لكن تجاهل الأمر باعتباره مجرد حلم كان صعبًا للغاية، لأن تفاصيله كانت واقعية بشكل مبالغ فيه.
«مهما كانت مخيلتي واسعة، من المستحيل أن أتخيل مثل هذا المشهد.»
جزء مني كان يتساءل: ماذا حدث بعد أن رحلت هيلينا؟
هل ظهرت فاي بعدها؟
وهل جيروم يعرف أن من أنقذه لم تكن فاي بل هيلينا؟
الأسئلة تكاثرت في رأسي بلا توقف.
لكن متابعة الحلم أو معرفة تكملته لم يكن ممكنًا.
«إن كانت هيلينا حقًّا من أنقذته، فلا بد أن يبقى شيء في ذاكرتها.»
حاولت أن أتذكر إن كان هناك أي دليل… لكن كلما فكرت، شعرت وكأن الضباب يملأ ذاكرتي، يحجب كل شيء.
تنهدت بعمق.
«إلى أي حدٍّ التوت أحداث هذه الرواية اللعينة؟!»
لطالما شعرت أنني خُدعت بها، والآن يزداد يقيني.
لم يعد هناك شيء يسير بسلاسة كما يجب.
طرق. طرق.
قطع صوت الطَرق أفكاري.
“مولاتي الإمبراطورة، هل استيقظتِ؟”
إنها الكونتيسة كلوي، جاءت لتساعدني في الاستعداد لمهرجان الصيد.
حسنًا… حلم أو لا، عليّ أن أخرج الآن.
“تفضلي بالدخول.”
في تلك الأثناء، كان جيروم قد وصل إلى جناح الإمبراطورة ليأخذ فاي.
“هل أنهيتِ استعدادكِ؟”
“نعم، يمكننا الانطلاق.”
نهضت فاي وهي تحمل حقيبة صغيرة.
رمقها جيروم بعينه وسأل:
“وما هذا الذي في يدكِ؟”
“آه، بما أنني لن أشارك في الصيد، خفت أن أشعر بالملل، فأحضرت بعض الخيوط والإبر لأقوم بالتطريز.”
لم يعلّق جيروم أكثر على الأمر، لكنه بصوت منخفض لا يسمعه سواها، قال بجدية:
“أرجو أنكِ لم تنسي ما قلته لكِ.”
تذكرت كلماته التي لم تفارق قلبها:
«أتمنى أن تتوقفي عند هذا الحد. لن أتحمل مواقف لا أستطيع السيطرة عليها. إن أردتِ أن تبقي الإمبراطورة التي تنال محبة الإمبراطور لوقت طويل، فالتزمي حدودكِ.»
كيف لها أن تنسى؟
كانت تلك الكلمات كسكين غُرس في قلبها.
“…بالطبع لم أنسَ.”
ابتسمت فاي بخفة، متظاهرة بالطمأنينة:
“لن يحدث شيء يجعلك تقلق.”
“هذا أفضل.”
قال ذلك وتقدم بخطواته.
نظرت فاي إلى ظهره العريض، لكن قلبها كان يغلي بالاضطراب.
لم تستطع طرد صورة الأمس من ذهنها.
تلك اللحظة التي قبّل فيها جيروم يد الإمبراطورة تكررت أمام عينيها بلا رحمة.
أرادت أن تواجهه وقتها، لكنها لم تستطع.
هو بالفعل يشك بها، فلم ترغب بزيادة نفوره.
«سأصبر… هذا مؤقت فقط. بعد المهرجان سيعود كما كان.»
خفضت نظرها نحو الأشياء التي كانت تمسكها، فتذكرت رسالة أمها:
«كل شيء جاهز. لا تقلقي.»
ذلك جعلها تتمسك بالأمل.
«بمجرد أن ينتهي هذا المهرجان، سيعود كل شيء إلى مكانه… حتى هذا الشعور المريع سيزول.»
ابتسمت بجانبه كأنها لا تحمل همًّا، مدركة أن من يقف قربه الآن هي، لا الإمبراطورة.
أما أنا، فكنت أتنقل بعربة نحو الغابة.
“يقولون إن جلالته غادر مع الإمبراطورة.”
“مستحيل! بعد أن قبل منديل الإمبراطورة هكذا البارحة؟!”
الأخبار انتشرت بسرعة: جيروم ذهب مع فاي في نفس العربة.
“هذا ليس جديدًا. أنتم تعرفون طباعه.”
قلت ببرود لأُنهي الموضوع.
