضع يدها على بطنها وتبتسم لهم بوقار.
فجأة أشارت إحدى وصيفاتي بصدمة:
“أهذا… دوق هايتنغز؟!”
“…!”
نعم، كان هو حقاً.
دوق هايتنغز يقف بجانب المحظية فَي وكأنه يحييها بودّ.
ماري تمتمت بغضب:
“لماذا يعاملها بلطف هكذا؟”
لكن الكونتيسة كلوي فسّرت بهدوء:
“في النهاية، حملها أمر واقع. ولا داعي لإظهار العداء أمام الناس. حتماً يفعل ذلك لأجل المظهر العام، فلا تقلقي يا مولاتي.”
ابتسمت مطمئنة:
“أنا بخير.”
في تلك اللحظة، دوّى الميدان بصيحات صاخبة.
قالت ماري بحماس:
“لقد بدأ دخول الفرسان المشاركين!”
أنزلت بصري نحو الميدان.
كان الفرسان يدخلون واحداً تلو الآخر.
“كييييااااه! السير كونراد!”
“لقد نظر نحوي وأرسل قبلة بيده!”
“لا، كانت لي!”
كونراد بدا سعيداً للغاية، يلوّح ويبتسم، ويغدق على المعجبين بإشاراته.
أما في الجهة الأخرى، كان فيليكس يدخل بهدوء، ملامحه متجهمة.
رغم ذلك، صرخ بعض المعجبين باسمه، فاحمرّت أذناه قليلاً.
ابتسمتُ:
“يبدو أن السير كونراد والسير فيليكس يحظيان بشعبية.”
إحدى الوصيفات همست بخجل:
“بالطبع، لكن لا يقارَن جمالهما بالسير ليونارد. هناك سيدات حضرن فقط لرؤيته.”
أدركت الآن سبب بعض النظرات الخجولة الموجهة نحو مقعدنا.
ثم أشارت إحداهن:
“انظرن هناك! ذاك هو السير كيندل.”
كان رجلاً في سن أكبر من الباقين، بوجه صارم وهيئة نحيلة، مع شاربين طويلين بارزين.
بدا كما لو كان صورة متحركة لـ (أنا فارس من سلالة نبلاء).
النبلاء هتفوا له بحماس:
“أرنا معنى الفروسية يا كيندل!”
لكن فجأة، ومع دخول فارس آخر، عمّ الصمت.
كان رجلاً ضخماً بوجه قاسٍ وندبة طويلة فوق حاجبه، يرتدي قفازين حديديين ضخمين.
أجواؤه وحدها أثارت القشعريرة.
(من هذا؟ هل هو حقاً فارس؟)
همس الناس من حولي:
“مستحيل…!”
“أليس هذا غيرديك؟”
بدت الوجوه مشدوهة.
“كيف يسمح لمجرم مثله بالمشاركة؟”
“أي يد خفية سمحت له بدخول البطولة؟”
غيرديك ابتسم ببرود وهو ينظر إلى من انتقده:
“لماذا الضجيج؟ أنا الآن فارس في الحرس الإمبراطوري. لي الحق في المشاركة.”
صرخ أحد النبلاء بغضب:
“أنت وصمة عار! مكانك ليس بين الفرسان!”
غيرديك حكّ أذنه بلا مبالاة:
“ألا تود أن ألقنك درساً بنفسي؟”
تجمّد النبيل في مكانه.
ابتسم غيرديك ابتسامة باردة:
“ها… هذا أفضل.”
ثم رفع بصره يتفقد الحاضرين، قبل أن يتوقف عند شخص بعينه.
ابتسم ابتسامة مليئة بالمعنى وقال:
“آه… وجه مألوف.”
تصلّب وجه ليونارد بجانبي.
سألته بخفوت:
“هل تعرفه؟”
أجاب بهدوء:
“…شخص عرفته منذ زمن.”
لكن من ملامحه أدركت أن الأمر ليس بسيطاً.
عندها، تقدمت الكونتيسة كلوي تشرح لي بصوت خافت:
“مولاتي، السير غيرديك كان من أمهر فرسان الفيلق فيما مضى، لا يقل شأناً عن السير ليونارد. لكنه كان قاسياً وعنيفاً، يفتعل المشاكل أينما ذهب. حتى أنه في إحدى الليالي ضرب عشرات المدنيين وأوقع قتلى بين الفرسان الذين حاولوا إيقافه.”
شهقت إحداهن:
“وقتها، الوحيد الذي استطاع القبض عليه كان السير ليونارد!”
وأكملت أخرى:
“يقال إن غيرديك لا يزال يراه كعدو لدود.”
ثم وصلتني أنباء من إحدى الوصيفات التي عادت مسرعة:
“مولاتي، لقد تأكد أن المحظية فَي هي من أوصت بمشاركته.”
(فَي… إذن هذه خطتها!)
تذكرت تحذير فيليكس حين قال إن المحظية الأخرى تبحث عن فرسان أقوياء ليكونوا إلى جانبها.
لكن… أن تجلب رجلاً كهذا!
رفعت بصري نحو المنصة حيث صعد فارس عجوز بشعر أبيض، بدا واضحاً أنه من يقف وراء إدخال غيرديك إلى هذه البطوله
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات