وافق ليونارد، لكن فجأة سمعا حفيف أوراق قادمًا من بين الشجيرات. رفعت الإمبراطورة قوسها بسرعة، مستعدة لإطلاق السهم، لكن ليونارد طلب منها:
“مولاتي، هل تسمحين لي باستعارة القوس قليلًا؟”
أعطته إياه دون تردد. صوب نحو الشجيرات… وأطلق السهم.
وفجأة، خرج رجل رافعًا يديه مذعورًا وهو يصرخ:
“توقّفوا! أنا… أنا هو!”
كان سيدريك، حارس الغابة المقدّس.
الإمبراطورة هرعت إليه بقلق:
“هل أصابك السهم؟!”
أجاب بسرعة:
“لا، مرّ بجانبي فقط. لكنني ارتعبت فعلًا…”
ثم أخرج من حضنه كرة بيضاء صغيرة:
“لكن أظن أن هذه الصغيرة ارتعبت أكثر.”
كانت قطة بيضاء صغيرة، لو. احتضنها سيدريك بحنان، ثم رمق ليونارد بغضب:
“كيف تجرؤ على إطلاق السهام بهذه الطريقة؟! ماذا لو أصبتمونا؟!”
ليونارد ردّ بهدوء:
“أقسم أنني لم أقصد إصابتك. المهم أنك بخير.”
لكن الشك ما زال يعلو ملامح سيدريك.
الإمبراطورة سألت سيدريك:
“أين كنت طوال الوقت؟ ظننتك لن تشارك في الصيد.”
ابتسم سيدريك بخجل:
“كان عليّ أن أُحضّر شيئًا.”
لكنها لاحظت جرحًا على يده، فصرخت بقلق:
“ما هذا الجرح؟!”
تردد قليلًا، ثم قال:
“آه… لابد أني خدشت يدي وأنا أبحث في حقيبتي.”
وبالفعل أخرج من حقيبته شيئًا صغيرًا وقدّمه لها:
“عثرت على هذه الزهرة في الغابة… وظننت أنكِ ستُعجبين بها.”
كانت زهرة بيضاء صغيرة، رقيقة كأزهار البرسيم.
ابتسمت الإمبراطورة وأخذتها شاكرة:
“لم أتوقع أن أستلم زهرة وسط الصيد… شكراً لك.”
ثم فتحت حقيبة الأدوية التي جهزتها وصيفاتها، وأحضرت مطهرًا ومرهمًا:
“أعطني يدك، سأعالج الجرح.”
تراجع سيدريك بخجل:
“لا داعي، إنه جرح صغير…”
لكنها أصرّت:
“إن لم نعالجه الآن، قد يلتهب.”
استسلم أخيرًا، ومد يده. ومع كل لمسة كانت أصابعه ترتجف قليلاً. بعد أن وضعت الدواء، نفخت برفق على الجرح لتخفف الألم.
عندها… فجأة سحب يده بسرعة، ووجهه احمر حتى لم يعد يخفيه قناعه:
“كـ… كفى! أنا بخير الآن!”
الإمبراطورة وقفت مذهولة:
“هل قلتُ أو فعلت شيئًا خاطئًا…؟”
في هذه الأثناء، كان ليونارد يراقب ما حوله بعين حادة.
لقد لاحظ منذ البداية وجود متتبعين يترصدونهم من بعيد. لم يهاجموا، بل اكتفوا بالمراقبة.
ابتسم ببرود:
“ليسوا قتلة… مجرد عيون تراقب. لا بد أن الإمبراطور هو من أرسلهم.”
نظر إلى الإمبراطورة التي كانت تضحك ببساطة غير مدركة شيئًا. كان قلبه يزداد تعلقًا بها.
“هذه المرأة صارت ملكي… ولن أسمح لأحد أن يأخذها، حتى لو كان الإمبراطور نفسه.”
ابتسم حين نادته بصوتها الدافئ:
“ليونارد! لنذهب إلى مكان آخر!”
“كما تأمرين، مولاتي.”
في مدخل الغابة:
جلس الحضور غير المشاركين في الصيد يتبادلون الأحاديث. سيدات المجتمع يتفاخرن بما سيصطاده أزواجهن.
الجميع كان يتحدث ويضحك… باستثناء واحدة.
كانت المحظيّة فاي، جالسة وحدها مثل جزيرة معزولة.
نظرت حولها بغيظ. هؤلاء النسوة كنّ يتقربن منها يومًا ما، حين كانت علاقتها مع الإمبراطور في أوجها. كانت هدايا المديح والولاء تنهال عليها كل يوم… فقط لتصل قلوبهن إلى قلب الإمبراطور عبرها.
لكن الآن… لا أحد يقترب. حتى مقعدها بدا خاليًا وفارغًا.
عضّت على ثوبها بغضب، وابتسمت ابتسامة مُرة:
“كان هذا المكان يجب أن يكون مكاني… مكان الإمبراطورة!”
ثم عادت كلمات هيلينا التي قالتها للإمبراطور تطعنها كالسكين:
“هل حقًا كنتِ أنتِ من أنقذ الإمبراطور؟”
“هاه! يا للسخرية…!”
هي متأكدة أن تلك المرأة تحاول فقط زعزعة قلب جيروم وسرقته منها.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 114"