“أردييل.”
عند سماع صوتي الصارم، عبسَ أردييل بتعبيرٍ متألم و تذمّـر:
“أنا مساعد ساحر!”
“و ما علاقة ذلكَ بهذا الأمر الآن؟ أنتَ مَـنْ يطلب عشرة أمور لمجرّد أني سامحتكَ في واحد”
“لكن يا سيدتي! أنا أفضل من ذلكَ الفارس!”
شعرتُ بالذهول.
ذلكَ الفارس كان ديكاردو، المستيقظ ذو قدرة النباتات، الذي وصلَ إلى هنا بطريقةٍ ما و أقحم نفسه.
“كيف يمكن لفارس مستيقظ، و ليس ساحر ، أن يقوم بحماية سموّ الدّوقة آرييل؟”
بينما كنتُ أشاهد أردييل يعضّ طرف ثوبـه و يصرخ بنبرة شرسة، رد ديكاردو بوقاحة:
“و ما المشكلة؟”
“ماذا قلت؟”
“الصيد مع جلالة الإمبراطور قد يكون صعبًا على ساحر. أليس هذا هو السّبب في أن سموّ الدوقة قررت دخول الغابة بمفردها؟ لذا، عرضتُ حمايتها فقط.”
“ماذا؟ يمكن للسحرة أن يتبعوها بسهولة. إذا كانت هناك مشكلة في اللياقة البدنية، يمكنني أنا مرافقتها!”
“هل يمكنـكَ حمل السيف؟”
“لماذا سأحمل سيفًـا؟ أنا أقاتل بالسحر!”
“على أي حال، أنـتَ غير مناسب للحماية.”
بالأمس في قاعة المأدبة ، تشاجرا بشدة حول مكان لوياس.
‘و الآن يجرّانني إلى هذا الخلاف؟’
بينما كنتُ أنظر إليهما بازدراء، التفت الساحر و المستيقظ، اللذان كانا يحدقان ببعضهما، إليّ فجأة.
“اختاري يا سيدتي!”
“صحيح. يجب أن تختاري من سيذهب معـكِ، سموّ الدّوقة.”
لا، لمـاذا يحدث كل هذا الآن؟
ألا يمكننا الذهاب معًا؟
“لا يمكنني الذهاب مع هذا الرجل!”
“انظروا مَـنْ يتحدث هنا؟”
آه، إذا ذهبنا معًـا، هل سأضطر لمشاهدة هذا الشجار طوال الوقت في الغابة؟
‘و قد نواجه الأشرار الذين يستهدفون الإمبراطور.’
كان أردييل يمسك يديـه بقوة و يعطيني نظرات متلألئة كما لو كان يطلب مني اختياره.
أمّا ديكاردو فقد كان يحدّق بي بنظرة ثابتة.
كانت مجموعة السحرة، التي تراقب الموقف، تضغط قبضاتها لدعم أصغر ساحر.
‘أنا متعبـة بالفعل.’
كيف أصـف هـذا؟
كأنني معلمـة في روضة أطفال؟
بينما كنتُ أعبس بوجه مستاء، رن صوت الإشعار.
─دينغ!
و ظهرت نافذة النظام أمامي.
[لقد ظهرت نقطة تحول مهمة.
حدث يمكن أن يزيد درجة المودة بشكلٍ كبير!
أردييل و ديكاردو.
هما مرشحان لمهمة متعددة الأطراف.
اختيار شخص في هذا الصيد سيمنحك كمية كبيرة من نقاط المودة للدخول إلى المهمة المتعددة الأطراف التالية.
(ملاحظة: يجب استيفاء شرط مسبق قبل فتح المهمة: التواصل مع جميع مرشحي المهمة المتعددة الأطراف)
هل ستختارين؟
1) اختيار أردييل
2) اختيار ديكاردو
3) عدم اختيار أحد
تحذير!
بما أنها نقطة تحول مهمة، فإن نتائج كل خيار مختلفة تمامًا.
اختيار الخيار الثالث لن يغير درجة مودة أحد.
قرري بحكمة.
اختياركِ سيحدد تدفّق المستقبل.]
“……”
تدفق العرق البارد.
أغلقتُ فمي الذي كنتُ سأرد به دونَ تفكير.
‘هل هذه لحظة مهمة؟’
إذًا، هذا يعني أن القتلة المرسلين من الأشرار سيظهرون بالتأكيد في تلكَ الغابة.
قتلـة.
عندما أدركتُ ذلك، شعرتُ بالخوف فجأة.
بالطبع، كنتُ محترفة دخلت البوابات، و رأيتُ الكثير من الجثث و القتلى في السابق.
لكن هذا مختلف.
‘قد أضطر لاستخدام السحر لقتل شخصٍ ما.’
أغمضتُ عيني بقوة، متسائلة إن كان من الأفضل اختيار أحد الشخصين المفيدين هنا.
أم أن دخول الغابة بمفردي سيكون أفضل تحسبًا لأي طارئ.
سحري لم يكـن مثاليًا.
كنتُ أستطيع استخدامه ضمن حدود معينة دونَ أن يُلاحظني أحد، لكن إذا اكتُشِف أي شيء غريب حولي…
‘سأفشل في المهمة و أموت على الفور.’
في الوضع الحالي، حيث كايسيس الذي يشـكّ فيّ يكفي لإرهاقي، هل أزيد شخصًا آخر يشـك فيّ؟
هززتُ رأسي.