ثم التفتُّ إلى وصيفاتي وقلت:
“لكن لماذا أنتن أيضًا بزي الصيد؟”
كن يرتدين سراويل ومعاطف خاصة بدل الفساتين المعتادة.
ضحكت إحداهن وقالت:
“حين طلبتِ من الخياط أن يصنع لكِ زِيًّا خاصًا، طلبنا لأنفسنا أيضًا. بما أنكِ ستخرجين، فلا بد أن نكون معكِ.”
وقالت أخرى بحماس:
“لا تقلقي مولاتي، لقد قرأتُ كتبًا مثل من اليوم أنت ملك الصيد و مئة تقنية للصياد الحقيقي خصيصًا من أجل هذا اليوم!”
رفعن قبضاتهن بحماس.
ابتسمتُ، لكن الحقيقة أنني لم أرتدِ زي الصيد لمشاركتهن الحماسة.
كان هدفي الأساسي أن أبقى بعيدة عن فاي.
مع ذلك، لم أشأ أن أُضعف معنوياتهن.
“حسنًا، فلنحاول معًا.”
“نعم!”
“سنُظهر مهاراتنا!”
وهكذا وصلنا أخيرًا إلى الغابة حيث أُقيم المهرجان.
أُقيمت أكواخ وخيام كثيرة، وكان أوسعها وأكثرها فخامة مخصصًا لي ولجيروم.
لحسن الحظ، لم أكن مضطرة لمشاركته نفس الخيمة.
دخلتُ، فوجدت المكان رحبًا كغرفة استقبال.
وبينما كنت أنتظر بداية المراسم، صادفت وجهًا مألوفًا.
“إميل! كيف حالك؟”
“بخير، كل ذلك بفضل مولاتي. أختي مدينة لكِ كثيرًا.”
كان إميل، شقيق ماري.
“بل أنا سعيدة بوجود ماري. بالمناسبة… هل استلمتَ منها المنديل الذي أعدته لك؟”
ابتسم بفخر وأخرج سيفه، حيث كان المنديل مربوطًا بمقبضه.
“لقد أعطتني إياه وهي في غاية الخجل…”
“أااخ! توقف يا أخي!”
ضربته ماري على ظهره بقوة.
“هاها… يدها ناعمة كالقطن… لم أشعر بشيء.”
لكن وجهه بدا متألّمًا بوضوح.
ضحكت قليلًا ثم قلت:
“أتمنى أن تسير الأمور بخير… والأهم ألا تُصاب بأذى.”
“شكرًا لكِ مولاتي!”
وبينما كنا نتحدث، دخل ليونارد.
بزِيٍّ أسود كامل بدا أنيقًا ومهيبًا.
فور ظهوره، تنحّت وصيفاتي واحدًا تلو الآخر لتتركنا بمفردنا.
“سمعت أنكِ ستشاركين في المهرجان هذه المرة…”
ابتسم وقال:
“ويليق بكِ زيّ الصيد كثيرًا.”
“…شكرًا.”
أشحتُ نظري بخجل، ولم ألحظ اقترابه إلا عندما همس بجانبي:
“لقد وضعتِه.”
كان يقصد السوار الذي أهداني إياه في المدينة.
لمست أصابعه السوار بخفة.
“الوصيفات قلن إنه يليق بالزي.”
“يليق بكِ فعلًا.”
ثم أخرجتُ من حقيبتي شيئًا وأعطيته له:
“هذا لك.”
“…زخرفة سيف؟”
كانت زينة صغيرة يتدلى منها حجر بلون عينيه الزرقاوين.
“قيل إنها تحمي حاملها. أردت أن أُعطيك شيئًا مقابل هداياك السابقة.”
نظر إليّ طويلًا ثم قال بابتسامة رقيقة:
“هل ستُعلقينه أنتِ لي؟”
“…حسنًا.”
ربطتُها بعناية، لكنه فجأة انحنى على ركبته وقبّل يدي كفرسان العهد.
بدا وكأنه يضع علامة ملكية عليّ، لا مجرد تحية.
“…سمعتَ بما حدث البارحة، أليس كذلك؟”
ابتسم بصمت بدلًا من الإجابة.
لم أرغب في الخوض بالموضوع، فسألته عن شيء آخر:
“أخبروني أنك خرجت قبل بداية المراسم. لماذا؟”
“كنت على موعد مع أحدهم—”
“معي.”
قطع صوته شخص ثالث، ليضع حدًّا
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 109"