شعرتُ بقشعريرة في ظهري.
‘لا يمكن أن يكون ذلكَ صحيحًا، أليس كذلك؟’
نظرتُ بذهول إلى لوسی، القطة التي كانت في حضن لوياس.
“……”
“……”
مـرّ صمت قصير للغاية.
لكن هذه القطة اللعينة، ألم تبتسم في وجهي الآن بنظرتها الشريرة؟
كما لو كانت تقرأ أفكاري!
‘أنـتِ!’
صرختُ داخليًا.
‘قلتِ لا يجب أن يتمّ كشفي. لقد أخبرتني ألا أدع أحدًا يكتشف أنني لستُ الدّوقة آرييل ! فما هذه المهمة متعددة الجوانب الآن ؟ هل جننـتِ؟’
حياة يجب ألا أكتشَف فيها.
منذُ البداية، كنتُ مختلفة عن البطلة.
كان بإمكانها أن تُحِـبّ و تُحَـبّ بحرية في الجسد الذي تمتلكه ، لكن حياتي على المحكّ.
آه، كم كان هذا مؤلمًا.
“مياو.”
مع كل هذه الأعين التي تراقب، لم أستطع توبيخ القطة السمينة التي تلعق قدميها و تتمدد .
لم يكن بإمكاني فعل شيء سوى التنفس بغضب فقط.
* * *
‘الزعيم قادم.’
أقرب شخص إلى الزعيم.
كان هذا اللقب الأكثر شرفًا الذي حصل عليه.
‘فشلتُ في خطة قتل الإمبراطور داخل البوابة.’
على الرّغمِ من أن الزعيم عفـا عنه و سامحه، إلا أنه كان يعرف.
يعرف مدى رعب تلكَ الشخصية التي مُنحت القوة المقدسة.
‘لذا، يجب أن أحقق إنجازًا.’
قبل أن يصل ذلكَ الشخص إلى الإمبراطورية.
و من خلال الرسائل المتبادلة مع الزعيم، استغل الفرصة التي إتيحت له.
“لأسباب لا أفهمها ، الزعيم يريد رفيقة الإمبراطور الحقيقية.”
ابتسم الشخص الأقرب إلى الزعيم بطمع.
“مرشدة الإمبراطور.”
جاءت فرصة أخرى للشّخص الذي فشل.
البوابات تخص ذلكَ الشخص المقدس.
الإمبراطور الذي دخل البوابة، و رفيقته الحقيقية هي مـنْ أنقذتـه بكل تأكيد.
لكم منذُ ذلك الحين، تغيرت نبوءة ذلكَ الشخص.
أراد ذلكَ الوجود. أمـرَ بإحضاره حيًـا إليه.
كانت هذه فرصة من السماء.
‘إذا وجدتُ الرفيقة الحقيقية للإمبراطور و أحضرتها…’
ربّما سيُمنح قوة مباشرةً من ذلك الشخص، مثل الزعيم!
بالطبع، كانت هناك مشكلة.
‘حتى مع هجمات السّحرة و المستيقظين، لم نجـد ذلكَ الوجود بعد.’
غرقت عيناه في الكآبة.
شخص يخدع أعين البوابة.
شخص لا يمكن العثور على أثره حتى من قبل أقوى الأشخاص في الإمبراطورية.
لا يمكن أن يكون وجودًا عاديًا.
روح خاصّـة مثل الوعاء الذي وجدوه.
و مضت عيناه.
“إذًا، الدليل يكمن في محيط الإمبراطور، لذا لا خيار سوى تعريضه للخطر.”
في الوقت المناسب، تلقى أخبارًا عن انتقال الإمبراطور و الدّوقة إلى الدوقية قبل أي شخص آخر.
لأنه كان نبيلًا مركزيًا في الإمبراطورية.
‘كايسيس ذكي.’
لم يكن شخصًا غبي لا يفكر.
كان يعلم أن هذا فـخّ موجه لهم.
لو كان الأمر مهمًا، لكان بإمكانهم التحرك بهدوء.
لكن الإمبراطور تصرف بشكلٍ عكسي.
‘إذًا…’
على أي حال، تـمّ الإمساك بالذيل.
لن يكون سيئًا أن يُظهروا قوتهم لكل من الدوقة و الإمبراطور في هذه الفرصة لزرع الخوف فيهم.
‘ربما يمكننا إيذاء أحدهما بشدة. عندها، ستظهر مرشدة الإمبراطور بالتأكيد.’
أمـرَ أحد أتباعـه بنظراتٍ قاتمة:
“أرسل أولئك المشبعين بالعقار.”
* * *
“ههه، سيدتي. هذا الحساء قمتُ بطهيه. أليس شخص مثلي مساعد ساحر لا مثيل له؟”
من فضلك، توقف عن الثرثرة و ابقَ هادئًا، أردييل.
“ما الذي حدثَ لأخلاق السحرة؟ ألا تعلم أن تصرفاتك تضرّ بسمعة الدوقة؟”
يا ذراع الإمبراطور الأيمن.
لماذا تثير مشكلة مع ساحرنا الصغير؟
قبل أن أتمكن من التدخل، رفع ساحرنا الصغير عينيه بنظرة غاضبة.
“ماذا قلتَ؟”
“جلالة الإمبراطور موجود هنا. التزم بالأدب.”
“هاي، هل تحدثتَ بطريقة غير رسمية؟”
“ههه، مضحك. كم عمرك؟”
يا سادة، هل يمكنكما التوقف عن هذه التصرفات الصبيانية؟
لكن المشكلة الأكبر لم تكن في الساحر و المستيقظ اللذين يتشاجران كالكلب و القط أمامي.
“يبدو الأمر ممتعًا، يا دوقة.”
“…..”
