تمام 🌸
بترجم لك الفصل 131 كامل وبالأسلوب اللي اتفقنا عليه (سلسل – مثل حوارات الأنيمي – بدون تجزئة ولا لهجة عامية) مع تثبيت الأسماء اللي اخترناها سابقًا:
ليونارد
موريتز
غابيان
آيزاك
الفصل 131 –
لأننا زوجان
“علاقتنا انتهت منذ وقت طويل.”
“لا… لم تنتهِ.”
قال جيروم وهو يضغط على أسنانه بقوة، عينيه الحمراوين تلمعان كوحش جريح.
“حتى بين الأحبة… تحدث خلافات. وما مررنا به لم يكن سوى فترة صعبة فقط.”
كان جيروم يحاول إنكار الواقع بشتى الطرق.
“أنا حقًا أخطأت، وأعلم أن ما مررتِ به كان قاسيًا. لكن… صدقيني، من الآن فصاعدًا سيتغير كل شيء للأفضل.”
اقترب مني أكثر، وضع يديه المرتجفتين على كتفيّ.
“أقسم لك. سأغيّر كل شيء. تعلمين أنني أوفي بوعودي، أليس كذلك؟”
كان الارتجاف في يديه يصل إلى صدري، يحمل معه رجاءً يائسًا.
“هذه المرة أيضًا… فقط امنحيني القليل من الوقت، وسأفعل المستحيل لأعيد ما بيننا…”
“لا.”
قطعت كلامه بهدوء، وهززت رأسي.
“لقد فات الأوان.”
“…….”
“إن كان هناك ما يمكنك فعله لأجلي الآن… فهو أن تمنحني الطلاق. هذا آخر ما أريده منك، يا جلالة الإمبراطور.”
“طلاق…؟”
ضحك جيروم بمرارة، وأسقط يديه عن كتفيّ.
“تطلبين شيئًا… تعرفين أنني لا أستطيع منحه.”
قالها بسخرية باهتة، لكن عينيه كانتا تحملان ألمًا عميقًا.
هو، الرجل الذي لا يجرؤ أحد على معارضته… بدا الآن مجرد إنسان وحيد.
للحظة، تساءلت إن كنت قاسية أكثر من اللازم.
لكنني سرعان ما تذكرت: هدفي منذ البداية كان الانفصال عنه. لم يكن هناك مجال للتردد.
التفتُ عنه وغيرت الموضوع، حتى لا أغرق أكثر في المشاعر.
“علينا أن نرتاح. غدًا نتابع السير مع أول ضوء.”
فرشت بعض العشب بجانب الجدار، وتمددت.
الأرضية كانت باردة وصلبة، لكنها تكفيني.
“جلالتك أيضًا… حاول أن تنام.”
أدرت له ظهري.
حينها… سمعت صوته.
“هيلينا…”
لم أجب.
تظاهرت بالنوم.
مع صوت الحطب المشتعل في الموقد، ترددت كلماته مجددًا:
“نحن زوجان… وسنعود كما كنا.”
“…….”
“سنعود… بالتأكيد.”
كان صوته أقرب إلى تعويذة يتمتم بها.
“سأبذل جهدي… حتى يحدث ذلك.”
قلبي بدأ ينبض أسرع، كأن مشاعره اخترقتني.
لكن هذا لم يكن أنا… بل هيلينا التي عاشت تحبه بجنون.
“غبية….” تمتمت في داخلي وأنا أغمض عيني بقوة.
* * *
في تلك الأثناء، كان ليونارد يمتطي حصانه متجهًا نحو الجرف حيث عُثر على قطعة القماش الملطخة بالدماء.
بجانبه كان كونراد، فيليكس، كارسن وموريتز.
“ليونارد.”
ناداه كارسن.
“ذلك القماش الذي كان مع الفارس… تعلم أنه لم يكن يخص جلالة الإمبراطورة، أليس كذلك؟”
أومأ ليونارد.
“نعم. كنت أعلم.”
حين رآه أول مرة، ظن أنه ثوب هيلينا، لكن الفحص القريب فضح الحقيقة.
الثوب كان جديدًا وصلبًا، مجرد دماء ملطخة عليه.
