“وصلني تقرير عن حدوث شغبٍ في أقرب نقطة حراسة. قالوا إن أربعة فرسان—not مجرد جنود—قد سقطوا، فأسرعت إلى المكان… لكن لم أتوقع أن أجد جلالة الإمبراطورة هنا.”
نبرة صوته الهادئة تحولت فجأةً إلى حدةٍ قاتلة. عيناه الباردتان كانتا تطلقان شررًا وهو يحدّق في الرجل ذي الشعر الأحمر.
“ماذا فعل هذا الشخص بجلالة الإمبراطورة؟”
لكن الغريب أن الرجل ذا الشعر القرمزي، الذي تلقى ذلك النظر القاسي، لم يبدُ مذعورًا، بل أظهر ملامح من الدهشة فقط.
“الإمبراطورة؟”
أخذ ينظر إليّ ثم إلى ليونارد بتجهم. “أأنتِ حقًا… الإمبراطورة؟”
“انتبه لما تقول.” رفع ليونارد سيفه بحدة. “جريمة إهانة جلالتها لا تكفَّر حتى بالموت.”
برق نصل السيف في ضوء القمر البارد.
ضحك الرجل ذو الشعر الأحمر بخفة. “حقًا مثير. يبدو أن تقاليد الإمبراطورية غريبة؛ كل من أقابله يسحب سيفه أولًا دون مقدمات.”
ثم سحب هو الآخر سيفيه، سيفين منحنيين، أحدهما طويل والآخر قصير. “أن ألتقي بخصم مثلك… لا يمكنني أن أترك الفرصة تمر.”
تصلبت الأجواء. كلاهما تبادلا نظرات حادة، والهواء نفسه أصبح ثقيلاً.
“تراجعي قليلًا، جلالتك.” “نعم، الأفضل أن تبتعدي. لو أصبتِ بخدش واحد سيتلطخ وجهي بالعار.”
كلاهما لم يُبدِ أي نية للتراجع. بل ظهرت على وجهيهما ابتسامات باردة… وكأنهما على وشك الانقضاض.
“انتظرا!”
قفزت بينهما. “هذا خطر!”
ارتفعت أصواتهما المتوترة في آنٍ واحد: “تنحي جانبًا، يا مُنقذتي.” “جلالتك، ارجعي.”
لكنني هززت رأسي بصرامة. “لا. إن تراجعت الآن، ستتصارعان حتى الموت. وهذا لن أسمح به.”
نظرت إليهما بحدة. “لماذا تريدان القتال أصلًا؟”
أجاب ليونارد: “لقد تجرأ على إهانة جلالتك.”
أما الرجل ذو الشعر الأحمر فاكتفى بابتسامة جانبية: “وجدت خصمًا مثيرًا للاهتمام. وعدتكِ أن أوصلكِ بسلام، لكن يمكنني أن أوفي بالوعد بعد الاستمتاع قليلًا معه.”
قلت بحزم: “السير ليونارد، إنه لم يهني بالفعل. مجرد سوء فهم. وأنت أيها الغريب، أي وعد هذا الذي تتحدث عنه؟”
“قلتُ لكِ إنني سأضمن وصولك بسلام، أليس كذلك؟”
زفرتُ بغيظ. “لو لم تظهر، لما حدث كل هذا أصلًا! أنتَ من سبّب سوء الفهم.”
“سوء فهم…؟”
أكملتُ: “على أي حال، انتهى الأمر. غدًا هناك وليمة مهمة. لن أسمح بسفك دماء بسبب نزوة. السير ليونارد، ضع سيفك. إنه ضيف مهم.”
صمت لحظة، ثم خفّض ليونارد نصل سيفه ببطء.
الرجل ذو الشعر الأحمر نقر بلسانه بخيبة أمل: “إذن لن أرى مهارته اليوم… مؤسف.”
ثم ابتسم لي، عيونه اللامعة تفيض بالغموض. “على أي حال، كان يومًا ممتعًا. نلتقِ مجددًا، يا مُنقذتي.”
رفع يده يودّعني ورحل بخطوات متراخية.
أنا من الداخل كنت أصرخ: رجاءً، لا نلتقي أبدًا!
…
“جلالتك.”
صوت ليونارد أعادني. كان وجهه ما يزال متجهّمًا.
“لماذا… كنتِ هنا وحدك؟”
ترددت، ثم قلت: “كنت فقط… أتنفس قليلًا في نزهة.”
“من دون حرس؟” كان صوته ممتلئًا غضبًا مكبوتًا.
“لم أشأ أن أُتعب الوصيفات. ولم أظن أن شيئًا سيحدث.”
ابتسمت ابتسامة ضعيفة، لكن عينيه بقيتا قاسيتين.
“… وكيف علمت أنني لست في جناحي؟”
“وجدت آثار متسللٍ وصلت حتى غرفة نومك، وكانت خالية منكِ. فبحثت في كل مكان.”
أدركت حينها أنه كان يلهث لأنه ركض يبحث عني في كل أرجاء القصر. أحسستُ بالذنب.
همست: “أفهم…”
لكن قبل أن أبتعد، سمعت صوته المنخفض خلفي، يقطر ألمًا: “أرجوكِ… لا تقومي مجددًا بمثل هذه الحماقة.” ثم همس بحدة: “إن لم تريدي أن أفقد عقلي.”
وفي الجهة الأخرى…
كان الرجل ذو الشعر الأحمر يسير عبر ممرات القصر الهادئة. اعترضه شابٌ بشعر أخضر داكن وعيون قرمزية.
“أين كنت، يا صاحب السمو؟ لقد اختفيت فجأة!”
ابتسم الرجل بكسل. “آه، مومو. كنت هنا وهناك.”
“رجاءً، هذا ليس قصر مملكتنا، بل قصر الإمبراطورية! إن أُمسكتَ متلبسًا، فالمشاكل ستتضاعف عليّ أنا!”
“هاها. لا تقلق. لم يحدث شيء كبير.”
“لم تُسبب مشكلة؟”
“ربما شيء يشبه القتال مع بعض الفرسان؟”
“يا إلهي…! أخبرني أين. سأعالج الموقف.”
“لا بأس. لم يكن شيئًا جادًا. انتهى بسرعة.”
مومو ضرب جبينه بيده بيأس. “لماذا أنا تابع لشخص كهذا…؟”
“هذا ازدراء ملكي، يُعاقب بالإعدام.”
“اقتُلني إذن. سيكون أهون لي.”
ابتسم الرجل بخبث. “لن أفعل. سأبقيك حيًا لأنك مفيد.”
تنهّد مومو. “على الأقل قل لي الحقيقة. هل عقدت اتفاقًا ما؟”
“نعم، مع شخصٍ مهم. لن يشغل بالك.”
“مهم؟”
“مُنقذتي، كما أحب أن أسميها. ستُسوّي الأمور.”
“… جلالة الملك، أنا لا أرتاح لكلامك.”
ابتسم الرجل، وقد بدا وجهه جادًا فجأة. “على كل حال، قالت الشائعات إن الإمبراطورة مريضة، لم تحضر أي حفل منذ توليها.”
ثم همس وهو يحدّق في العدم: “لكنها… لم تبدُ كالمريضة إطلاقًا.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات