بمفردي، رفعتُ رأسي ونظرتُ إلى الغرفة.
هنا، الغرفة التي استخدمتها هيلاريا لفترةٍ طويلة، فضاؤها الخاص.
لكن، لسببٍ ما…
“تبدو فارغة.”
ما الفرق بينها و بين مكتبي الموجود في القصر الإمبراطوري؟
مكتب واسع، كتب متراكمة.
نظرتُ حولي دون سبب.
هل هناك، ربما، يوميات أو أي دليل مشابه؟
في قصص التجسد، من المألوف جدًا العثور على يوميات صاحب الجسد الأصلي.
في تلكَ اللّحظة اللحظة، رن صوت:
دينغ،
كما توقعتُ.
[كانت هيلاريا دوقة شابة تخفي الكثير.
أصبحت سيّدة قلعة الدّوق في سن مبكرة.
افحصي الغرفة جيدًا.]
هل هذا كل شيء؟
لم تكن مهمة، ولم يُذكر أي مكافأة أو عقوبة للفشل.
ضممتُ شفتيّ، لكنني بدأتُ أبحث عن أي أدلة محتملة.
لم تظهر هذه النافذة دون سبب.
“لحظة. هيلاريا ساحرة عظيمة، أليس كذلك؟ إذا أرادت إخفاء شيء، ألم تستخدم السحر؟”
بالطبع، بما أنني ساحرة غير شرعية، لا أستطيع استخدام تعويذات فك التشفير أو البحث. لكن…
“لدي عيون ترى المانا.”
بينما كنتُ أنظر حولي، لفتت انتباهي زخرفة على شكل طائر بارزة على الحائط الأيمن.
عندما ضغطتُ برفق على رأس الطائر، ظهرت خيوط تشبه شقوق الباب على الحائط.
‘أوه، كما توقعتُ، هناك فضاء سري.’
دندنتُ وأنا أفتح الباب وأدخل…
“آه، يا إلهي!”
…كـدتُ أشعر بالخوف.
كان الفضاء المظلم عبارة عن ممر طويل، وكانت هناك لوحات معلقة على الجدران الجانبية.
اتجهت نظرتي إلى لوحة رجل ذو مظهر بارد بشكلٍ مخيف، مما جعل قلبي يكاد يتوقف!
“ما هذا المكان؟”
لماذا أُخفيت هذه اللوحات في فضاء سري؟
هل كانت مكروهة؟ أم أن هناك شيئًا لا يمكن إظهاره للآخرين؟
أملت رأسي ثم تقدمتُ إلى الداخل.
فحصتُ بعناية اللوحة التي تلاقت نظراتي مع عينيّ الرجل المرسوم فيها عند دخولي و أذهلتني.
“نظراته الشرسة تجعلني أعتقد أنه والد هيلاريا.”
يبدو أنه الدّوق السّابق لعائلة آرييل.
بينما كنتُ أنظر إلى هذا الرجل المخيف في منتصف العمر، تذكرتُ ما أظهره النظام من قبل.
‘ساحر يكره المستيقظين، و وريثته الشرعية. قيل إن هيلاريا ختمت قواها كمرشدة في عينيها حتى وفاتها.’
قوّة المرشد فطرية.
من المستحيل ألا يعرف رئيس عائلة سحرية أن ابنته تمتلك قوة فطرية، و من المستحيل أكثر أن يتركها دونَ تدخل.
كيف يمكن لدوقة شابة أن تغلق قوتها بنفسها؟
“هذا الرجل هو مَنٔ فعل ذلك.”
ما زلتُ لا أفهم كيف أغلق تلكَ القوّة في عينيها، و لماذا يتغير لون عينيها فقط عند استخدام القوة.
لكن، إذا كان إغلاق القوة بالكامل أمرًا سهلاً، ألن يختار معظمهم إخفاء قوتهم و العيش كأشخاص عاديين؟
لم أستطع إخفاء شعوري بعدم الراحة و مررتُ بلوحة الدّوق السّابق.
“واو، جميلة.”
اللوحة التالية كانت سلسلة من صور شخصٍ ما.
من طفلة رضيعة، إلى فتاة صغيرة ذات خدود وردية، إلى شابة ناضجة.
كانت لوحات هيلاريا.
“كانت لطيفة جدًا عندما كانت صغيرة. انظروا إلى خديها الممتلئتين.”
لكن مع مرور الوقت، أصبحت الفتاة في اللوحات كئيبة.
حتى في اللوحات، كان شعورها واضحًا.
يبدو أن هيلاريا، التي نشأت في قلعة الدوقة، لم تقضِ طفولة سعيدة.
“شعور سيء.”
وقفتُ أمام آخر لوحة، حيث كانت هيلاريا تحدّق إلى الأمام بتعبير قاسٍ.
“آسفة لأنني استوليتُ على جسدكِ. لكنني أريد البقاء على قيدِ الحياة، و سأبذل قصارى جهدي.”
بينما كنتُ أقسم إلى هيلاريا الحقيقية، لاحظتُ شيئًا.
“مـ، ما هذا؟”
في الطرف الأيمن لإطار اللوحة الأخيرة، شعرتُ بمانا خافتة.
عندما وضعتُ يدي بحذر، سمعتُ صوت طقطقة.
“هل جعلتِه يتذكر المانا الخاصة بكِ؟”
كان نوعًا من تخزين المانا، مشابه لفكرة فتح قفل ببصمة الإصبع.
“مهما فكرتُ في الأمى، فإنّ هيلاريا عبقرية بالتأكيد.”
لكن لماذا وضعت مثل هذه الحماية الشديدة لإخفاء شيء ما؟
نظرتُ إلى الداخل و رأيتُ دفترًا أسود.
أمسكتُ بالدفتر الرفيع و أخرجته.
في تلك اللحظة، ظهرت نافذة النظام فجأة.
[تهانينا.
لقد اكتشفتِ يوميات هيلاريا المخفية!
نقاط المعرفة ترتفع.
تحصلين على قطعة من ????.]
هل هذه يوميات حقًا؟
فتحتُ الدفتر و أنا في حالة ذهول.
أصدر الدفتر، الذي لم يُفتح منذُ فترةٍ طويلة، صوت طقطقة.
نظرتُ إلى الداخل و أعجبتُ به بصمت.
“كيف يمكنها كتابة يوميات بهذه الطريقة؟”
الجملة الأولى كانت قاسية جدًا.
[أنا فاشلة.]
يا سيدتي، خففي قليلاً…
كانت اليوميات مكونة من جمل قصيرة، ليست سميكة، لذا بـدت و كأنها ستُقـرأ بسرعة.
أنصتُّ للأصوات الخارجية و قلبتُ الصفحات بسرعة.
[هل يمكنني أن أصبح ساحرة عظيمة؟ توقعات والدي تضغط عليّ يومًا بعد يوم.]
هي أيضًا كانت تمتلك همومًا.
‘هيلاريا، آسفة. لقد جعلتكِ ساحرة عظيمة ناقصة.’
ذرفت دموع أسف في داخلي و اعتذرتُ.
[لا أستطيع فهم المستيقظين. لماذا يتصرفون كالوحوش؟]
لا أعرف مَـنْ الشخص الذي قابلته، لكن من الواضح أنه تصرف ككلب أمام رئيسة السحرة أو وريثته.
حتى أنا، عندما دخلتُ القصر الإمبراطوري لأول مرة، كنتُ مرتبكة.
[أريد أن أقتلع عينيّ.]
هذا، حسنًا…
شعرتُ بوخز في عينيّ و ضغطتُ على وجهي.
كما هو متوقع، هيلاريا، التي كانت فخورة بكونها ساحرة، لم تستطع قبول أنها تمتلك قوة مرشدة.
عندما قلبّتُ المزيد من الصفحات، علقت عيني على جملة.
[مرّة في السنة. في كل عيد ميلاد، أشتري فستانًا. لكنني لن أرتديه أبدًا.]
ما معنى هذا؟
فكرتُ في مكتبي في العاصمة، و الملابس في القصر.
بالطبع، كانت هيلاريا دوقـة ، ثريـة ، و شابّـة.
كان ارتداء ملابس بسيطة في مجتمع النبلاء عارًا لا يُطاق.
لذا، كانت هناك العديد من الإكسسوارات، الفساتين، والأحذية.
كثيرة، لكن…
‘معظمها كانت فساتين ثقيلة بألوان داكنة، أليس كذلك؟’
و علاوةً على ذلك، بما أن السحرة هم نوع من الموظفين العموميين، كانوا يرتدون ملابس السحرة ذات القلنسوة في معظم الأعمال.
‘في الحقيقة، أنـتِ كنـتِ ترغبين في ارتداء مثل هذه الفساتين. كنتِ غنية، فلماذا لم تفعلي؟ يا للأسف.’
في تلكَ اللّحظة .
شعرتُ بحركة أشخاص بالخارج.
أعدتُ الدفتر بسرعة إلى مكانه، أغلقتُ الباب، و خرجتُ.
بعد لحظات، سمعتُ طرقًا على الباب.
“ادخلوا.”
فتح الباب، و دخلت خادمات بوجوه خالية من التعبير.
كانت المرأة في منتصف العمر ذات الوجه المجعد في المقدمة، و من المؤكد أنها خادمة قديمة في العائلة رأتني منذُ الطفولة.
قالت:
“سنجهزكِ للمأدبة، سيدتي.”
كانت هادئة و باردة بشكلٍ مدهش.
لم تكن هناك نظرات متبادلة أو تحيات.
‘الآن أفهم طبيعة العلاقة مع خدم العائلة.’
كان ابن المربية استثناءً حقًا.
أومأتُ بصمت.
كان هذا أفضل بالنّسبةِ لي.
بمجرد منحهم إذني، بدأت الخادمات بالتحرك بسرعة. رأيتُ الملابس التي جلبوها.
كانت ملابس داخلية عملية و جميلة دونَ مبالغة. لكنني تذكرتُ محتوى اليوميات.
الفساتين التي جمعتها هيلاريا دونَ أن ترتديها.
هل كانت تشتريها في أعياد ميلادها وترسلها إلى قلعة الدوقية؟
بينما كنتُ أنظر إلى الخادمة في منتصف العمر ذات الوجه الهادئ، شعرتُ وكأنها شخصية حافظت على أسرار هيلاريا.
سألتُ لأختبرها:
“الفساتين الأخرى.”
نظرت إليّ الخادمة بعيون متسعة.
“أحضريها أيضًا.”
كان ذلكَ مفاجئًا.
بمجرّد أن انتهيتُ من الحديث، ابتسمت الخادمة بهدوء.
“نعم، سيدتي. سأحضرها فورًا.”
أجابت كما لو كانت تنتظر تلكَ الكلمات فقط.
التعليقات لهذا الفصل " 63"
شكل هيلاريا عانت كثيرة