الفصل 180 – المأدبة (1)

أجواء القصر كانت ثقيلة.

الكل يتحدث عن أمرين: سقوط الإمبراطور مريضًا… وإعلان فاي أنها حامل.

الخادمات تبادلن النظرات القلقة:

“أي مصيبة فوق الأخرى… الإمبراطور طريح الفراش، والآن تقول إنها حبلى!”

“على الأقل اتضح أن دواء العقم الذي تناولته لم يكن له أثر. ربما كانت الكمية قليلة أو عولجت سريعًا.”

لكن ماري، التي لم تستطع ضبط غضبها، ضربت الأرض بقدمها:

“هذا مستحيل! إنها تكذب لا محالة يا جلالة الإمبراطورة!”

إلا أن كل شيء كان ضدها… فالطبيب الملكي بنفسه أعلن:

“نعم! صاحبة السمو الإمبراطورة الثانية في شهور حملها الأولى!”

تجمدت الكلمات على شفاه الجميع. لم يعد الأمر إشاعة، بل “حقيقة مثبتة”.

ورغم ذلك، لم تهدأ ماري:

حتى لو صح الأمر، من يضمن أن الجنين ابن الإمبراطور؟”

لكن الكونتيسة كلوي ردّت بحزم:

“التلاعب في مسألة الوريث الإمبراطوري هو مقامرة بحياة الشخص نفسه. لا أحد يجرؤ على المخاطرة بذلك.”

كلماتها أطفأت حماسة ماري، وإن بقي الشك في عينيها. أما هلينا فقد غرقت في صمتها.

هل يمكن أن يكون ما في بطن فاي حقًا ابن جيروم؟

وجهها لم يكن وجه كاذبة، وحركات يدها وهي تمسح على بطنها كانت طبيعية لدرجة يصعب اصطناعها… لكن العلاقة الفاترة بينها وبين الإمبراطور جعلت الشك ينهش قلبها.

في قصر آل هايتنغز، كان الدوق يعضّ على نواجذه:

“لو أن الإمبراطور وحده سقط لكان الطريق ممهَّدًا. أما وقد ظهرت وريثٌة من جهة فاي… فالأمور تعقدت.”

لكنه سرعان ما تلقى زائرًا غامضًا يرتدي رداءً واسعًا. تقدم الرجل مطأطئ الرأس وقال:

“أنا هنا لأساعدكم يا صاحب السعادة.”

ارتسمت على وجه الدوق ابتسامة خبيثة.

حلّ يوم المأدبة أخيرًا.

الإمبراطور لا يزال غائبًا عن وعيه، والأطباء يتناوبون على مراقبته دون أي تقدم. حتى سِدريك، رغم قدراته النادرة، مُنع من الدخول بحجة أن أصله غير نبيل.

هكذا وجدت هلينا نفسها وحدها تتحمل عبء الترحيب بوفد مملكة فيوريه، تلك المملكة التي يلهث الجميع وراء رضاها لما تملكه من ثروات وطبيعة خصبة.

استعدت الإمبراطورة بحرص:

الحدائق زُينت، الموائد امتلأت بما لذ وطاب، وأزهى الزينة غطت المقاعد المخصصة للضيوف.

“كل شيء مثالي… لن أسمح بظهور ثغرة واحدة.”

قالت ذلك وهي تراجع بنفسها قوائم الضيوف والملفات الثقافية الخاصة بمملكة فيوريه.

لكن حين حان الوقت… كانت الصدمة.

الحدائق التي يفترض أن تزدحم بالضيوف كانت فارغة!

لا نبلاء الإمبراطورية حضروا، ولا وفد فيوريه ظهر.

تساءلت الخادمات في ارتباك:

“هل ضلوا الطريق؟”

“مستحيل! هذا قصر الإمبراطور، لا يمكن أن يتيهوا!”

أرسلت هلينا ماري لتتحقق من الأمر، وبعد لحظات عادت وهي تلهث، ملامحها شاحبة من وقع المفاجأة:

“جلالة الإمبراطورة!… كل الضيوف… جميعهم… توجهوا نحو قصر فاي!”

تسمرت الإمبراطورة في مكانها، والصدمة تتلألأ في عينيها.

✨ نهاية الفصل 180 – يتبع…