الهجوم الذي وقع في جناح المحظية هزّ القصر الإمبراطوري بأسره.
لكن لحسن الحظ، لم يعلم ضيوف مملكة فيوري بما حصل، وغادروا سالمين.
وذلك بفضل أن ليونارد تكفّل بالأمر بسرية تامة.
وعندما طلع الصباح وعدتُ إلى ذلك الممر، كان كل شيء قد اختفى.
آثار الدماء التي لطّخت الأرض لم يبقَ لها أثر، فقط الرخام الأبيض يلمع كأن شيئاً لم يحدث.
حتى أني شعرت أن ما رأيته كان مجرد وهم عابر… سراباً لا أكثر.
وبعد مغادرة الضيوف بأمان، بدأ كبار النبلاء يناقشون ما حدث في الخفاء، بجدية وحذر.
قال أحدهم:
ـ «تخيّلوا! أن يتعرض جناح المحظية لهجوم بينما كان الضيوف يقيمون فيه!»
وأضاف آخر بوجه مكفهر:
ـ «لولا تدخل السير ليونارد لما مرّت الأمور بسلام. ماذا لو أصيب أحد الضيوف؟ أي فضيحة كانت ستحل بالإمبراطورية!»
وتساءل آخرون:
ـ «لكن من الذي تجرأ على ارتكاب جريمة كهذه؟»
ثم انطلقت الشائعات:
ـ «يقال إن أصابع الاتهام موجهة نحو جناح المحظية الأخرى…»
ـ «كيف تقول هذا؟»
ـ «ألم تكن تلك المحظية هي التي أعدّت في الأصل مأدبة العشاء؟ لكنها في النهاية فشلت، والمحظية الأخرى كانت من عقدت الصفقة مع المملكة. أليس من الممكن أنها غارت وأرسلت القتلة؟»
عندها ارتفع صوت الكونت جوشوا مدافعاً باحتدام:
ـ «أي هراء هذا! ما الذي ستكسبه المحظية من هجوم كهذا؟ لو جُرح أحد الضيوف لكان الضرر على الإمبراطورية بأسرها! بل أقول إن هذا مدبَّر لتلطيخ سمعتها!»
هتف أحدهم غاضباً:
ـ «أتتهم المحظية الأخرى بالتمثيل؟ هذا افتراء!»
وانقسمت أصوات النبلاء بين مدافع ومهاجم. لكن بما أنه لم توجد أي أدلة قاطعة، انتهى بهم الأمر إلى ترجيح أن من دبّر الهجوم كان دولة ثالثة، لا تريد لمملكة فيوري والإمبراطورية أن تعقدا اتفاقهما.
ثم خلصوا إلى نتيجة:
ـ «المشكلة الكبرى هي ضعف الحراسة داخل القصر. لا بد من تعزيز الأمن!»
ـ «صحيح. ويجب أن يُعيَّن قائد جديد للفيلق الثاني. منصب القائد ما زال شاغراً منذ مدة.»
ـ «أليس من الأنسب إعادة السير ليونارد إلى منصبه بعد ما فعله؟»
ـ «لا يمكن! كيف يُعاد من صار محظياً إلى منصب قائد؟ هذا يناقض القوانين!»
ـ «إذن فلا بد من اختيار قائد جديد.»
وهكذا تحوّلت قضية الهجوم إلى نقاش آخر تماماً.
تنهدتُ بعمق.
لقد مرّت أيام، لكن صورة تلك الليلة ما زالت عالقة بذهني.
وجه ليونارد البارد تحت ضوء القمر… عينيه المليئتين بالجنون… وسيفه الملطخ بالدماء.
(لقد نسيت… من يكون حقاً.)
كيف غفلت عن ذلك؟ أو ربما كنت أتهرب من الحقيقة.
كنت أريد أن أصدق أن ابتساماته وكلماته الدافئة تعني أنه مختلف عن الصورة المظلمة التي رسمها الأصل.
لكن خوفي لم يزُل.
ماذا لو سار على نفس الطريق الذي وصفه الأصل؟ ماذا لو انتهى به الأمر إلى الخراب؟
في تلك الأثناء، كانت وصيفاتي يتحدثن بفرح عن البطولة القادمة.
قالت إحداهن:
ـ «سمعت أن بطولة مبارزة ستقام قريباً!»
وأضافت أخرى:
ـ «صحيح! ويقال إن الفائز قد يُعيَّن قائداً للفيلق الثاني!»
سألتُ بدهشة:
ـ «حقاً؟»
أجابت ماري بجدية:
ـ «نعم، هذه أخبار مؤكدة. بما أن منصب القائد ظل شاغراً بعد استقالة السير ليونارد، فسيُحسم الأمر في البطولة.»
سألتني وصيفة أخرى بفضول:
ـ «إذن من ستؤيدينه يا مولاتي؟»
ـ «أؤيد؟»
ـ «طبعاً! هذه فرصة لتضعي شخصاً من جانبك في موقع قوة داخل الفيلق!»
وبينما أنا حائرة، خطرت ببالي أسماء بعض الفرسان الذين كانوا يلازمون ليونارد…
«الفوز سيكون لي بلا شك!»
قال ذلك بحماسة الفارس كونراد، الذي صار حارساً مؤقتاً لي منذ أن ابتعد ليونارد.
كان يتحدث وكأنه يملك الكأس سلفاً.
«مولاتي، إن انتصرت فسأعلن اسمك على الملأ فوق المنصة!»
بينما كان يكتب لائحة بالأسماء التي سيشكرها كأنه في حفل توزيع جوائز، لم أملك إلا أن أحدق به بصمت.
عندها تدخّل فيليكس، ببرود:
«لن يكون الأمر سهلاً. النبلاء يدعمون السير كيندل. وهو فارس مخضرم.»
لكن كونراد صرخ بثقة:
«لا يهم! سأهزم الجميع!»
فيليكس هزّ رأسه قائلاً:
«مولاتي، يبدو أن جناح المحظية الأخرى يتحرك في الخفاء أيضاً. إنهم يبحثون عن فرسان أقوياء ليدعموهم.»
وفي مكان آخر، في أقبية القصر المظلمة، كانت المحظية فَي تدخل الزنزانات السفلى.
حيث يقبع هناك رجل ضخم، مقيّد بالسلاسل… اسمه غيرديك.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 187"