“لحسن الحظ لا توجد أعراض سمّ، ولا أي إصابات ظاهرية أخرى.”
“إذًا لماذا سقط؟”
“نحتاج مزيد فحص، لكن… ربما تلقّى صدمةً كبيرة سبّبت ضغطًا نفسيًا مفرطًا.”
تصلّبتُ. صدمة بحجم يُسقطه؟ ما خطر ببالي شيءٌ سوى أمرٍ واحد…
تابع الطبيب: “ثم إن جلالته أرهق نفسه مؤخرًا. نومٌ مضطرب، تركُ وجبات، وإفراطٌ في الخمر، يومًا بعد يوم. حاولنا—أنا ومركيز نيكولاد، سكرتيره—ثنيه، لكنه لم يصغِ.”
“وما العلاج الآن؟”
“في هذه المرحلة، الراحة التامة أهم ما يكون. جربتُ كل ما أملك من وسائل… للأسف لا حيلة سوى المراقبة.”
أطرق الطبيب خجلًا، ثم بدا وكأن عليه كلامًا إضافيًّا يتردد في الإفصاح عنه.
سألته مباشرة: “قل ما لديك.”
“عادةً يعتمد التعافي كثيرًا على إرادة المريض نفسه. أخشى… أنه لا يريد أن يستيقظ، كأنه يلوذ بنومٍ طويل هربًا من الواقع.”
غادر الطبيب، وبقيتُ أحدّق في جيروم.
ألهذا الحدّ هزّته إعلاني عن العشيق؟ أأسقطته كلماتي إلى غيبوبة؟
لم أندم على اختياري—ولو عاد الزمن لاخترتُه ثانيةً وأنقذتُ ليونارد— لكنني لم أرد هذه النتيجة. لم أطلب أن يظلّ هكذا بين الحياة واللاوعي.
وقعت عيناي على علبة رثّة على الطاولة: صندوق الموسيقى الذي أعَدته إليه في مهرجان التأسيس— ذاك الذي بحث عنه دهرًا.
انفجرت في رأسي أصواته:
— لماذا أقتلك؟
— ظللتُ أتحمّل… لا أستطيع أكثر…
— لم يكن في قلبي أحدٌ سواكِ منذ البدء… أحبك… حقًّا أحبك.
— أخطأتُ… وأعرف كم تألمتِ… سنُصلح الأمر… أعدكِ… أُجيد الوفاء بوعودي، أليس كذلك؟ فقط امنحيني وقتًا… سأعيد ما بيننا مهما كلّف…
— نحن زوجان… وسنعود كما كنّا… سنفعل… حتمًا.
همستُ عند سريره: “انهض.”
“انهض بسرعة.”
هززته مرارًا— بلا جدوى.
كم لبثتُ هكذا؟ لا أدري. أخيرًا هممتُ بالمغادرة— فالفوضى تعمّ القصر والإمبراطور ساقط، وعليّ أن أتولى القيادة.
لكنني تجمدت في مكاني.
نظرتُ إلى الأسفل: كفّ كبيرة تطوّق معصمي. يدُ جيروم.
تلفّتُّ نحوه— عيناه ما تزالان مغمضتين كما هما، لكنه يمسك بي بقوةٍ لا تشبه الغائب عن الوعي— كأنه يقول: “لا تغادري.”
خرجتُ من الغرفة— فوجدتُ وجهًا غير مرحّبٍ به ينتظرني: فاي.
نظرت إليّ بنقمة: “أراضية الآن؟ صار الأمر كما تشتهين، أليس كذلك؟”
قطبتُ: “ماذا تقصدين؟”
قهقهت بسخرية: “لا تتظاهري بالجهل. كنتِ تريدين هذه النتيجة منذ البداية.”
“أتزعمين أن ما أصاب جلالته بسببي؟”
“ألستِ كذلك؟ سمعتِ الطبيب: صدمة وضغط. وأي صدمة أعظم من أن تهدّمي هيبة العرش في ليلة واحدة بإعلانك ذاك؟”
حدجتني بنظرات مسمومة:
“ومن أتلف جلالته حتى سقط تأتي الآن وتدّعي القلق؟ لم أظنكِ بهذا القدر من الوقاحة.”
كان في فاي شيءٌ تغيّر. قد كرهتني من قبل، لكنها كانت تخفي مخالبها وراء وهنٍ مصطنع— أما الآن فخلا صوتها من كلّ أقنعة البطلة.
ومع ذلك، الجدال معها تبديد وقت.
قلتُ ببرود: “أهذه كلّ كلماتك؟ إن صببتِ غضبكِ عليّ، لن ينهض لذلك.”
“…جلالتكِ!”
“وفّري قواكِ. مكانكِ بجواره أفضل من الممرات.”
مررتُ إلى جانـبها.
ومن خلفي جاء همسٌ حادّ:
“ستندمين.”
“سأجعلكِ تندمين حقًّا. لن أدعه يكون لكِ أبدًا.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 178"