أما هيلينا… فقد كان ثوبها ممزقًا من القتال أثناء الصيد.
“شخص ما تعمّد فبركة هذا الدليل.”
تمتم ليونارد.
لكن تلك الخدعة بحد ذاتها أعطت بصيص أمل.
إن كانوا قد زوّروا موتها… فهذا يعني أن هيلينا على الأرجح ما زالت حية.
رغم ذلك، قلبه كان مملوءًا بقلق غير مبرر.
شدّ لجام حصانه أكثر، منطلقًا بسرعة.
* * *
في الصباح.
استيقظت على شعور رطب يلمس خدي.
“كيو!”
كان الوحش الصغير يلعق وجهي بمرح.
ابتسمت، “أهلا بك.”
نهضت، فوجدت فوقي رداءً سميكًا.
كان رداء جيروم.
“متى…؟”
ضحكت بمرارة. يبدو أنه بالفعل يحاول بذل جهد.
كان جيروم مستعدًا منذ وقت مبكر، يصنع مشاعل من الأغصان.
ناولته الرداء.
“ها هو. خذه.”
“ارتديه. الجو بارد.”
“لا أريد.”
تنهد بخفوت، ثم أخذ الرداء بصمت.
أكملت استعداداتي، وكان الوحش الصغير يقفز أمامي.
“كيوو!”
“ماذا؟ تريد أن أحملك؟”
“كيو!”
قفز بحماس. لم أستطع الرفض.
فهو من أنقذ حياتي أكثر من مرة.
* * *
غادرنا معًا، نمشي في أعماق الكهف الطويل.
كان الجو بيني وبين جيروم لا يزال مثقلًا بما حدث بالأمس.
نظرت إلى ظهره، إلى جرحه المغطى.
“كيف هو جرحك؟”
“بخير.”
“حين نعود… يجب أن تعالجه.”
أومأ دون كلمة.
ثم فجأة… توقف.
“…….”
“ماذا هناك؟”
“شخص ما هنا.”
وفعلاً، دوى صدى خطوات تقترب.
مع صوت عصا تضرب الأرض.
وبعد لحظة… خرج رجل من الظلام.
“يا لها من صدفة. لم أتوقع رؤية أحد هنا.”
رجل بشعر بني متموج، وعينين خضراوين لامعتين.
“جلالة الإمبراطورة؟”
“آيزاك…!”
تفاجأت.
انحنى الرجل بأدب.
“تشرفت بلقائكم، يا جلالة الإمبراطور. أنا آيزاك، الابن الثاني لبيت هيلبيرت.”
“أها… شقيق ليونارد.”
قال جيروم بنبرة عارفة.
لكن شيئًا ما لم يكن مريحًا.
عندما وقع نظر آيزاك على الوحش الصغير… بدأ الأخير بالزَمجرة.
“غرررر…”
كان يتذمر بحدة.
لم يفعل هذا من قبل.
قبل أن أستوعب الأمر…
دووووم!
ارتجّ الكهف بصوت انفجار مدوٍّ، وتساقطت الصخور من الأعلى.
“اركضوا!”
اندفعنا نحو المخرج.
لكن آيزاك… كان يتأخر.
عصاه تمنعه من الركض بسرعة.
“اذهبوا أنتم! سألحق بكم!” صاح.
لكنني رأيت بوضوح… كيف انحشر قدمه بين الصخور.
وفوق رأسه… كان صخر ضخم يستعد للسقوط.
“لا!”
هممت بالاندفاع، لكن جيروم اعترض طريقي.
“هيلينا. لا تفعلي. سأذهب أنا.”
هزّ رأسي.
لا أريد أن أخسره هو أيضًا.
سلمت الوحش الصغير بين يديه.
“جلالتك… اجلب المساعدة. سأنتظركم.”
“ماذا؟!”
لم أعطه فرصة للاعتراض. ركضت بكل ما أملك.
“هيلينا، لا تذهبي――!”
كانت صرخته آخر ما سمعته…
قبل أن ينهار سقف الكهف فوقنا، في دوّيٍ هائل من الصخور المتساقطة.
التعليقات