“سأذهب بمفردي.”
اتّسعت أعين الجميع.
“سيدتي!”
“سموّكِ! هذا خطير.”
حدّقتُ بشراسة في أردييل و ديكاردو.
أولاً، صرختُ بقسوة في أردييل، الذي كان ينظر إليّ بعيونٍ دامعة:
“لقد تحملتُ تذمركَ غير المعقول لأنني جعلتكَ مساعدًا ساحرًا بسببِ نتائج هذا البحث. لا تتجاوز حدودكَ.”
“سيـ، سيدتي.”
التالي كان ديكاردو.
“و أنـتَ يا سيّد، التـزم حدودكَ. لا أحتاج حماية من مستيقظ. عُـد بسرعة إلى جانبِ جلالة الإمبراطور.”
“لكن صاحبة السموّ، في الغابة…”
“ما الذي يوجد في الغابة….؟”
لن يستطيع الإجابـة. من المحتمل أن استعداد الإمبراطور لشيء ما هو أمر يعرفه فقط أقرب المقربين.
عندما حدّقتُ به بشراسة كتحذير ليحفظ لسانه، بـدا الفارس الثابت متجهمًا أخيرًا.
[تـمّ اختيار نقطة التحول.
لقد اخترتِ التحرك بمفردك.
سيؤثر هذا بشكل كبير على التطورات القادمة.
نتمنى لكِ مسارًا حكيمًا!]
بعد أن أحبطتُ الرجلين بكلامي و نظراتي، شعرتُ بالضيق و استدرتُ.
ثم انحنيتُ إلى الطفل الصغير الذي كان ينتظر بين السحرة.
لوياس.
كانت عيناه المتألقتان تحملان القلق بوضوح.
بما أنه طفل فقـدَ أمّـه أمام عينيه، فمن الطبيعي أن يقلق على معلمته التي ستدخل الغابة التي تحتوي على بوابة بمفرده.
في الحقيقة، أنا خائفة أيضًا!
“لوياس.”
عندما ناديتُ اسمه، بـدت عيناه المتألقة جميلة.
لو كنتُ أستطيع فقط أن أحـبّ هذا الطفل، أعتني به، و أعيش هكذا.
أن أتخلى عن دور المعلمة القاسية و الباردة، أمسك يـده ، أمشي معـه، و أجلسه على ركبتي.
“انتظر بطاعة في الخيمة. هل فهمت؟”
قام بهـزّ رأسـه على كلامي.
“أحسنتَ. طفل جيّـد.”
أعطيتُ السحرة الآخرين نظرة حادة ليحموا هذا الطفل جيدًا.
‘هذه القطة السمينة، أليس من الأفضل لو أنها بقيت بجانبِ الطفل لحمايته؟’
ماذا لو هاجم الأشرار هذا المكان؟
تذكرتُ كلام الإمبراطور وأنا أتذمر من اختفاء لوسي مرّةً أخرى.
‘لم تدخل البوابة مرّةً أخرى، أليس كذلك؟’
على الرّغمِ من إصراري حينها، لم يكن من المحتمل أن يكون كايسيس قد أخطأ في رؤية شيء ما.
بالتأكيد، كانت مرشدتي السمينة تدخل و تخرج من البوابات.
لأسباب لا أعرفها.
“أحضر الحصان.”
اقترب أحد السحرة المنتظرين بتعبير قلق، ممسكًا بلجام الحصان.
‘هذا حصاني.’
حصان ذكر أبيض ضخم بلبدة جميلة جدًا.
كان حصانًا ثمينًا كانت الدّوقة آرييل تهتم به كثيرًا.
و مع ذلك، لم يكن له اسم.
قد يعتقد الآخرون أن عدم تسميته يعكس برودة و طباع الدوقة، لكنني أعرف.
‘ربّما لم ترغب في التعلق به أو تحمل مسؤولية أي شيء.’
ركبـتُ السرج.
ارتفـعَ جسدي فجأة.
بصراحة، كنتُ أرتجف داخليًا.
‘لن أسقـط، أليس كذلك؟’
إذا لاحظ الآخرون بأنني لا أستطيع ركوب حصان ، سأصاب بنوبة قلبية.
قبل المغادرة، تدربتُ سرًا في إسطبل القصر، و نجحتُ في ركوب الحصان بأمان.
كم كنتُ أتمنى لو كان السحر سهلاً مثل ركوب الخيل.
على أي حال، بفضل التدريب المسبق، نجحتُ في ركوب الحصان بسلاسة.
‘آه، لحسن الحظ!’
جلستُ على السرج بأناقة كما لو كان الأمر عاديًا، و نظرتُ إلى الأسفل، فرأيتُ وجوه السحرة المتألمة و وجه الفارس المستيقظ المتجهم.
“سأذهب إذًا.”
كان موكب الإمبراطور و المستيقظين قد اختفى بالفعل في الغابة.
على أي حال، كان عليّ التظاهر بالتجوال، لذا كان يجب أن أنضم إليهم بسرعة.
“هيا.”
صهيل!
كبحتُ التوتر الذي جعل قلبي يكـاد ينفجر، و سحبتُ اللجام.
التعليقات لهذا الفصل " 70"
حبيت انها رفضتهم كلهم
شكرا على الدفعة الرهيبة❤️🔥❤️🔥❤️🔥