نقرتُ لساني بخفة. طبيعي أنهم لم يجدوه… فهو ما زال تحت سريري.
“ولأن الإمبراطورة لم تكفّ عن البكاء من شدّة حزنها، فقد علّق جلالة الإمبراطور مكافأة خاصة، وأمر بتفتيش القصر بأكمله.”
“إذن لا بد أن يُعثر عليه بسرعة.”
قلت ذلك بلهجة جدّية، لكن عقلي كان غارقًا في التفكير بما رأيته تحت سريري.
ما الذي عليّ أن أفعله بهذا الخاتم؟
في الرواية الأصلية، حين بكت فاي بشدّة، أمر جيروم الحرس بتفتيش جناحها أولًا، ثم حجرات من زاروها. وفي النهاية… يصل التفتيش إلى جناح الإمبراطورة. وهناك يُعثر على الخاتم تحت السرير.
الجميع يظن أن الإمبراطورة سرقته بدافع الغيرة. وهكذا تنهار مكانتها وسط القصر.
لكنّني لم أسرق شيئًا! لم تطأ قدماي جناح فاي أصلًا. فكيف ظهر الخاتم هنا؟
حدّقتُ في الفراغ بقلق. لا بد أنّ أحدهم دسّه عمدًا.
“ألم تذكري أن إحدى وصيفاتي ذهبت أمس إلى جناح الإمبراطورة؟”
أجابت الكونتيسة كلوي وقد صفقت بيديها: “آه، نعم. لقد أُقيم هناك حفل صغير، وكانوا بحاجة إلى من يساعد في أعمال التنظيف، فأرسلتُ إحداهن.”
وأشارت نحو وصيفة شابة تنظف النافذة. كانت ذات شعر طويل مضفور ونمش يغطّي وجنتيها.
“هذه الفتاة اسمها روَيزل. التحقت بخدمتك قبل شهر.”
راقبتها مطوّلًا، وانعقد في داخلي اليقين. هي الفاعلة.
فأيّ شخص يعمل في ترتيب الأسرّة وتنظيف الحجرات يستطيع أن يسرق بسهولة. والسؤال هو: لماذا؟
الخاتم لم يكن ثمينًا حقًا. قيمته الوحيدة أنّه أول هدية من جيروم لفاي. إن كان دافعها المال، فهناك أشياء أثمن. لكن أن يُخفى الخاتم بالذات تحت سريري؟ هذا عمل متعمّد للإيقاع بي.
أدركت عندها الحقيقة: لم تكن روَيزل سوى أداة. اليد الخفيّة وراء الأمر هي فاي نفسها.
هي من خطّطت، وهي من سلّمت الخاتم لوصيفتها، ثم ادّعت اختفاءه أمام جيروم. والنتيجة؟ حين يأتي الحرس إلى جناحي، سيجدونه حيث تريد. وستتحقق الرواية الأصلية بحذافيرها.
يا للدهاء… لم تكن تلك الفتاة الوديعة التي عرفتها في الصفحات.
ابتسمتُ لنفسي. حسنًا، قد يكون مخططها محكمًا، لكنّها لا تعرف أنّني قرأت النهاية من قبل. لن أدعها تنتصر.
بينما كنت غارقة في التفكير، قاطعني صوت مألوف: “فيما تفكرين هكذا بعمق، جلالة الإمبراطورة؟”
التفتّ مذعورة. “السير ليونارد؟!”
وقف أمامي بابتسامته الهادئة. لم أستدعِه، فكيف دخل؟
تدخّلت الكونتيسة كلوي: “لقد طلب مقابلتك، وظننتِ أنكِ أذنتِ حين هززتِ رأسك مبتسمة، فسمحتُ له بالدخول.”
آه… لا بد أنّني فعلت ذلك بلا وعي.
أسرعت أقول: “أعتذر، لكنني لست في مزاج مناسب اليوم لرؤية أحد.”
لكن ليونارد لم يتراجع، بل وضع كتابًا على الطاولة: “جئت فقط لأعيد الكتاب الذي استعرته.”
حدّقت في الغلاف. كان بعنوان مئة وواحد طريقة لأسر قلب شخص ما.
“ألم تستعر أربعة كتب؟”
“بلى. لكنني لم أنهِ سوا هذا بعد.”
بكل وقاحة جلس في المقعد المقابل وطلب من الكونتيسة أن تُحضِر له شايًا.
“ألا يفترض بك أن تكون مشغولًا بشؤون الفرسان؟”
“أنا مشغول بالطبع، لكن وقتًا لشرب الشاي مع من تشغل بالي… أستطيع اقتطاعه دومًا.”
ارتبكت. لم أجد ما أردّ به.
ثم مالت عيناه قليلًا وهو يضيف: “يقولون إن جناح الإمبراطورة فاي في فوضى بسبب الخاتم.”
سألته ببرود: “وهل تظن أنني الفاعلة؟”
“أبدًا.” أجاب بلا تردّد.
“أبدًا؟”
“نعم. لا أعلم لماذا، لكن قلبي يخبرني أنكِ بريئة.”
تجمّدت عيناي عليه. ما هذا اليقين الغريب؟
تسارعت ضربات قلبي على الرغم مني، فأدرت بصري بعيدًا.
ثم وقف قائلًا: “الآن أتركك لترتاحي. لكنني سأعود حين أنهي الكتب الأخرى.”
“لا حاجة أن تأتي بنفسك.”
ابتسم ابتسامة ماكرة: “حين تقولين ذلك، أرغب أكثر في المجيء.”
وقبل أن يرحل، وضع علبة سوداء صغيرة مربوطة بشريط أبيض أمامي.
“هدية بسيطة من منزلنا. آمل أن تنال رضاك.”
لمحت الحماسة في عيون الوصيفات وهن يتهامسن عن بيت هيلبيرت، أشهر بيوت النبلاء في التجارة.
وحين أمسكتُ بالصندوق الصغير، خطر لي فجأة حل لمشكلتي.
“الكونتيسة كلوي.”
“نعم، جلالتك؟”
“استدعِ السير ليونارد مجددًا.”
عاد بعد لحظات، فانحني باحترام. “ما الذي ترغبين به مني، جلالتك؟”
رفعت رأسي بثبات. “أودّ أن أطلب منك خدمة. لأنك وحدك… من يستطيع تنفيذها.”
عيناه اتّسعتا دهشة، ثم أطرق برأسه بخضوع. “ما هو الأمر؟ دلّيني، جلالة الإمبراطورة.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات