انشغل الفرسان في كل مكان بالبحث عن الإمبراطور والإمبراطورة اللذين اختفيا.
قُسمت الكتائب إلى مجموعات صغيرة، وبدأوا بتمشيط الغابة من أقصاها إلى أقصاها.
ومن تحركات الفرسان أدرك النبلاء الآخرون أن أمرًا جللًا قد وقع بالفعل.
وسط هذه الفوضى، تقدّم فارسان للقاء قائد الفرقة الأولى، غابيان.
وبمجرد أن وقعت عيناه عليهما، عرفهما على الفور.
“السير إيزاكيل. السير جيسبر.”
كانا من حرس الشرف الخاص، الذين أُلحقوا بحماية هيلينا بأمر من جيروم.
وأثناء انشغال ليونارد ورفاقه بالقتال ضد الوحوش في غابة الظلال، كان هذان الفارسان يواجهان وحوشًا في مكان آخر.
وبعد معركة شرسة، عادوا مسرعين.
قال غابيان وهو يتفحصهما:
“سمعت أن الإمبراطور كلفكما بمهمة خاصة… هل أنهيتماها وعدتما؟”
أجاب إيزاكيل:
“كنا في طور تنفيذها، لكن حدث أمر غير متوقع حال دون إكمالها.”
ارتفع حاجب غابيان بدهشة.
إيقاف المهمة؟ هؤلاء الحرس نادرًا ما يفشلون في شيء… فما الذي أمرهم به جلالته بالضبط؟
لكن الوقت لم يسمح بالاستفسار.
“حسنًا، فهمت. لكنكما تعرفان الوضع، أليس كذلك؟”
“نعم. لقد سمعنا أن الإمبراطور والإمبراطورة قد اختفيا.”
“هذا سيسهّل الأمر. إذن، انضما إلى البحث فورًا.”
وأشار إلى جزء من الخريطة.
“ستتوليان هذا القطاع. المكان خطر، ويحتاج لفرسان بقدركما.”
تردد جيسبر قليلًا وقال:
“لكن… قيل إن ثوب الإمبراطورة عُثر عليه قرب الجرف. ألا يجدر بنا الانضمام هناك؟”
هزّ غابيان رأسه:
“لا حاجة. السير ليونارد موجود هناك بالفعل.”
* * *
وصلت الأخبار إلى في.
“جلالة الإمبراطورة اختفت؟”
أجابت الخادمة:
“نعم، والفرسان كلهم ينتشرون الآن في الغابة للبحث عنها.”
وضعت في يدها على فمها، مظهرة صدمة مصطنعة:
“يا إلهي… أمر خطير حقًّا. أتمنى أن تكون بخير.”
لكن الخادمة ترددت قليلًا قبل أن تضيف:
“في الحقيقة… وُجد ثوبها ملطخًا بالدماء قرب الجرف.”
“الجرف؟!”
هذه المرة، خرج اندهاشها صادقًا. لم يخطر لها أن تسقط الإمبراطورة في الوادي.
إذن أولئك الرجال… نجحوا؟
تذكرت أصحاب الأقنعة السوداء الذين التقتهم قبل بدء الصيد، وابتلعت ريقها.
حين طلبوا مشط الإمبراطورة، لم أظن أن شيئًا كبيرًا سيحدث…
لم يخبرها أحد بما سيُفعل بالمشط. كان عليها فقط تسليمه والانتظار، كما قالت لها أنطيا.
لكن لم يخطر ببالها أن يؤدي ذلك إلى سقوط الإمبراطورة.
أضافت الخادمة بصوت خافت:
“الأمر لا يزال سريًّا داخل الفرسان حتى لا ينتشر الهلع.”
أجابت في بآهة صغيرة.
هذه المرة أيقنت حقًا: وجه الإمبراطورة لن تراه بعد اليوم.
شعرت برجفة تسري في جسدها. لم يكن فرحًا خالصًا… بل خليطًا مضطربًا من المشاعر.
مدّت يدها إلى صدرها.
