“لو كنت أعلم ذلك في ذلك الوقت… لطلبت منه شيئًا أكبر مقابل مساعدته. لكن ما فعلته لم يكن سوى الذهاب معه إلى الكوخ فقط…”
“كوخ؟”
ارتفعت حاجبا آيزاك بخفة.
“هل تقصدين الكوخ المبني تحت الشجرة العتيقة؟”
“صحيح. آه! الآن تذكرت… لا بد أنّك تعرفه أيضًا.”
“أجل. عندما كنّا صغارًا، كنت أذهب مع أخي كثيرًا إلى هناك. لم أتوقع أبدًا أنه سيأخذ جلالة الإمبراطورة إلى ذاك المكان.”
“نعم، لقد قال لي يومها إنه يريد أن يريني مكانًا عزيزًا عليه… مكانًا يحمل له ذكريات ثمينة. وكان حقًا جميلًا.”
“…هكذا إذن.”
ضحك آيزاك ضحكة قصيرة وكأنما يلوم أخاه: “تصرّف وكأنه لن يعود إلى هناك أبدًا…”
لكن بينما كنت أستمع له، خطرت ببالي فجأة ملاحظة غريبة.
“آيزاك، قلتَ سابقًا إن ليونارد سلّم معظم شؤون العائلة لك، صحيح؟”
عادة في مثل هذه الحالات، كان يجب أن يتابع الابن الثاني مهامه كوريث، ويظهر في المجتمع الأرستقراطي. لكن آيزاك لم يظهر في أي حفل أو مناسبة من قبل. بدا في الأمر تناقض.
“هل يعني ذلك… أن منصب وريث العائلة (نائب المركيز) ما زال شاغرًا؟”
ارتسمت على شفتيه ابتسامة هادئة.
“صحيح تمامًا.”
“!”
كما رفض ليونارد سابقًا منصب الوريث من أجل آيزاك، ها هو آيزاك بدوره يرفض تولّي المنصب.
“لكن… أن تكون عائلة المركيز بلا وريث رسمي أيضًا؟ أليس من الطبيعي أن يعترض الخدم والأتباع بشدّة؟”
كنت أعلم أن مركيز ومركيزة هيلبِرت يقضون معظم وقتهم في الخارج يتنقّلون بين الدول لعقد صفقات تجارية، ولهذا قلّ حضورهم في البلاط.
“نعم، ولهذا يتكبّد كبير الخدم العناء الأكبر في إدارة شؤون القصر.”
ثم أضاف بابتسامة باهتة:
“وفوق ذلك، لا أحد من التابعين يجرؤ على معارضة ليونارد، وهذا ساعد كثيرًا.”
“لكن إن استمر ليونارد في رفض العودة للعائلة… ماذا ستفعل أنت؟ ألا تفكر بتولّي القيادة حفاظًا على العائلة؟”
“…قد تأتي لحظة لا مفرّ منها.”
“…؟”
“لكن، سأظلّ أنتظر.”
جاء صوته حازمًا، لا يتزعزع:
“حتى لو لم يكن أخي مرتبطًا بالدم… فهو جزء من عائلة هيلبِرت، وسيظل دائمًا. ذلك المنصب كان له منذ البداية. وأتمنى أن يعود يومًا إلى مكانه الحقيقي.”
في تلك الأثناء، في مكان آخر…
‘كنت أعلم أنه سيتحرك…’
منذ لحظة ظهور آيزاك في حفل الصيد، توقّع ليونارد أنه لم يأتِ بنية طيبة. لكنّه لم يتخيّل أن يقدم على خطوة متهورة كهذه.
لا شك أنه اقترب عمدًا من هيلينا.
إلى أي مدى تكلّم أمامها؟ آمل أن يكون قد راعى كلماته على الأقل…
“القائد!”
صوت كونراد ارتفع وهو يلهث بعد أن لحق به أخيرًا. لحسن الحظ توقّف ليونارد.
“كونراد، فيلكس. هناك شخص يجب أن أبحث عنه.”
“من هو؟”
لمع بريق الفضول في عيني كونراد.
“الساحر.”
“…ساحر فقط؟ القائد، هذا وصف واسع جدًا! على الأقل أعطنا اسماً أو شكلاً أو لون شعر!”
لكن ليونارد لم يقل أكثر من ذلك. قال كلماته القليلة ثم اختفى بسرعة تاركًا الاثنين في مكانهما.
جمد كونراد في مكانه، فيما ظن فيلكس أن السبب هو برود قائده المعتاد. لكنه لم يكن مستاءً حقًا، فالوقت عصيب والإمبراطورة في خطر.
قال فيلكس بواقعية:
“على الأرجح، يقصد القائد الساحر الذي يرافق جلالة الإمبراطورة دائمًا.”
لكن كونراد لم يكن مقتنعًا، بل تمتم:
“غريب… رأيته يكلمني من قبل وكأنه لم ينظر حتى إلى وجهي، بل إلى… معصمي فقط؟”
رد فيلكس ببرود:
“تهانينا، أصبحتَ أقل أهمية من معصم القائد.”
“…هيه؟! ماذا قلت؟!”
لكن فيلكس تجاهله ومضى قُدمًا:
“كفى ثرثرة، أسرع قبل أن نتخلف.”
“هـــييه! انتظرني!”
في أعماق الكهف، بينما أوشكت عصا آيزاك السحرية على انطفاء آخر ضوء…
“أوه…”
“ماذا هناك؟”
“يبدو أن الضوء سينطفئ قريبًا.”
وهكذا خيّم الظلام فجأة. لكنه فجّر اعترافًا:
“في الحقيقة… هناك طريقة للخروج.”
“ماذا؟! أكان هناك طريق للخروج منذ البداية؟!”
“لكنها طريقة ناقصة… إذ لا يخرج بها سوى شخص واحد.”
كنت مذهولة: “واحد فقط؟!”
آيزاك خفّض صوته:
“إذا لم نجد أي مخرج آخر… فارحلي أنتِ، واتركيني هنا.”
“ما الذي تقوله؟! أبهذه السهولة؟”
لكن قبل أن أحتدّ أكثر، أضاء معصمي بنور خافت.
كان مصدره… السوار الأبيض الذي أهداني إياه ليونارد.
زاد الضوء قوة كلما اتجهت ناحية جدار معين. بلا تردد تقدمت، وبدأت أزيح الصخور بيدي.
وفجأة… جاء صوت مألوف من خلف الجدار:
“…جلالة الإمبراطورة!”
صوت ليونارد.
أحسست بالدموع تكاد تخرج. ولحق به صوت آخر قلق:
“جلالتك! هل أنتم بخير؟!” – كان سيدريك.
طمأنته: “أنا بخير، لا تقلق.”
لكن صوت ليونارد الحازم اخترق كل شيء:
“تراجعي قليلاً. سأخرجك حالًا.”
لم أجادل. مع دوي هائل، تحطمت الصخور شيئًا فشيئًا حتى انفتحت فجوة.
اندفعت أشعة الضوء للداخل، وفي وسطها ظهر جسد طويل القامة يخطو إليّ.
حينها فقط… انهارت قوتي. لكن قبل أن أسقط، أحاطني ليونارد بذراعيه.
ضمّني بقوة، كمن لن يسمح للعالم أن ينتزعني منه مجددًا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 134"