قلّـة من الأشخاص فقط هم مـنْ يستطيعون الغضب علنًا أمام وجـه كهذا.
رغمَ أن سيروين كان يظهر ابتسامةٍ أكبر مما سبق إلا أنها كانت تبدو مشؤومة بالنسبة لي .
عندها أومأت.
“التّسامح مسألة منفصلة. لكن، كنوع من الاعتذار عن تلك الوقاحة، أتمنّى أن تجيبا على سؤالي.”
“يمكنكِ أن تسالي عن أي شيء.”
رأيتُ المستيقظين الآخرين الذين كانوا يبدون ككلبٍ حذر أمام لصٍّ يخفّفون من حدّتهم، راضين ربّما بإجابة هانويل المهذّبة.
لو رآهم أحدٌ، لظنّ أن النبلاء المستيقظين في الإمبراطوريّة يحبّونني و يعتزّون بي كثيرًا. رغمَ أنّهم عادة كانوا يبدون كأنهم يريدون عضي و تمزيقي حتّى الموت.
“أريد أن أسأل الكاردينالين ممثّلي وفد المملكة.”
على أيّ حال، يجب أن أعرف نوايا هذين الشخصين.
و مَـنْ هو زعيم الأشرار أيضًا.
و لماذا أصبح زعيم الأشرار مرشّحًا لمهمّتي أصلاً!
“ما هي أكبر أمنية تريدون تحقيقها من خلال زيارة الإمبراطوريّة.”
تلقيت نظرات محتارة كأنها لم تفهم شيئًا على الإطلاق.
من الطّبيعي أن يجدني الآخرون غريبة لأنني لم أوبّـخ الكاردينال الوقـح و خرجت بكلام آخر.
“لا أعرف لماذا تسأل صاحبة السّمو عن ذلك، لكنّني سأجيب بصدق. بالنّسبة لي، أنا مهتم جدا بتوازن القوى بين السّحرة و المستيقظين.”
حدّق هانويل بعينين جادّتين فيّ مباشرة.
كانت عيناه التي تلمع بالإصرار مختلفةً كثيرًا عن النّظرة المهذّبة السّابقة.
“لذا، أتمنّى من خلال هذه الزيارة الحصول على فرصة لمناقشة ذلك مع صاحبة السمو.”
“إذن الكاردينال الآخر يريد الرّقص معي، و أنـتَ الآن تريد فرصة للحديث معي ، أليس كذلك؟.”
على أي حال، هذا يعني أنّـه هو أيضًا مهتـمّ بـي.
سخرتُ ببرود و أجـبتُ.
كنتُ أتساءل إن كان سيغير تعبيره أو يكشف نواياه فورًا، لكنّه لم يكن سهلا إلى هذا الحدّ.
أومأ الرجل مبتسمًا بلطفٍ و قال نعم.
“يمكن تلخيص الأمر هكذا. نعم، أنا مهتمّ بشكلٍ خاص بكيفية عمل قوّة السّاحر داخل البوابة. إن سمحـتِ بزيارة برج السّحر، فسأكون سعيدا.”
“اهتمام أكاديمي فقط؟”
“نعم، سمو الدّوقة. سأكون ممتنًّا لو منحتِني مثل هذه الفرصة.”
أدرتُ عينيّ.
“إذن، الشخص الآخر. ماذا عن الكاردينال سيروين؟”
بسبب إشارتي الوقحة، رأيتُ وجوه كهنة الوفـد الآخرين تتقلّص بانزعاج.
لكنّهم لا يستطيعون قول شيء.
لأنّه الطرف الذي قام بتصرف وقـح أولا.
كان سيروين يوجّـه إلي نظرة ملحّـة ككلبٍ مطيع، فتعمدت عدم إخفاء الإحتقار في نظراتي و كلامي.
“بالتّأكيد أنـتَ لا تريد الرقص معي فقط، إذن ما الذي تريده حقًّا من الإمبراطوريّة؟”
عندها قام هذا الرّجل الوقـح بالاقتراب مني بخطوة واحدة.
“أنا مهتمّ بسمو الدّوقة.”
ثمّ أخـذ يثرثر بمثل هذا الهراء.
“مـاذا؟”
“آه، لقد أخطأتُ في الكلام. أريد الاقتراب من صاحبة السّموّ من خلال هذه الزّيارة.”
“…..”
ما هذا الشخص المجنون بالضّبط؟
هل هو حقًّا زعيم الأشرار.
عندما كان شكّي يزداد ، سمعتُ ضحكةً منخفضة.
“يا له من مشهد ممتـع.”
لم تكن ضحكـة مستمتعة حقًّا.
في الوقت نفسه، ظهرت زهرة زرقاء من أغصان جليدٍ حادّة أمامي.
و بالضّبط، قامت تلك الزّهور الجليديّة بمنع سيروين من الاقتراب مني.
التعليقات لهذا الفصل " 82"