كيف يتجول ممثل وفد المملكة في القصر الإمبراطوري في منتصف الليل بهذا الشكل.
‘و من بين كل الناس، لماذا التقى بي تحديدًا.’
للتأكد، استدعيتُ نافذة النظام و تحققتُ من الحالة التفصيلية.
[مهمة الختم المتعدد قيد التقدم!
لقد تواصلتَ بنجاح مع مرشح مهمة الختم المتعدد.
لسببٍ ما، ترتفع قيم قوة المستيقظ.
يتم عرض قيمة المستيقظ غير المختوم بشكلٍ محدود.
67
69
72
وصلت إلى مستوى الخطر!
سارع إلى تهدئته من خلال التواصل.]
‘اللعنة.’
لم أتمكن من إخفاء نظرتي المضطربة و أنا أحدق طويلًا في الرجل الذي يجثم في الأدغال بينما ملامح الألم ظاهرة على وجهه.
كانت أوراق الشجر المتساقطة ملتصقة ببعض خصل شعره الأسود المبعثر.
كان يبدو كأنه فقـدَ وعيه تمامًا.
ترددتُ للحظة.
هل يجوز الاقتراب هكذا؟
‘بالطبع، لن تُكتشف هويتي.’
كان النظام يحثني الآن على توجيه هذا الرجل.
‘اللعنة.’
ما زلتُ أكره فكرة توجيه أحدهم.
‘لا ضمان أن هذا الرجل سيتقبل قدراتي بسهولة مثل كايسيس.’
بالطبع، بناءً على ما ظهرَ في المهمة، قد لا يكون هناك رد فعل قوي بالاشمئزاز أو الرفض كما كان يفعل أولئك المستيقظون في حياتي السابقة.
لكن مع ذلك.
‘أنا أكره هذا الوضع بحدّ ذاته.’
علاوةً على ذلك، الطرف الآخر ليس إنسانًا يحمل مشاعر لطيفة على الإطلاق.
عندما أتذكر كيف كان يضحك ببرود في الحفلة ويثير غضب الناس، يصبح الأمر أسوأ.
‘نعم، في القصر الإمبراطوري، هناك الكثير من المرشدين غيري. يمكن لشخصٍ آخر أن يتحقق منه و يساعده لاحقًا. و أيضًا لا ضمان أن هذا الإنسان مستيقظ عالي المستوى يحتاج إلى إرشاد فوري مثل كايسيس.’
واحد من الكاردينالين الاثنين هو زعيم الأشرار، و الآخر شخصية غير موجودة في القصة الأصلية.
إذا تجاهلتُ الأمر هنا و انصرفتُ، فقد لا يكون ذلك خيارًا سيئًا…
“آه.”
لكن ذلكَ انتهى عند هذا الحدّ.
في تلكَ اللحظة بالذات، انفتحت عينا الرجل المنهار بلطف.
و عندما رآني….
“ساعـد…ينـي”
تلكَ العيون.
تلكَ العيون اليائسة.
دائمًا ما كانت تلكَ العيون هي المشكلة.
“من…فضلك.”
لقد كان يتوسل بوضوح لإنقاذه.
رغمَ الانطباع الأول المزعج و المثير للغضب، إلا أن عينيه اليائستين لا يمكن تجاهلهما.
‘اللعنة!’
ابتعلت تذمّري و أغمضتُ عينيّ بقوّة.
لو كنـتُ شخصًا قادرًا على تجاهل الآخرين، لما تعقدت الأمور إلى هذا الحد و وصلتُ إلى هنا!
لم أستطع أن أكون لا شخصّا شريرًا، ولا شخصًا صالحًا.
‘نعم، مع طبيعتي هذه، لن يكون هناك معنى للتجاهل.’
أخيرًا، أطلقتُ تنهيدة و اقتربتُ من سيروين.
أخفضتُ رأسي، و جثوتُ على ركبتيّ أمامه.
“مهلًا.”
“آه…..”
“هل تعرف أين أنـتَ؟”
وضعتُ يدي بلطف على ذراعه و ناديته، لكنه لم يستعد وعيه بعد على الفور.
كانت مستويات خطر اندفاع سيروين تومض بسرعة، محذرة إياي.
سارعت بالتصرف.
كانت تحثني و كأنها تضغط عليّ.
‘بمـاذا أبـدأ؟’
هل أمسك يـده أولًا و أطلق قوتي.
ترددتُ للحظة ثم مددتُ يدي.
نعم، سأضـع كف يدي على بشرته و أنشر الطاقة أولًا.
‘قد لا يتقبل هذا الإنسان طاقتي. إذا حدثَ ذلك، سأغادر دونَ الالتفات خلفي.’
ابتلعتُ ريقي الجاف، ثم رفعتُ كـمّ رداء الكاهن لسيروين و أمسكتُ معصمه.
اندهشتُ لحظة من برودة بشرته كأنها مغطاة بالصقيع، لكنني أمسكته و نشرتُ قوّتي.
─دينغ.
سمعتُ صوت تنبيه النظام .
[يتم الاتصال مع مرشح المهمة.
يتم إجراء التوجيه.
الطرف الآخر لا يرفضكِ.
تنخفض القيمة بسرعة.]
آه، بهذه الطريقة حقًّا؟
لحسن الحظ، يبدو أنه لا يوجد رد فعل سلبي منه.
‘علاوة على ذلك، مجرد تلامس الجلد يقلل القيمة بسرعة بالفعل.’
انفرجت شفتاي المتيبستين دونَ إرادة مني.
لحسن الحظ، يبدو أن التوافق بيني و بين الطرف الآخر ليس سيئًا.
