الفصل 116. “كيف أتركك وأرحل!”
أول زبون وقع في فخ الطُعم الذي جهزه ماكس لم يكن سوى دب ضخم.
بل كان دبًا بُنيًا عملاقًا!
ظهور هذا الوحش الهائل جعل الجميع من “حاشية الإمبراطورة” يذهلون في مكانهم.
كل ما توقعوه في أسوأ الأحوال هو ثعلب أو أرنب بري… لكنهم عن غير قصد استدعوا “نجم الغابة” بنفسه.
‘لماذا في العالم يوجد دب هنا؟!’
المنطقة التي كانوا فيها مخصصة لصيد الحيوانات الصغيرة.
وطبيعي أن الدب ليس حيوانًا صغيرًا.
كان من المفترض أن يبقى في منطقة الوحوش المفترسة، لكن ربما تاه أو عبر الحدود بالخطأ. مثل هذه الحالات حدثت نادرًا في الماضي، لكن…
لماذا بالذات اليوم؟ ولماذا بالضبط في المكان الذي يتواجدون فيه؟!
الدب أخذ يشمّ المكان بأنفه القوي، ثم بدأ يقترب من الطُعم.
وبمجرد أن كشف الأوراق اليابسة التي كانت تخفي الفخ، أطلق زئيرًا عظيمًا:
“كووووو!”
ثم غمس رأسه في الطُعم وبدأ يلتهمه بشراهة.
المشهد كان أشبه بـ”عرض مباشر” وهم يجلسون في الصف الأول!
كل الأعين تحولت نحو ماكس.
‘ماكس… ماذا فعلت بالضبط؟’
‘متى أصبح الطُعم مصمم خصيصًا لجذب الدببة؟’
‘كيف تجرؤ على جلب وحش كهذا؟!’
ماكس لوّح بيديه بارتباك:
‘أنا لم أفعلها عن قصد!’
لكن في داخله كان يعلم… لقد بالغ في إضافة “المكوّن السري”.
ذلك العنصر لم يكن مجرد رائحة تجذب الحيوانات القريبة، بل كان له تأثير كالمغناطيس يجذب حتى الوحوش من مسافات بعيدة.
وقد وضع منه أكثر بكثير مما يجب، متجاهلًا التعليمات التي كانت تقول “ضع ملعقة صغيرة فقط”.
‘تبا… لم أظن أن هذا سيجذب حتى دبًا من منطقة أخرى!’
بينما كانوا يفكرون في طريقة للانسحاب، وقع أحد الخدم بالخطأ على غصن يابس، فأصدر صوتًا مسموعًا.
الدب فجأة توقف عن الأكل والتفت برأسه الضخم، وحدق مباشرة في مكان اختبائهم.
هواء مشحون بالتوتر اجتاح الجميع.
عندها صاحت الكونتيسة كلوي بالإشارة:
“اركضوا!”
فانطلقوا جميعًا بأقصى ما لديهم.
لكن “ماري” كانت أبطأهم في الجري.
ولم يمض وقت طويل حتى تعثرت بحجر وسقطت أرضًا.
“ماري!” صاح أخوها إيميل.
لكنها صرخت وهي على الأرض:
“أنا بخير! اهرب أنت أولاً!”
إيميل رفض بشدة، وعاد نحوها:
“كيف أتركك وأرحل؟!”
رغم احتجاجها، جثا على ركبتيه أمامها ودار ظهره:
“تسلقي على ظهري بسرعة!”
ماري تظاهرت بالانزعاج، لكنها أطاعت بسرعة وصعدت على ظهره.
“اسرع! إنه يقترب!”
إيميل ركض بكل قوته، لكن وزنهما معًا جعله أبطأ بكثير.
ماري، وهي على ظهره، همست بصوت مبحوح:
“…لا أريد.”
“هاه؟”
“قلت لك ركّز أمامك واهرب!”
رغم ذلك، كان قلبها ممتلئًا بالرهبة… وأيضًا بالامتنان.
وفي تلك اللحظة العصيبة، انطلقت صفارة سهم في الهواء.
“شوووووك!”
أصاب السهم ساق الدب اليمنى، فتعثر واصطدم بجذع شجرة.
زأر الدب بغضب وهو يبحث عن المهاجم.
ثم دوّى صوتٌ قوي من بين الأشجار:
“هنا! أنا هنا!”
الدب التفت نحو مصدر الصوت.
وماري، التي رفعت رأسها من فوق ظهر إيميل، رأت المشهد…
امرأة تمتطي فرسًا أبيض، بشعرها الذهبي يتلألأ تحت أشعة الشمس، كأنها نزلت من السماء.
ماري شهقت والدموع ملأت عينيها:
“إمبراطورة! جلالتك…!”
التعليقات