على الرّغمِ من أنه لم يكن لبقًا، عندما رأيتُ عيونه المليئة بالمودة، خفّـت مشاعري الحادة قليلاً.
بالأحرى، شعرتُ بالإرهاق.
عيون هذا الرجل الجاد بـدت و كأنها لن تغضب مهما قلتُ من كلمات قاسية.
‘هيلاريا ، كان لديكِ شخص يحبّـكِ هكذا.’
في حياتي السابقة، وجود شخص يحبني كان أمرًا غريبًا بالنسبة لي.
شعرتُ ببعض الغيرة من هيلاريا، ولهذا شعرتُ بالضيق من الرجل أمامي.
لأنني لسـتُ هي.
“لماذا تصرفتَ هكذا أمام الإمبراطور؟”
ارتجفت عيون كالزن تحت استجوابي.
و أجاب بحذر:
“أنا آسف حقًا. لم أقصد إغضابكِ. فقط، مـرّ وقت طويل جدًا. خلال غيابكِ، كنتُ تبدين و كأنّـكِ تغيّرتِ كثيرًا…”
بالتأكيد كان يتحدث عن الفستان.
‘لماذا الجميع مهتمون بملابسي؟ مَنٔ يسمع كلامهم سيظن أن هيلاريا هي البطلة.’
أطلقت تنهيدة طويلة.
لاحظتُ ارتعاشه عند تنهّدي، لكنني لم أقل شيئًا.
أضاف كالزن بحذر:
“كنتُ أشعر بالغيرة. بدوتِ قريبة جدًا من جلالة الإمبراطور. يبدو أنّـه مهتم بـكِ فقط. هل هناك سبب آخر؟ هل هو…”
“تسك.”
كان هذا هراءً جديدًا.
ربّما ذلكَ صحيح في الليل ، لكن أن تبدو الدوقة و الإمبراطور قريبين من بعضهما في النهار؟ و أيضًا ذلكَ يجعله يشعر بالغيرة؟
سخرتُ ببرود:
“لا يوجد هراء أكبر من هذا.”
تشوه وجهه الوسيم كما لو كان يشعر بالظّلم.
“ليس هراءً! قد لا تلاحظين، لكن الطريقة التي ينظر بها جلالة الإمبراطور إليكِ ليست كتلك التي ينظر بها إلى شخصٍ عادي.”
“كالزن.”
“……”
نظرتُ إلى الرجل الذي أغلق فمـه و حاولتُ أن أبدو أكثر برودة ممكن.
“لا أتذكّر كيف كنـا أنا و أنـتَ في الماضي.”
“هيلاريا!”
“أنا أحذرك.”
دسـتُ على الأرض بقوة.
“اعرف حدودكَ.”
“هيـ، هيلاريا.”
“و هذا الاسم.”
حدّقتُ في الرجل المصدوم و اغتنمتُ الفرصة لتأكيد الأمر:
“كيف تجرؤ على مناداة الدوقة باسمها؟ هل أنا مجرّد صديقة طفولتكِ؟ هل تعرف مَـن أنا حقًّـا؟”
“أنا…”
“أنـتَ الآن تسيء إلى شرفي. هل هذا ما تريده؟”
“…..!”
رأيتُ مشاعره المتأرجحة و حذرتُه ببرود، كاشفة عن أسناني.
لم يكن من السهل الغضب على شخصٍ ما، لكن على الرّغمِ من خفقان قلبي، خرجت الكلمات الباردة بشكلٍ طبيعي كما لو كانت عادة.
“لا! بالطبع لا.”
“إذًا، عليكَ التمييز بين الحياة العامة و الخاصة. هل ما زلتَ تعتقد أنني مجرّد نبيلة بلا لقب؟”
“…أنا…”
وجه الرجل الوسيم الباهت جعلني أشعر بالألم.
“أنا آسف.”
رفعتُ عيني بصمت، فقال كالزن بحزن:
“… لقد أخطأتُ. نعم، أنا أعرف. لقد أخطأتُ في الكثير من الأشياء. مناداتـكِ باسمـكِ أمام الجميع و إهانة مكانتـكِ. أنا فقط… كرهتُ الجزء الذي لا أعرفه منـكِ.”
كان الرجل الذي كان على وشكِ قول المزيد، يخفض رأسه.
“أنا آسف، سيدتي.”
“…..”
“لقد تجاوزتُ حدودي. نسيتُ مكانتي كوكيل الإقطاعية و تصرفتُ بوقاحة أمام الغرباء.”
شعرتُ بالذنب لرؤيته ينحني كمرؤوس، لكن هذا كان أفضل.
كان أفضل بكثير من جذب النظرات المشبوهة بسببِ سلوك غير ضروري.
“حسنًا.”
“……”
“كُـن حذرًا في المستقبل. حتى يغادر ضيوف العائلة الإمبراطورية، عليكَ أن تميّـز بين حياتكَ العامة و الخاصة بوضوح. هل فهمت؟”
“نعم، فهمتُ. …أتمنى لكِ ليلة هادئة.”
“…..”
بعد أن غادر كالزن، ملقيًا نظرات مليئة بالتعلق، وقفتُ هناك للحظة ثم عـدتُ للسير.
عندما وصلتُ إلى نهاية الممر، و قمت بالإلتفاف حول الزاوية و وصلتُ خلف أحد الأعمدة، تنفستُ بعمق.
التعليقات لهذا الفصل " 66"
صار يراقبها بالسر كمان؟ كاسيس ياخرطي بس ان كمل كذا مو بعيدة يكشفها قريب الا ان لعبتها البطلة صح