«طلبتُ من السائق أن يبطئ خوفًا أن تصاب جلالتك بدوار، لكنه لم يستمع. والآن يتضح أنه كان الساحر بنفسه!»
فتحتُ عيني بدهشة. إذن العربة كانت تسير بهذه السرعة فعلًا؟
كنت أرى المناظر تتغير سريعًا من النافذة، لكن لم أشعر أنها خارجة عن المألوف.
ثم تذكرت أن آل هيلبرت يملكون عربات خاصة، ثابتة ومريحة بشكل غير عادي. كنت أظنها عربة ملكية عادية، لكن يبدو أنها لم تكن كذلك.
قلت مبتسمة: «لو كنتم تدبرون أمرًا بهذا الحجم، ألم يكن من الأفضل إخباري؟»
أجاب ليونارد بهدوء: «ظننتك ستدركين بنفسك. يبدو أنني بالغت في تقديرك.»
ضحك كونراد بخجل وهو يضرب جبهته: «لكن أصلًا هذه الفكرة بدأت من كلامي أنا!»
«ماذا قلت له؟» سألته.
تلعثم: «قلتُ إنه ربما لو خرجتِ قليلًا من القصر… سيكون أفضل لكِ.»
ارتبك، وأشاح بوجهه. لم أنتبه أن ليونارد كان يومئ له بالصمت من خلفي.
في تلك الأثناء كان سيدريك يستعد للخطوة التالية:
«من هنا سنستخدم السحر للانتقال. لا يمكن أن نتنقل بالعربة وحدها.»
وصلنا بفضل سحر سيدريك إلى بلدة صغيرة.
الناس فيها يعيشون ببساطة وسعادة. جلسنا في مطعم متواضع، قدم لنا حساءً وسلطة وأطباق سمك لذيذة.
وبينما كنت أتناول الطعام، سمعت صوتًا هادئًا يناديني:
«… لينا.»
شهقتُ خفيفة. كان ليونارد.
اتفقنا على أن يستخدم اسمًا مستعارًا كي لا يلفت الأنظار. ومع ذلك، في كل مرة يناديني باسمي، أتفاجأ. لطالما اعتاد أن يخاطبني رسميًا بـ جلالة الإمبراطورة. أن يناديني باسمي… بل وكأنه لقب حميمي، كان أمرًا غير مألوف.
تظاهرت بالهدوء: «ما الأمر؟»
«هل هناك شيء كنتِ ترغبين في تجربته؟ شيء لم تتمكني من فعله وأنتِ في القصر.»
فكرت قليلًا. لم يخطر لي شيء سوى رغبتي القديمة في الطلاق من جيروم.
ابتسمت بتردد: «لا شيء مميز…»
قال: «حتى لو كان بسيطًا. فقط أخبريني.»
ثم دفع الحساب وأخرج ورقة أنيقة.
«تفضلي، تذكرة مسرح للدمى. عرض شعبي لكنه مشهور جدًا هنا.»
تسمرت أنظاري عليه: «متى حجزت هذا؟»
«حين حجزت المطعم. فالطعام اللذيذ يجب أن يتبعه تسلية ممتعة. هذا ما تعلمته.»
«ومن أين تتعلم هذه الأشياء؟»
«من الكتب، طبعًا.»
عندها تذكرت الكتاب الذي كان يقرأه في العربة.
ضحكت: «إذن كنتَ تقرأ تكملة لتلك الروايات التي أعرتك إياها؟»
«تمامًا.»
لم يزل يقرأ تلك القصص… بدا لي أن حماسه في غير محله، لكنه يملك شغفًا صادقًا بالمعرفة.
بعد أن استمتعنا بالمسرح عدنا إلى النُزل. كان مبنى واسعًا من طابقين، كأنه البيت الذي حلمت به طويلًا.
قلت ضاحكة: «الدمى كانت رائعة. لم أستمتع هكذا منذ زمن بعيد.»
«يسرني سماع ذلك. وإن أحببتِ، يمكنكِ البقاء هنا أطول.»
ابتسمت بسخرية رقيقة: «لو كان الأمر بيدي… لكنني أعلم أن هذا مستحيل. يجب أن أواجه جيروم يومًا ما.»
ومع ذلك، لم أستطع منع نفسي من التفكير: هل أحضرني ليونارد إلى هنا فقط لأجل هذه النزهة؟
لقد سمّى الأمر “اختطافًا”، لكنه بدا أشبه بعطلة قصيرة.
سألته بخجل: «ألست تخفي عني شيئًا آخر؟»
ابتسم بهدوء: «قلتُ لكِ من قبل. هذه رحلة لراحتك فقط.»
«حقًا؟ لهذا الحد اختطفتني؟»
«لأنك لستِ شخصًا عاديًا، لم أستطع إحضارك بوسيلة عادية.»
ضحكتُ مترددة: «ظننت أن وراء الأمر سببًا أكبر.»
قال بجدية ممزوجة بابتسامة: «لا سبب آخر. فقط لتجدي الراحة هنا. يمكنك قضاء وقتك كما تشائين، بين الكتب أو أي شيء آخر.»
ثم تناول كتابًا من رف خشبي وقال:
«هذا عنوان شهير. أود أن أسمع رأيك بعد أن تنهيه.»
كانت كلماته طبيعية، لكن في داخلي تسلل شعور غريب… وكأن شيئًا مخفيًا خلف ابتسامته.
ترددت ثم سألته مباشرة:
«ليونارد… هل تخفي شيئًا عني؟»
«لا.»
«بصدق؟»
«بصدق. لماذا أفعل ذلك؟»
كررت سؤالي مرارًا، لكن جوابه بقي نفسه.
أخيرًا أقنعت نفسي أن أصدقه.
في تلك الليلة، كنت غارقة في النوم. جلس ليونارد يراقبني.
الحمد لله… يبدو أن المكان راق لها.
كان هذا البيت واحدًا من ممتلكاته الخاصة، أعدّه بعناية ليلائم ذوقي: أثاث خشبي أبيض، سرير ناعم، ورفوف مملوءة بالروايات الرومانسية التي أحب.
إنها تثق بي الآن… هذا يكفيني.
أحسست أن نظرته تحمل مشاعر أعمق، كثيفة تكاد لا تنتهي.
اقترب وهمس لي، وكأنه يعدني:
«لا تقلقي… لن أسمح لأي شيء أن يؤذيك.»
ثم أبعد خصلة شعر عن جبيني، وطبع قبلة خفيفة على جبهتي.
حين خرج وأغلق الباب بهدوء، كان كونراد ينتظره في الخارج.
همس ليونارد واضعًا إصبعه على شفتيه: «شش… نتحدث في الأسفل.»
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات