لكن فاي لم تُخدع. فهي تعلم جيدًا أن الاثنتين كانتا تكثران من التردد على جناح الإمبراطورة في الآونة الأخيرة، مثل غيرهما من بنات النبلاء والوصيفات اللواتي يتسابقن إلى بابها.
ومع أنها قررت التغاضي عن هذا، إلا أن ما قالوه بعد ذلك أثار غيظها.
“على كل حال… لابد أن قلبك مثقل بالهموم هذه الأيام يا مولاتي.”
“هموم…؟”
“ألا تعلمين؟ جلالته تقبّل من الإمبراطورة منديلها الخاص.”
“الجميع أصابهم الذهول!”
فهمت فاي غرض زيارتهن الآن. فابتسمت بسخرية في سرّها.
“تُرى ما سبب هذا التصرف المفاجئ من جلالته؟”
“ولماذا تسألانني؟”
“لأننا ظننا أنكِ تعرفين السبب يا مولاتي.”
“إلا إذا كنتِ تجهلين الأمر…؟”
ارتفع حاجباها، بينما تابعتا حديثهما بوقاحة غير لائقة تجاه محظيّة الإمبراطور. لكن الجميع كان يعلم أنها مجرّد امرأة من عامة الشعب، ما كانت لتجلس هنا لولا حب الإمبراطور. فإن زال ذلك الحب، فلن يبقى لها شيء.
“ربما حان الوقت لأتقدّم أنا نفسي كمرشحة للمحظيّة التالية.”
قالت مارغريت بخبث.
“مرشحة للمحظيّة…؟”
ردّت فاي ببرود، فيما علت الابتسامة على وجوههن وكأنهن يرون فريسة ضعيفة.
“مولاتي لم تسمعي؟ هذا المنصب متغيّر بحسب هوى جلالته.”
“على عكس منصب الإمبراطورة، فقد تبدّلت المحظيّات كثيرًا على مر السنين.”
كانت كلماتهن وقودًا يغذّي نيران غيرتها. لكن فاي رفعت رأسها بابتسامة واثقة، وقالت بهدوء:
“حسنًا… جرّبي إن شئتِ.”
ارتبكت مارغريت، لكن فاي أكملت ببرود ساخر:
“لكن أنصحكِ أن تبدأي بذوقك في اختيار الفساتين. فهذه القطعة الرخيصة لا تليق أبدًا بجلالته.”
شهقت مارغريت واحمرّ وجهها، بينما أضافت فاي متصنّعة التفكير:
“بل لعلّها لا تكفي وحدها… لأن الأهم ليس الثوب، بل من ترتديه.”
ارتجف وجه مارغريت وقد غمره الخجل، فيما تابعت فاي بابتسامة عذبة:
“على كل حال… لا تفقدي الأمل، وبذلي جهدكِ.”
ثم استدارت مبتعدة، بينما تسمع من خلفها همسات حانقة. تجاهلتها تمامًا، مقتنعة أنهن في النهاية سيغضبن الطرف أمامها. فهي كانت واثقة أن من سيكون بجوار الإمبراطور في النهاية… هي وحدها.
لكن في داخلها كانت تعرف الحقيقة:
“إن لم أحْمِ نفسي… فسينتهي بي المطاف مُستبعدة مثل أي محظيّة أخرى.”
تحركت بعيدًا عن أعين الناس، متجهة إلى موعد سرّي. وعندما حان الوقت المحدد، ظهر أمامها رجل بملابس سوداء ووجه مغطّى.
“أأنت رسول والدتي؟”
أومأ برأسه صامتًا. سلّمته فاي حزمة صغيرة كانت تُخفيها.
“ها هي.”
كانت هي نفسها الحزمة التي سألها الإمبراطور عنها في العربة. أخبرته أنها أدوات تطريز… لكن الحقيقة أنها لم تحمل أدوات التطريز وحدها.
في مكان آخر، داخل الغابة
كنت أسير مع ليونارد وسيدريك بين الأشجار، بينما بقي حصاني الأبيض إيلي خلفنا. والسبب؟ سيدريك لا يُجيد ركوب الخيل.
عرضت عليه أن يركب مع ليونارد، لكنه رفض بشدة. وليونارد أيضًا اعتذر بصرامة. وحتى عندما اقترحت أن يركب معي… رفضا معًا في الحال، حتى بدا وكأن الأمر يُحرجهما.
“هل وجودي على ظهر الحصان مزعج لهذه الدرجة؟”
لكنني لم أمانع. السير معهما معًا منحني شعورًا جميلاً يذكّرني برحلتنا السابقة إلى مملكة كالوس.
وفجأة سألتني نفسي عن وصيفاتي: هل هن بخير الآن؟ هل تورطن في أمر خطر؟
لاحظ سيدريك شرودي وسألني:
“ما الذي يشغل بالكِ يا مولاتي؟”
أجبته:
“وصيفاتي… أخشى أن يتورطن في مشكلة أثناء المهرجان.”
ابتسم مطمئنًا:
“رأيتُهنّ قبل قليل. لا تقلقي، إنهنّ… مستعدات بشكل لا يُصدق.”
وفي عمق الغابة
كانت الوصيفات منشغلات بنصب فخاخ للإمبراطورة.
يتجادلن حول مكان الطُعم: يمينًا قليلًا، أم يسارًا؟ تحت شجرة، أم بجوارها؟
غطّين الطُعم بأغصان وأوراق يابسة، بحيث لا يثير شكوك الحيوانات لكنه يظل قابلًا للاكتشاف. نصبن فوقه سلالًا معلّقة بالحبال لتسقط عند الوقت المناسب.
قادت الخطة ماري وهي تمسك بكتاب عنوانه: “مئة تقنية للصياد الحقيقي”.
“الفصل الأول: الصياد الحقيقي يعرف كيف ينتظر.”
قالت بثقة. بينما علّق أخوها إيميل بإعجاب:
“ماري، أنتِ مذهلة! من ألّف هذا الكتاب؟ صياد مشهور؟”
“لا، بل أستاذ أكاديمي قضى عمره يدرّس الصيد.”
أصابه الذهول، لكنه فضّل الصمت.
في الأثناء، كان الطباخ ماكس يشرح بفخر مكوّنات الطُعم: اثنا عشر نوعًا من العسل العضوي، عصارات أعشاب طازجة، وأخيرًا “مكوّن سرّي” ينبعث منه عطر لا يُقاوم بالنسبة للحيوانات.
“أين وجدتَ شيئًا كهذا؟”
“المصدر لا يهم، يا آنسات. المهم أن الفريسة لن تستطيع مقاومته.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات