عندما انضممت إلى الفرسان و دخلت الغابة.
─دينغ
كما هو متوقع، رن إشعار المهمة.
رفعتُ عيني قليلاً لأرى نافذة النظام . فوجدتها تومض باللون الأحمر كما لو كانت عاجلة، و قد ملأت رؤيتي.
[مهمة مفاجئة!
هناك أشخاص مجهولون في الغابة.
تـمّ اكتشاف نوايا قاتلة.
لديهم مشاعر سيئة تجاهكِ و تجاه رفاقك.
استخدمي السحر لإيقافهم من أجل البقاء على قيد الحياة.
في حالة البقاء: جمع نقاط كبيرة لاستقرار الجسد و الروح
في حالة الفشل: الموت الأبدي]
اللعنة. لا داعي للقلق بشأن قدوم الأشرار أم لا.
ربّما عيناي الآن مظلمتان بشكلٍ مخيف.
‘في النهاية، سأضطر لمواجهة الناس بالسحر.’
لقد جاء ما كنتُ أخشاه.
على أي حال، كان عليّ أن أجري مبارزة مع السير ديكاردو قبل عرض السحر أمام البوابة.
لكن تلكَ المبارزة لم تتطلب قتل الخصم.
‘هذا مختلف.’
هل يمكنني حقًا استخدام السحر لقتل شخصٍ ما؟
لسوء الحظ أو لحسن الحظ، كانت قوّة السحر المفعّل مضمونة.
ربّما لأنني لا أفعّلـه بنفسي، بل بمساعدة النظام؟
خلال التدريب، لم يفوّت السحر الذي أطلقته الهدف أبدًا.
لقد رأيتُه عدة مرات ينطلق كالبرق و يضرب بقوّة هائلة.
‘كان يمزّق الهدف بوحشية.’
إذا رأيتُ موت شخصٍ ما بسببِ استخدامي للسحر و فقدتُ صوابي، ماذا سيقول مَـنْ حولي؟
الأكيد أن هيلاريا الأصلية لم تكـن لتفكر في مثل هذه الأمور.
‘لذلك تركتُ جميع السحرة ورائي.’
عضضتُ شفتي بقوّة.
بينما كنتُ أفكر فيما إذا كان عليّ التحرك مع الفرسان ، ظهرت نافذة النظام مرّةً أخرى.
[لمتابعة المهمة المفاجئة، اختاري واحدًا من الخيارات الثلاثة:
1) التحرك مع الفرسان
2) التحرك مع الإمبراطور
3) التحرك بمفردكِ]
ليس لدي خيار آخر إذًا.
أمسكتُ بلجام الحصان و أبطأتُ سرعتي للتراجع.
بالطبع، لم يكن الجميع يتجاهل حركتي في مؤخرة المجموعة.
‘سموّ الدوقة؟’
كان هناك ديكاردو الذي فتـحَ فمـه و أخذ يرمي كلمات بتعجب.
رفعتُ يدي إلى فمًي و أشرتُ بسبابتي.
‘أغلق فمـكَ، من فضلك.’
أرسلتُ إشارة للصمت، لكن لماذا احمرّ وجهه؟
ابتلعتُ شعور الضيق الغامض و أومأتُ برأسي و أرسلتُ الفرسان.
‘لا يهـم، سأختار الخيار الثالث، التحرك بمفردي!’
سيكون الأمر على ما يرام بطريقةٍ ما.
انحرفتُ إلى ممرّ جانبيّ.
* * *
ألقى ديكاردو نظرات قلقة إلى الخلف عدّة مرات، ثم تنهّـد.
لقد اختفت الدوقة تمامًا.
بالطبع، هذه غابة الدّوقة آرييل، لذا فهي تعرفها أكثر منه هو الشخص الغريب.
‘لكن، أليس هذا خطرًا؟’
بفضل رسالة الإمبراطور، كان فرسانه قد تـمّ تحذيرهم بشأن معركة محتملة هنا.
‘تحت اسم القيام بالصيد، و بذريعة معالجة البوابة، يتحرك الفرسان، بينما يواجه جلالة الإمبراطور أي عدو محتمل.’
مَـنْ هو هذا العدو؟
ما الذي يجعل الدوقة، و حتى الإمبراطور، يتحركان بحذر شديد؟
تذكّر الفارس ذو الشعر الأحمر شيئًا، ثم تجمّدت تعابير وجهه.
‘بالتأكيد، أنا غريب.’
هو يفهم لماذا كان زملاؤه يصرخون متهمين إياه بالخيانة، و لماذا يحدّق به الإمبراطور بنظرات غريبة.
‘لكن لا يمكنني ترك الأمر.’
في البداية، كان غضبًا، ثم إحراجًا بسبب أفعاله.
لاحقًا، تراكم شعور بالذنب تجاه الدوقة التي لم تلمـه عاطفيًا.
كل ذلكَ اجتمع، فوجـد نفسه ينظر إليها دونَ وعي.
بعد ذلك، أصبح لا يعرف.
‘نعن
ما ، لا أعرف لماذا أفعل هذا.’
لكن الأكيد أن مشاعره الصادقة كانت تخبره ألا يترك الدوقة تواجه خطرًا بمفردها.
لكن المشكلة أن الطرف الآخر لم يكن لديه أدنى نيّـة لقبول لطفه.
‘في مثل هذه الحالة، ماذا يمكنني أن أفعل؟’
شعـرَ بالقلق و الأسف بشكلٍ غريب.
‘أريد الاقتراب.’
أمسك ديكاردو قبضته بقوة.
* * *
لماذا أشعر بالقشعريرة؟
نزلتُ من الحصان و تحركتُ ممسكة باللجام.
“هل يختبئون في مكانٍ ما هنا؟”
لكن النظام صامت.
كنتُ أثـق أن النظام الودود سيحذرني إذا اقترب الأعداء.
أليس كذلك؟
همستُ بأفكار شبه قسرية و تحركتُ نحو صوت الماء.
ثم ظهرت بحيرة.
“لابأس.”
كانت أشعة الشمس المنعكسة على سطح الماء تتلألأ بشكلٍ جميل.
لكن مهما فكرتُ في الأمر، فإن اختيار المكان كان سيئًا.
‘كايسيس، هذا الرجل. هل استدرجني إلى الغابة عمدًا؟’
كانت الغابة بيئة سيئة لساحرة النار.
مهما كان السحر الذي أستخدمه، سينتهي بي الأمر بإتلاف هذا المشهد الجميل.
‘استخدام الكارثة العظمة مستحيل، و استخدام رمح النار يجب أن يكون بحذر. هل يمكنني استخدام جدار النار؟ أم أنشر سحرًا دفاعيًا و أهرب بسحر الإنتقال؟’
تنهدتُ بقوّة وأنا أقترب من البحيرة لأترك الحصان يشرب، عندما سمعتُ حفيفًا.
ارتجفتُ و وقفت مكاني.
هل هم هنا بالفعل؟
‘ما هذا الصوت؟’
نظرتُ نحو مصدر الصوت، و أنا أحدّق بقوّة.
‘هل هم الأعداء حقًا؟ ها جاؤوا إليّ أولاً بدلاً من الإمبراطور؟’
كان قلبي يكاد ينفجر.
لسـتُ خائفة، لسـتُ خائفة!
بينما كنتُ أردد هذا التعويذة داخليًا و أستعد لإطلاق السحر.
ظهر فجأةً رأس حصان أسود ضخم.
‘رأس… حصان؟’
فتحتُ عيني بدهشة و أنا أرمش، ثم تحدث رأس الحصان:
“هيلاريا، ماذا تفعلين هنا؟”
آه، لم يكـن رأس الحصان، بل صاحب الحصان هو مَـنْ تحدث.
كان الرجل الذي خرج من الأدغال هو كايسيس.
تقابلت عيناي مع عينيه الزرقاوين.
“…جلالتكَ.”
لماذا أنـتَ هنا؟
لقد بذلتُ جهدي لتركتكَ ورائي!
“رأيتكِ تنفصلين عن المجموعة.”
كان يجب أن تتركني و شأني!
بغضّ النظر عن صراخي الداخلي، اقترب الإمبراطور بهدوء و وقـف أمام البحيرة.
“البحيرة رائعة، يا دوقة.”
تحرّك الحصان الأسود الضخم، كما لو كان يقرأ نيّـة سيّـده، و وقـف بجانبِ حصاني و بـدأ يشرب.
كان الحصانان الأبيض و الأسود الواقفين معًا يبدوان كلوحة جميلة.
“هل يمكن تركهما هكذا؟”
رمش كايسيس بعينيه عند كلامي.
سخرتُ داخليًا.
ما هذا التظاهر بالبراءة؟
“ألا يعضّ حصانكَ ذيول الخيول الأخرى بشراسة؟ سمعتُ شيئًا كهذا.”
“آه، سمعتِ هذه الشائعات؟”
نعم، سمعـتُ شيئًا كهذا.
حدّقتُ بحصان الإمبراطور الأسود بشـكّ.
اقترب كايسيس إلى جانبي عند البحيرة و أمال رأسه قليلاً.
“صحيح ، حصاني كان يعضّ ذيول الخيول الذكور التي لا يحبها.”
كنتُ مذهولة.
“و أنـتَ تتركـه يفعل ذلك؟”
“انظري، أليس هادئًا؟”
نظرَ إلى الحصانين، اللذين لم يتقاتلا و كانا هادئين، ثم استدار إليّ و ابتسم.
‘إنّـه يضحك مرّةً أخرى.’
لم يكـن لديه فكرة عن مدى اضطرابي بسببِ ابتسامته. هـزّ كتفيه بلا مبالاة.
“ربما أعجب حصانكِ حصاني. حصانـكِ ذكر، أليس كذلك؟”
“…هل حصانكَ أنثى؟”
“ألا يبدوان جيدين معًا؟”
هـراء.
حصاني لطيف جدًا!
عبستُ بوجهي، فضحك الإمبراطور بقوّة أكبر.
“لماذا أتيـتَ إليّ؟”
تقابلت نظراتنا بعمق.
عندما اقتربَ كايسيس خطوة، تراجعتُ خطوة بشكلٍ لا إرادي.
سأل كايسيس أولاً:
“أنا مَـنْ يريد أن يسأل. لماذا قررتِ التحرك بمفردكِ؟ ماذا عن ذيولكِ التي تتبعكِ كالظل؟”
عبستُ بشدّة عند سماع صوته الذي بـدا وكأنه قلق.
“و جلالتكَ، ماذا عن فرسان الإمبراطورية الذين يتصرفون كالكلاب بلا قيود؟”
على الرّغمِ من نبرتي المهينة المتعمدة، لم يتغير تعبير كايسيس.
‘غريب. لماذا يتصرف بشكلٍ مقلق؟’
عادةً، كان يجب أن يظهر استياءه و يتراجع الآن.
لكن شعوري بأن المسافة بيننا تتقلص جعل قلبي ينبض بقلق.
“لقد ذهبوا لمعالجة البوابة. بما أن الشمس الحمراء ترتفع، فهي ليست في درجة عالية المخاطر، لذا هم كافون.”
كما توقعتُ.
لقد تأكدتُ عدّة مرات.
كان كايسيس لطيفًا بشكلٍ غير عادي.
ليس معي أنا التي تأتي إليه في الليل، بل معي أنا في النهار، مع الدّوقة آرييل .
التعليقات لهذا الفصل " 71"
كاسيس احس كانه ينجذب لا شعوريا لهيلاريا سواء كانت مرشدته او لا
ديكارو حبيبي اثقل فشلتنا….