بل إن السرعة أعلى مما كانت عليه عند توجيه كايسيس.
جيّـد، سأساعده بسرعة بهذه الطّريقة و أغادر المكان.
لكن الأمور لن تسير كما أريد بالطبع.
“مَـ….ـنْ.”
بدأ الرجل الفاقد للوعي يتمتم بشيء تحت تأثير التوجيه.
تجهّـم وجهي.
لا، فقط ابـقى صامتا!
لكن رغمَ توسلي، ارتجفت جفون سيروين ثم انفتحت تمامًا.
حدق فيّ تمامًا بعينين خضراوتين غائمتين.
“أنـ…ـتِ.”
ربّما لأنه تحت تأثير النظام، تغيرت نظرته إلى ضبابية كما حدث عندما قبلتُ المهمة مع كايسيس لأول مرة.
قد ينسى هذه اللحظة تمامًا.
و مع ذلك، كنتُ قلقة بشأن مظهري في نظر الطرف الآخر.
فكايسيس، الذي استعاد وعيه بوضع حجر سحري في يـده، نجح أولًا في التعرف عليّ كخادمة في القصر، ثم كامرأة ذات شعر أحمر و عيون ذهبية!
‘بالفعل، من الأفضل إنهاء الأمر بسرعة.’
و بينما أفكر في ذلك، وقف سيروين فجأة.
“هاه؟”
ثم هـزّ يدي التي كنتُ أمسكها لتوجيهه بلطف، و عكسَ الأمر و أصبح هو مَـنْ يمسك بيدي الآن.
بقوّة شديدة.
حدثَ كل شيء في لحظة.
‘م، ماذا؟’
دهشتُ و أنا أرمش بعينيّ، ثم أخذت قوة أطراف أصابعه تضغط على يدي بشدة كأنها لن تتركني أبدًا.
عبستُ من الإحساس بالضغط على يدي، و حاولتُ إيقاف التوجيه أولًا.
لكن.
‘ها؟’
لم يحدث ما أردت.
لم تطـع القوة كلامي، بل انسكبت نحو سيروين كأنها تُسحب إليه.
كانت السرعة مذهلة إلى درجة جعلت الرؤية تتمايل أمام عينيّ.
غير معقول.
إنها قوتي، فكيف لا أستطيع السيطرة عليها؟
‘ما الذي يحدث هنا؟’
تختلف طريقة سحب القوّة لدى كل مستيقظ.
إذا كان كايسيس يحتوي على طاقة ساخنة و باردة معًا، و يسحب كل شيء مني بلطف.
فالرجل الذي أمامي الآن….
‘طبيعي جدًا.’
رغمَ أنني أفقـد قوتي دونَ مقاومة، إلا أنني أشعر بالدهشة فقط من دون شعوري بأي ألم أو أعراض غريبة في الجسم.
لم يحدث هذا حتى في حياتي السابقة.
لكن الوضع المدهش لم ينتـهِ هنا.
سيروين، الذي التهم طاقتي كوحش، أطلق أخيرًا تنهيدة كسولة كأن الألًم قد زال.
انحنت عيناه الخضراوان المفتوحتان تمامًا كالهلال و هما تنظران إلي.
لم تتغير رؤيته الضبابية، لكنه كان ينظر إليّ بوضوح!
“مهـلًا.”
دعنـي أذهب الآن.
إلى متى تنوي امتصاص قوتي!
“وجـ…دتـكِ”
مـاذا؟
بينما كات لا يزال يمتص قوتي ، فهذه المرة شعرت بجسدي يسحب نحو سيروين .
و فجأة، وجدتُ نفسي أُرى الكاردينال الذي كان يغطيني من فوق.
هـ ، هـذا!
‘ما هـذا الوضع الفاضـح!’
حاولتُ النهوض بدفعـع على صدره، لكن سيروين كان أسرع مني.
رفـعَ يدي التي كان لا زال يمسكها، ثم فرك شفتيه بلطف شديد على بشرة داخل معصمي.
كطائر صغير يفرك ريشـه بمنقاره.
لكنني تجمدتُ مكاني كتمثال ، بينما كنتُ أصرخ في داخلي باستمرار.
‘آآآه!’
ما هذا التصرف الوقـح مع شخص يلتقيه للمرة الأولى .
أيها المجنون!
بالفعل، هذا الرّجل الذي أمامي مجنون بالتأكيد.
عندما أفكّـر أنه قد يكون زعيم الأشرار، أشعر بقشعريرة تسري في جسدي.
كنت ألـوم النظام الذي رمى بي لتوجيه مثل هذا الرجل.
‘ماذا تفعل، أخرجني بسرعة أيها النظام! انتهى التوجيه!’
صرختُ بجنـون، لكن هذا النظام اللعين لم يكن في صفي هذه المرة أيضًا.
“لقد وجدتكِ . مرشدتي.”
ما هذا الهراء مرة أخرى.
“لن أتركـكِ….”
بينما كنتُ أحدّق مصدومة،
دينغ !
رحت صوت النظام و ظهرت أمام عينيّ.
[وضع خاص.
طرف يحمل نفس الخصائص.
لا يمكن قياس معدل التوافق مع الطرف الآخر.
يتجاوز مستوى الإعجاب المطلوب للختم.
تُخفف شروط الختم.]
“عزيزتي.”
[يتم محاولة الختم الثاني.]
“لنختـم معًا.”
“…..!”
مع ابتسامة ساحرة، أخفض سيروين رأسه و وضع شفتيه على بشرة داخل معصمي مباشرة.
التعليقات لهذا الفصل " 89"