ثمة رباط متين بين هيلينا وأعضاء مجموعة محبّي الإمبراطورة لا يمكن قطعه بأي شيء.
ذلك المشهد المؤثر جعل الدموع تلمع في عينيه؛ فهو، لطبيعته الرقيقة، سريع التأثر.
ولحسن الحظ، كان نصف القناع الأبيض الذي يغطي وجهه يخفي ذلك الارتباك.
وأمام عزيمة هؤلاء وإخلاصهم، عقد سيدريك العزم على أن يتعامل مع هذا التجمع بجدية أكبر.
عندها سألته ماري:
«سيدي القائد، ماذا عنك؟»
«ماذا تقصدين؟»
«صحيح أنني أنا من اقترحت عليك الانضمام أولًا، لكن لا بد أن لديك أيضًا سببًا شخصيًّا… أمرًا يتعلق بجلالتها.»
«أوه! هذا يثير فضولنا. ما الذي جمعك أنت أيضًا بجلالة الإمبراطورة؟»
«حدّثنا، من فضلك، يا قائد!»
تردد سيدريك لحظة، ثم قرر أن يشاركهم؛ فقد أفصح كلٌّ منهم عن دافعه.
تذكر لقاءه الأول بهيلينا بوضوح: تسلل يومًا إلى القصر ليرى الأزهار النادرة، وكان الحرس في استنفار بسبب متسلل. وبينما يفرّ من العيون، ولج مبنى على عجل، فإذا به قصر الإمبراطورة نفسه.
يا لها من مصادفة! بل خطرت له ساعتها فكرة القدر.
لكن لا يمكنه الاعتراف بأنه اقتحم القصر، وقد تعاهد مع هيلينا أن يبقى ذلك سرًّا. فاختار أن يختصر:
«في الواقع… كنت على وشك أن أصبح مجرمًا بسبب خطأ ارتكبته.»
جعلت كلماته الجميع يتيهون دهشة.
«لكن جلالة الإمبراطورة، بقلبها الرحيم، منحتني فرصة ثانية ومنعت سقوطِي.»
مجرم؟!
مخيف… لكن هذا يجعله أكثر إثارة!
هكذا دارت خواطرهم، فيما ابتسم الطباخ ماكس ابتسامة رضى كأنه وجد في القائد شبيهًا له.
وأردف سيدريك: «ومنذ ذلك اليوم، صرت أضع كل صباح زهرة أمام غرفة جلالتها عربون امتنان.»
شهقت ماري: «إذن تلك الزهور اليومية كانت منك؟!»
أومأ: «نعم.»
تذكّروا أن ذلك انقطع بعد أن أصبح سيدريك ساحر القصر؛ إذ لم يعد بحاجة إلى الإخفاء.
سألت الكونتيسة كلوي بحدة لطيفة: «لكن إن كنت تتردد على القصر طوال تلك المدة، كيف لم نرك؟ وأنت حامي الخضرة المعروف؟»
ارتبك سيدريك قليلًا ثم قال: «كانت لديّ… طريقتي الخاصة.»
يا للسخرية… كان يراقبها خفية طيلة الوقت؟!
قائدنا مولع بجلالتها منذ البدايات!
تزايدت الهمهمات، بينما أنهى سيدريك حديثه مبتسمًا، راغبًا أن تبلغ قصته قلوبهم كما بلغت قصصهم قلبه.
ولم يدرك أن سوء فهم كبيرًا نشأ بينهم؛ فمنذ تلك الليلة، صار بعضهم يتحفظ في حضرته، ظانّين أنه أخطر مما يبدو.
وفي مكان آخر، في حانة «لنشرب حتى نموت» معقل عالم الظل، كان ليونارد مع رجاله يتعقبون جماعة غامضة تستهدف هيلينا.
سأل بصرامة: «ما الجديد بشأن المرأة ذات الشعر الأحمر المتموّج؟»
قدّم هايمتش الأصلع ملفًّا: «فتّشنا كل من تنطبق عليهنّ الصفة في العاصمة. لا أحد لافت. معظمهنّ نساء عاديات.»
قال ليونارد: «وسّعوا النطاق: من اختفى منذ سنين، ومن خرج عبر الحدود.»
«حاضر.»
ثم التفت إلى أكسيون ذو العين الواحدة: «والرجل؟»
خفض أكسيون رأسه: «لا نتائج تُذكر حتى الآن.»
لم يفاجَأ ليونارد؛ فكل ما لديهم جاء من شهادة آيزاك عن شخصٍ حاول، عبر وسطاء متخفّين، استمالته إلى مؤامرة تهدف لإسقاط العرش ولو على حساب حياة الإمبراطورة. كانوا بارعين في طمس الهوية.
في تلك اللحظة ضرب نوكس الطاولة: «سيّدي، ولمَ لا نأخذ الأمر مباشرة؟ لنخطف تلك المرأة ــ أقصد الإمبراطورة ــ وننتزع الحقيقة. هذا مجالي!»
وافق بعض الرجال ضاحكين، لكن ليونارد قطع النقاش: «لا. لن أخاطر بسلامتكم، ولن نكسر قواعدنا.»
ابتسم نوكس بمكر: «إذن استخدم سلاحك الأقوى.»
«وما هو؟»
«وسامتك. يكفي أن تغوي أي امرأة بنظرة حتى تبوح بكل الأسرار. ربما حتى الإمبراطورة نفسها.»
ابتسم ليونارد ببرود: «ليس الأمر بتلك البساطة. هناك من لم تُجدِ معها وسامتي.»
ارتجف نوكس من وقع العبارة: «أجربت ذلك حقًّا؟ على من؟!»
لم يُجِب ليونارد، لكن الجواب كان واضحًا في قلبه:
هناك امرأة واحدة أراد أن يكسبها بكل ما أوتي من وسيلة…
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات