علمت دونَ أن أرى أنّ الجميع تجمّدوا حولي كأنّهم أصيبوا بقدرة كايسيس.
لأنّني تجمّدتُ أنا أيضًا.
‘ما معنى هذا التّصريح بالضّبط؟’
رغم أنّه لا يمكن أن يكون مشهدًا كهذا، إلّا أنّ رؤية الإمبراطور و الرّجل المسمّى سيروين يتبادلان التّوتّر بينهما بسببي جعلتني أشعر و كأنّ مسلسلًا صباحيًّا يُعرض مباشرةً.
كان قلبي يخفق بقوّة .
أنا فضوليّة لما سيحدث بعد ذلك؟
‘لو لم أكـن طرفًا في هذا المشهد، لاستمتعتُ بهذا الشّعور حقًّا.’
كنتُ سأقضم الفشار و أرتشف المشروبات الغازيّة بينما أشاهدهم .
“كما قلتُ سابقًا.”
حدّقتُ بعينين ضيّقتين في زهور الجليد الجميلة الّتي تنتشر عند قدمي الإمبراطور.
‘ألم تكن تريد إظهار سلوك أفضل لوفـد المملكة؟’
نعم، لا أحد يتفوق على إمبراطورنا في سوء الطباع أينما ذهـب.
الدّلو الّذي يتسرّب داخل المنزل يتسرّب خارجه أيضًا.
“الدّوقة آرييل واحدةٌ من الأشخاص الّذين أثـق بهم للغاية، لذا لا يمكنني تجاهل وقاحة الكاردينال تجاهها بسهولة.”
تصريحٌ من الإمبراطور نفسه.
أصبحت تعابير الكهنة الّذين تجمّعوا خلف ممثليّ الوفد جادّة أيضًا.
إن استمرّ الأمر هكذا، فقد يتحوّل إلى نزاع دولي بسهولة.
لكنّني لم أستطع تخمين سبب غضب الإمبراطور إلى هذا الحدّ و تدخّله.
هل هذا لأنّنا اتّفقنا على إظهار علاقة جيّدة مؤقتة؟
أم لتضييق موقع وفد المملكة في هذه الفرصة و كسب الأفضلية؟
‘مهما كان السّبب، توقّف عند هذا الحدّ.’
قرّرتُ التّدخّل هنا.
لكنّ إجابة سيروين المزعجة جاءت أوّلا.
“إذن. هل تقصـدأنّني غير مناسبٍ كشريك رقص لسموّ الدوقة، يا جلالة الإمبراطور؟”
“بإمكانكَ قول ذلك.”
ازدادت ابتسامة سيروين عمقًا عند سماع كلمات كاسيس.
لكن في الحقيقة، كان من الغريب كيف يمكن لشخص أن يبدو غاضبًا إلى هذا الحد حتى و هو يبتسم.
يبدو و كأنه يتمتع بشخصية بغيضة لا تقـلّ عن شخصية كاسيس.
كيف أصبح كاردينالًا بمثل ههذه الشخصية؟
“آه ، لم أكن أعرف أنّ جلالة الإمبراطور و صاحبة السّموّ الدّوقة مقرّبان إلى هذه الدرجة. يبدو الأمر…..مختلفًا تماما عن الشّائعات الّتي سمعتُها؟”
ساد صمتٌ للحظة.
ثمّ ازداد ضجيج النّبلاء عند هذا التّصريح الجريء من الكاردينال.
ضغطتُ على صدغيّ بسبب شعوري بالصّداع.
على أي حال ، قال الإمبراطور إنّ علاقتنا جيّدة، لكنّ الشّائعات لا تدعم ذلكَ؟
كان الأمر كما لو أنه سخرية علنيّـة.
عندما نظرتُ جانبًا، دخل في مجال رؤيتي تعبير هانويل الشّاحب كأنـه على وشك الإغماء من تصرّف سيروين المفاجئ.
هذا يعني أنّهما لم يكونا متّفقين.
أطلق كايسيس ضحكةً منخفضة.
كان صوت ضحكته الذي ينتشر كريحٍ خفيفةٍ و شظايا الجليد الّتي كانت تنتشر كأنّها تتشقّق مشهدًا جميلًا، لكنّه لم يكن ممتعًا.
‘يا مجنون، توقّف عن اللعب بأعصابه. إذا فقـدَ هذا الرجل صوابه، فهل ستتحمّل المسؤوليّة؟’
تحقّقتُ تلقائيا ممّا إذا كانت نسب كايسيس قد تغيّرت.
خشيتُ أن أضطرّ للخروج للإرشاد اللّيلة.
للأسف، لم تكن القيمة مستقرّة.
بدا وكأنه يحاول كبح غضبه المتصاعد بيأس.
بشكلٍ مفرط.
إلى درجة جعلتني أشعر بالغرابة من ردّ فعله المبالغ فيه على الكلمات التي كانت موجهـة إليّ.
ثمّ قال كايسيس بتلك الابتسامة الخفيفة:
“إذا تـمّ اختيار شريك للرّقصة الأولى للدّوقة هنا، فلن يكون الكاردينال.”
“إذن مَـنْ سيكون؟”
توجّهت عينا كايسيس نحوي.
تجمّدتُ كتمثال. و في الوقت نفسه، انتصب شعر جسدي.
كانت عيناه الزّرقاوان المنحنيتان قليلًا تحذّرانني مسبقًا من أنّه سوف يتسبّب بمشكلة، فانتصب شعر ظهري.
حدّق فيّ وأنا أهـزّ رأسي، ثمّ فتح كايسيس فمـه.
“ذلكَ الشّريك هـو.”
بالتأكيد، حتى لو كان الأمر مجرّد تمثيل، لا يمكنه أن يقول شيئًا مثل: ’الشّريك الّذي يجـب أن يرقص معها ليس أنـتَ بل أنا. أليس كذلك؟‘
من فضلك قـل لا تقـل ذلك!
في لحظة خفـق قلبي بقوّة.
“أخي يحـبّ معلمتـه كثيرًا. إذا كان يجب اختيار شريك الرّقصة الأولى للدّوقة، فمن الأفضل أن يكون أخـي ، تلميذها المقرّب و سموّ الأمير، أليس كذلك؟”
شعرتُ و كأنني نفّـاخـة كانت منتفخة إلى حدّ الانفجار و قد أخذت تنكمش مع صوت هواء يخرج منها.
‘لماذا يقوم هذا الرّجل دائمًا بذكر لوياس البريء في مثل هذه اللّحظات ؟’
توجّهت أنظار الكاردينالين الهادئة إلى لوياس الملتصق بجانبي.
عندما رأيتُ اهتزاز كتفيّ الطفل، لم أعـد أستطيع التّحمل.
“توقّفوا الآن.”
دفعتُ لوياس قليلًا إلى الجانب دونَ إخفاء تعبيري البارد و تقدّمتُ.
لا تعذّبوا طفلي، أيّها البالغون الأوغاد.
” لا أعتقد أنّني قلتُ إنّني سأرقص مع أحـد أصلاً. و حتّى لو قررت الرقص، فأنا مَـنْ سيختار شريكي.”
التعليقات لهذا الفصل " 83"