«ما الذي تقولينه فجأة يا جلالتك؟ أنا ليونارد، بلا شك.»
ثم تابع بصوت هادئ كأنه يمازحني:
«ألا تظنين أن شكوككِ بسبب ما حدث في العربة، حين تنكّرتُ بهيئتكِ؟»
وأضاف بثقة:
«إن لم تصدقيني، فتشي جسدي كما تشائين. لو كنتُ أستخدم التنكر فعلًا، لكان معي أداة سيدريك السحرية.»
فتح ذراعيه ووقف أمامي بثبات.
فتشت ثيابه بعناية.
كنت أعرف الأداة التي أعطاني إياها سيدريك من قبل: كرة صغيرة تُعلّق كبروش.
فتشت الياقة، أطراف الأكمام، وحتى باطن المعطف… لكن لم أجد شيئًا.
قال بابتسامة وهو يعيد ارتداء معطفه:
«الآن تصدقين أنني ليونارد؟»
لكنني لم أجب.
مستحيل… هذا ليس ليونارد. إنه سيدريك متنكر. لكن كيف لا أجد أي أداة سحرية؟
وفجأة تذكرت:
أنا أو ليونارد، لعدم امتلاكنا قوة سحرية، نحتاج إلى أداة. أما سيدريك… فهو نفسه ساحر بارع. لا يحتاج إلى أي أدوات.
رفعت عيني إليه وقلت بثقة:
«الأدوات ليست ضرورية لك. لأنك… سيدريك.»
ارتبك للحظة ثم قال:
«ولماذا لا يكون السبب أنني ليونارد فعلًا؟»
«كفى. سيدريك لم يكن ليتخلى عن “لو” أبدًا. هذه أكبر كذبة.»
نظرت إليه مباشرة:
«سأسألك للمرة الأخيرة… أين ليونارد الحقيقي؟»
في مكان آخر، كان ليونارد يقرأ رسالة مربوطة في قدم حمامة رسائل.
كانت من كونراد، الذي كان في الطابق العلوي وسمع حديثي مع سيدريك.
بعد أن انتهى من القراءة، ألقى الورقة في لهب شمعة.
كما توقعت.
لقد طلب من سيدريك أن يترك “لو” وراءه، حتى لا ينكشف.
لكن سيدريك لم يتنازل أبدًا عن أي شيء يخص القطة… وبذلك انكشف أمامي.
لا بد أن هيلينا الآن تشعر بخيبة أمل…
ابتسم ليونارد بمرارة.
من يعرفونه ما كانوا ليصدقوا أنه يكترث أصلًا لخيبة أمل أحد.
لكن مع هيلينا… كان الأمر مختلفًا.
اقترب هيميـتش وسأله:
«ألن تعود الآن يا سيدي؟»
«لا حاجة. لقد أوصيت كونراد بالفعل أن يبقيها هناك حتى تنتهي الأمور، وألا يدعها تتعرض لأذى.»
جاء نوكس بعد قليل بتقرير:
«مولاي، هناك حركة عند جانب الأميرَة في. أعدت عربة متجهة إلى القصر الفرعي.»
«كما توقعت.»
نهض ليونارد وقال:
«تابعوها. لا تدعوها تغيب عن أنظاركم.»
بينما كنت أحدق في الرجل أمامي، هبّت فجأة نسمة غريبة خضراء اللون أحاطت به.
تغير لون شعره الأسود تدريجيًا حتى صار فضيًا لامعًا.
وفي لحظة عاد بوجهه وهيئته الأصلية: سيدريك.
قال بهدوء:
«أعتذر لأنني خدعتكِ، يا جلالتك.»
«منذ متى وأنت متنكر بوجه ليونارد؟»
«منذ وصولنا إلى هنا.»
حتى ذلك الصباح، حين رأيته يطبخ مرتديًا المئزر… كان هو سيدريك أيضًا.
سألته عن السبب.
أجاب بأنه أراد استدراج القوى التي تستهدفني. كان غيابي أفضل طُعم للإيقاع بهم.
اعترضت:
«لكن لماذا تخاطر بنفسك لأجلي؟»
«لأنني أردت حمايتكِ.»
قال بصوت صادق:
«منذ جئت إلى القصر، رأيتكِ تتعرضين للأذى مرات عدة. سقطتِ فاقدة للوعي أكثر من مرة… وهذا يعني أن الخطر لا يزال يحيط بكِ. ما لم نقبض على من حاول اغتيالكِ في مهرجان الصيد، فلن ينتهي هذا التهديد.»
«لكن سيدريك… لا يجب أن تضحي بنفسك لأجل سلامتي.»
فجأة جذبني إلى عناق قوي، حتى كاد نفسي ينقطع.
وقال بصوت مرتجف:
«لن أختبئ في الظل مجددًا. لا أريد أن أفقد من أحب للمرة الثانية.»
للمرة الثانية…؟
إذًا، فقد شخصًا عزيزًا من قبل؟
كان وجهه مطمورًا في كتفي ويداه ترتجفان.
لم أملك إلا أن أربت على ظهره بصمت.
سيدريك، حارس الغابة.
ساحر بارع يُلقب بـ “حكيم الغابة”.
وُلد بلا نسب، لكنه امتلك موهبة سحرية فطرية ظهرت منذ طفولته.
فقد والديه صغيرًا، فعاش وحيدًا تقريبًا طوال حياته.
باستثناء شخص واحد… صديقة طفولته.
«واو… لقد أزهرت فعلًا!»
«قلتُ لكِ إنني أستطيع.»
«لا تغضب، فقط من الصعب التصديق حتى أراه بعيني.»
كانت فتاة مشرقة، شعرها بلون حقول القمح، وابتسامتها كالربيع.
تضحك دائمًا وتطلب منه أن يُريها سحرًا جديدًا.
فتاة تعشق الزهور بجنون، أشبه بجنية الغابة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 151"