بل كانت في وجود رجل يبدو غاضبًا لسببٍ ما.
‘لماذا أنـتَ غاضب الآن؟’
للأسف، كنتُ جالسة على نفس الطاولة البسيطة مع الإمبراطور، و أنا احدّق ببرود في الطعام الذي يبدو فاخرًا بالنسبة لمكان خارجي.
يبدو أنهم اتفقوا على وضعي أنا و الإمبراطور، الأعلى مكانة، على طاولة واحدة بعد تبادل النظرات.
‘الجميع مجانين.’
انظروا إلى السحرة خلفي و المستيقظين خلف الإمبراطور، كيف يحدّقون ببعضهم البعض بشراسة.
هل هذا لتناول الطعام، أم لجعل الطعام يخرج من الأنف؟
الوحيد الذي كان يضحك هنا كان لوياس، الجالس بجانب الطاولة بيني و بين الإمبراطور.
كان صوت الحشرات يضيف جوًا جميلًا.
“ما الذي تقصده، جلالتكَ؟”
أشار كايسيس بعبوس:
“إن رؤية هذين الاثنين أمر مضحك”
“……”
“……”
توقف أردييل و ديكاردو، اللذين كانا يتشاجران، عن الكلام بعد أن شعرا بالجو البارد المنبعث منه.
كان يجب عليهما التوقف.
استمر كلام الإمبراطور.
“فارسي المخلص قلـق على سمعتكِ.”
انتقلت نظرته البطيئة إلى ساحرنا الصغير.
“و ساحركِ الجميل يتصرف كجروكِ.”
شعرتُ بالظلم.
“لذا، لا يسعني إلا أن أهنئـكِ.”
“على ماذا، جلالتكَ؟”
“أيّتها الدوقة، أليست شعبيتكِ كبيرة؟”
يبدو أن هذين الاثنين هما مَـنْ أثارا غضبه، فلماذا يوجّه سهم غضبه إليّ؟
شعرتُ بالغضب أيضًا.
“أتساءل حقًا. منذ متى أصبحتِ قريبة من المحيطين بـكِ لدرجة أنهم يتصرفون كظلالكِ؟”
لم أفهم نوع هذا الجدال.
في الإمبراطورية، التصرف كظل يعني، بصراحة، التصرف كبراز سمكة ذهبية.
بينما كان أردييل يعض شفتيه كما لو أن كبرياءه قد جُرح بسببِ سخرية الإمبراطور، قررتُ حماية ساحرنا الصغير.
وإلا، قد يمزقني السحرة الغاضبون.
“لا أفهم لماذا ترى ولاء ساحري بهذه الطّريقة السلبية، جلالتكَ.”
رأيتُ شفتي الإمبراطور تنحني بوضوح أكبر.
لم أعطـه فرصة للرد، و واصلتُ الكلام كطائر نقار الخشب الحاد.
“و علاوةً على ذلك، لماذا تسألني عن تصرفات فارسكَ الجامحة؟ هل أنـتَ تشعر بالغيرة؟”
“……”
“أخبر سيفكَ الإمبراطوري أن يتوقف عن إعطاء الآخرين اهتمام غير مرغوب فيه.”
نظرتُ إلى وجهه الوسيم المتجمد، كما لو أنني ضربتُ المسمار في رأسه، و هاجمته بلا رحمة.
أيها الرجل الصبياني.
كم كنتُ لطيفة معك، رغمَ كوني عدوّة لكَ بصفتي الدّوقة!
هل تغـار لأن فارسكَ يعطي اهتمامًا لأحدٍ غيـركَ؟
وقفت من مكاني.
“لا أعرف كيف يُفترض بي أن أتناول الطعام في هذا الجو.”
“ماذا تفعلين الآن أيتها الدّوقة؟”
“ألا تـرى؟”
حين حدّقت بشراسة في الأشخاص الذين رتبوا أماكن الجلوس هذه، رأيتهم يتظاهرون بالجهل.
سنرى مَـنٔ سيفوز.
“جلالتكَ ، فلتتفضل بالأكل أولاً. سأجلس مع سحرتي في مكان آخر.”
“هه، يا لهذا اللقب…. تحدثي بوضوح. مَـنٔ يسمعكِ سيظن أنني تعمدتُ ترتيب طريقة الجلوس هذه بنفسي.”
“حسنًا مَـنْ يدري؟ كيف لي أن أعرف نوايا جلالتكَ العميقة؟”
وقف الإمبراطور أيضًا من مكانه.
“أنا مَـنْ لا يستطيع البقاء هنا.”
بدأ يتحرك بسرعة كما لو أنه سينسحب قبلي، بحركة حادة.
لكنه توقّف فجأة.
و أنا أيضًا.
‘مـا الأمر؟’
توقفنا عن الكلام في اللّحظة نفسها و نظرنا للأسفل.
و رأينـا.
يدًا بيضاء صغيرة تمسك بشدّة بحافة ردائي السحري و حافة كـمّ الإمبراطور.
و طفلاً صغيرًا يهـز رأسه بقوّة بوجهٍ محمر.
“…..”
“…..”
آه، لوياس.
إذا أبعدت هذه اليـد الآن، سأصبح حقًا قمامة.
التقت أعيني مع عيون كايسيس، و كلانا بتعبير متجهم.
في النهاية، لم نتمكن من التغلب على عناد الطفل و اضطررنا للجلوس مرّةً أخرى.
آه، أشعر بألـم المعدة بالفعل.
و هكذا ، بدأت أسوأ وجبة مع عـدوّي.
التعليقات لهذا الفصل " 60"
شكرا على الدفعة الرهيبة زيك الف شكر💗💗💗
عندك قناة بالتلقرام او حساب انستا نتكلم فيه؟