كنت أظن أن غيابها سيجعلني أتنفس بحرية، لكن صدري يضيق أكثر…
ربما كان ذنبًا يتسلل إليها. لكنها سرعان ما طردت الفكرة.
لا. يجب أن أكون قاسية كما أوصتني أمي. هكذا فقط أحصل على ما أريد.
واستجمعت قواها لتفكر في المكاسب:
الآن، لم يبقَ إلى جانب جيروم غيري. مكانه بجانبه لي وحدي.
ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة.
بعد أن يمر كل هذا، سأعيش معه أيامًا هادئة.
ثم سألت فجأة:
“وماذا عن جلالته؟ ألم يعد بعد إلى القصر؟”
لكن الإجابة صدمتها من جديد:
“في الحقيقة… لم تختفِ الإمبراطورة وحدها. جلالة الإمبراطور أيضًا مفقود.”
“…ماذا؟!”
* * *
وفي الكهف، أنهى جيروم سرده الطويل.
كنت أستمع في صمت، قلبي يموج بمزيج عجيب من المشاعر: الدهشة، الحزن، الارتباك.
ما كشفه لي كان أثقل من أن أستوعبه دفعة واحدة.
كنت أعلم أنه عاش طفولة قاسية. وأدركت منذ زمن أنه لم يقتل الإمبراطور السابق.
لكن ما لم أتوقعه… أنه كان مرتبطًا بي منذ زمن بعيد.
وأنه تزوجني لينقذني من زواج سياسي مع ملك الشمال.
وأنه في الوقت نفسه اتخذ في زوجةً ليكبح معارضيه.
كل ما ظننته حقيقة تبدّد، ليُعاد ترتيبه أمامي.
ثم قال شيئًا صاعقًا:
“لقد فقدتِ ذاكرتك.”
اتسعت عيناي.
“ماذا؟! منذ متى؟ وكيف؟”
“لا أعلم كيف حدث، ولا من السبب. لكن عائلتك أخفت الأمر.”
إذن… تلك الأحلام الغريبة؟ كانت بقايا من ذكرياتي؟
تذكرت كيف كان رأسي يؤلمني كلما حاولت استعادة شيء مفقود.
ربما يعرف والدي الحقيقة كاملة. سأواجهه يومًا ما.
شعرت بصداع حاد يطرق جمجمتي. وضعت يدي على جبيني، بينما نظر إليّ جيروم بقلق، متردّدًا في لمسي بعد ما جرى.
قال بصوت حازم:
“أعلم أن الأمر مربك. لا عليك الآن من التصديق. سأعيد روايته لك مرارًا، حتى تصدّقيني يوما ما.”
كان في صوته عزيمة.
لكنني لم أستطع كتم مشاعري أكثر.
نظرت إليه بعينين دامعتين، وقلت:
“سأكون صريحة معك… لست قادرة على تصديق كل شيء بعد. لكن لا أظن أنك تكذب.”
ثم أخذت نفسًا عميقًا وأكملت:
“أنا شاكرة لكونك ساعدتني على الإفلات من ظل والدي… لكن الأمر يتوقف عند هذا.”
شُدّ فكه.
قلت بوضوح:
“إن كنت تظن أن معرفتي بالحقيقة ستجعلني أعود إليك… فأنت مخطئ. هذا غرور منك، ووهم.”
ارتجفت عيناه من وقع الكلمات.
تابعت:
“لو كنتَ صادقًا حقًا في حبك لي، لكنتَ صارحتني منذ البداية. كل ما فعلتَه من قرارات لم يجلب لي سوى الجراح. كل مرة أهنتني أمام الآخرين، كل مرة انحزت لفي، كل مرة شككت بي… لا، حتى إن كان ذلك بدعوى حمايتي، فهذا لا يمحو الألم.”
ارتجفت شفتاي، لكنني تماسكت.
“فلا تنتظر منّي شيئًا. لن يتغير شيء، مهما فعلت الآن. بيننا انتهى كل شيء منذ زمن.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات