انفجر كونراد ضاحكًا بصوت عالٍ. حاول فيلكس أن يردعه بنظراته، لكنه لم يستطع إيقافه.
قال كونراد بثقة:
“أنا، كونراد، سأجعل جلالتكم، الإمبراطورة، ملكة مهرجان الصيد!”
ملكة المهرجان… لقب يُمنح لمن تُهدى لها أكبر الطرائد.
في القصة الأصلية، كانت فيي هي التي نالت اللقب.
استحضرتُ ذكرياتي عن الرواية: كان المهرجان أحد الأحداث التي عززت حب جيروم وفيي. دخلت فيي الغابة بالصدفة وتعرضت للخطر، فأنقذها جيروم. وفي النهاية، تُوّجت بملكة المهرجان، بينما كنت أنا، هيلينا، مجرد الشريرة التي حاولت مضايقتها وانتهت بخروج مُهين.
لكن هذه المرة… لن أكرر ذلك.
وضعت خطة مسبقة: أن أبقى بعيدة عن فيي تمامًا. لا أدري متى سينفجر هذا “الأصل المجنون” مجددًا.
“أوه، لقد تأخر الوقت بالفعل.”
نظرت إلى الساعة ونهضت. حان وقت العودة إلى القاعة، فخطاب الافتتاح سيبدأ قريبًا.
* * *
لكن لم يكن كونراد وحده غير راضٍ عن مناديل هيلينا المطرزة.
“ماذا؟! الإمبراطورة أهدت مناديل مطرزة بيديها؟!”
قال أحد أعضاء محبّي الإمبراطورة، المعروفين بـ “محمو”.
كانت خادمات هيلينا يرفعن المناديل بفخر:
“هاها، أليست مولاتنا رائعة حتى في التطريز؟”
“منذ أن بدأت بتطريز عدة مناديل، شعرنا أن وراء ذلك سببًا خاصًا… وها هو يتضح أنه من أجلنا.”
في الحقيقة، لم تكن هيلينا تنوي إهداءهن مناديل، لكن نظراتهن الطامعة أجبرتها على ذلك.
أعضاء “محمو” الآخرين كادوا ينفجرون غيرة:
“ولماذا أنتن فقط؟!”
“أخبِرننا بالحقيقة حالًا!”
أجابت الخادمات بتفاخر:
“نحن في خدمتها ليل نهار. طبيعي أن تختارنا.”
حتى الطباخ الملكي رفع يده صارخًا:
“وأنا؟! أنا من يطبخ لها يوميًا!”
توالت الاعتراضات:
“وأنا أرسم لها لوحة ستُعرض قريبًا على الدرج الكبير!”
“وأنا أزوّد القصر بأخبارها أولًا بأول!”
“وأنا من يعتني بالحدائق التي تحبها الإمبراطورة!”
حتى البستاني العجوز شارك بخجل. وفي لحظات، تحولت القاعة إلى فوضى من المطالبات.
“هذا ظلم! نريد جميعًا مناديل الإمبراطورة!”
لكن الخادمة ماري رفعت يدها مهدئة:
“أتفهم شعوركم. لكن هل يعقل أن تطرّز مولاتي أكثر من 300 منديل؟ ستتلف يداها!”
ساد الصمت، قبل أن يقول البستاني العجوز فجأة:
“إذن لم يبقَ سوى حل واحد.”
سأله أحد الحرس:
“أي حل؟”
ابتسم بلطف وقال:
“نقصّ المناديل ونوزّع القطع.”
“….”
ثم ارتفعت أصوات الإعجاب:
“اقتراح عادل!”
“الجميع سيحصل على نصيبه!”
حتى أن أحد الحراس وضع يده على سيفه وكاد يقطع المنديل، لولا أن دوّى صوت صارم:
“قفوا مكانكم!”
صرخت الكونتيسة كلوي، فارتج الجميع.
“كيف تجرؤون على تمزيق مناديل الإمبراطورة؟! هناك حدود حتى للرغبة!”
خفض الجميع رؤوسهم خجلًا، بينما أسرعت الخادمات لإخفاء المناديل.
عادت ماري لتقود النقاش:
“تذكروا، لم نجتمع من أجل المناديل بل لنضع خطة الغد.”
فقال أحدهم:
“الخطة واضحة: نغمرها بالطرائد حتى تفوز بلقب الملكة!”
لكن ماري هزّت رأسها:
“هذا وحده لا يكفي. الملكة الحقيقية يجب أن تصطاد بنفسها.”
“…..!”
تلألأت عيون “محمو”، وبدؤوا يعدّون خطة جديدة… غير مدركين للخبر الصاعق الذي كان يُتداول في قاعة الحفل.
* * *
وقف الإمبراطور جيروم على المنصة، صوته الرزين يملأ القاعة:
“أعلم أنكم انتظرتم طويلاً عودة مهرجان الصيد. المرة السابقة انتهت بحادث مؤسف… لذلك تأخر تنظيمه.”
آه…
تذكّرتُ ذلك اليوم. اليوم الذي أصيب فيه جيروم، واليوم نفسه الذي أنقذته فيه فيي.
واصل كلامه:
“أرجو أن يكون هذا المهرجان آمنًا، بلا أحداث سيئة، وأن يقضيه الجميع بالمتعة.”
ثم التفت نحوي. كان دوري.
بحسب التقليد، تمنح الإمبراطورة الإمبراطور منديلاً يُربط بسيفه.
اقتربت، وأخرجت المنديل الذي أعددته. كان أبيض، بلا أي تطريز.
ربطته بهدوء على سيفه. جيروم كان يراقبني صامتًا، ثم ابتسم بسخرية:
“حقًا… منديل فريد من نوعه.”
أجبته ببرود:
“شكرًا على الإطراء.”
اقترب أكثر وهمس بجانبي:
“هل تكرهينني إلى هذا الحد؟ حتى إنك لم تطيقي أن تطرزي شيئًا لأجلي؟”
أكملت الربط وأنا أجيب بلا مبالاة:
“لا أرى جدوى من إضاعة جهدي في هدية فارغة المعنى.”
ابتسمت بسخرية وأنا أتم العقدة:
“إن أردت منديلًا مُطرزًا من القلب، فاطلبه من محبوبتك. سمعت أنها قالت إنك ترجوه.”
تغيّر وجهه فجأة:
“…ماذا؟! أنا لم أقل ذلك قط.”
ارتبكت للحظة. إذن هو لم يطلب فعلًا؟ وماذا يهمني أنا أصلًا؟
كنت على وشك التراجع للخلف، لكن فجأة… أمسك بيدي.
“…..؟!”
وبينما أنظر إليه بحدة كي يتركني، انخفض فجأة، ووضع قبلة خفيفة على ظاهر يدي.
تجمّدت. مستحيل… هذا لم يكن في الرواية!
ارتفعت هتافات الحاضرين تصمّ الآذان، بينما هو رفع رأسه مبتسمًا ابتسامة غامضة:
“قبلة شكر على هدية الإمبراطورة.”
* * *
✨ انتهى الفصل 107.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 107"