6
لو سارت الأمور وفقًا للرواية الأصليّة، فاليوم…
سيفقد الإمبراطور السّيطرة بسببِ تصرّفات الآنسات الطائشات اللواتي وضعنَ عقارًا خطيرًا في مشروبه، مدفوعاتٍ بشغفهنّ ليصبحنَ مرشداته.
وفي مكانٍ كان من المفترض أن يكون خاليًا، كان هناك طفلٌ من العائلة الإمبراطوريّة قد تسلّلَ خلفَ أخيه الأكبر، فاندلعت مأساة.
في نهاية الطريق المملوء بالدماء وأشلاء اللحم، ظهرت بطلة الرواية الأصليّة بشجاعةٍ لتهدّئ الإمبراطور و تغرقه في نومٍ هادئٍ وساكن.
ثمّ، نسيَ الإمبراطور ذكريات تلكَ الليلة تمامًا، لكنّه ظلّ يعاني حتّى فقدَ أخاه الصغير الضعيف، ممّا جعل علاقته بالدوقة أرييل، التي أرسلت أخاه بمفرده إلى قاعة الاحتفال، تزداد توتّرًا و حِدّة.
‘لن أدع الأمور تسير بهذه الطريقة أبدًا.’
لقد جئتُ إلى هنا لأنقذَ لوياس.
أمّا الإمبراطور، فبطلة الرواية الأصليّة التي يُفترض أن تكون موجودةً في مكانٍ ما في هذه القاعة ستظهر فجأةً و تنقذه.
كنتُ مملوءًا برغبةٍ خبيثةٍ لمشاهدة بطلة الرواية المشرقة التي أحببتها، لكن للأسف، لم أكن أتحكّم بجسدي بحرّيّةٍ في هذه اللحظة.
ولم يكن هذا وقت ذلكَ أيضًا.
“لقد أضعتُ وقتًا ثمينًا بلا داعٍ.”
“شكرًا لكَ لأنّكَ دائمًا تقول ما أريد قوله أوّلًا، جلالتكَ.”
في تلكَ اللّحظة، انتهى التوتّر الحادّ أخيرًا!
نظرتُ إلى بعض الآنسات اللواتي كنَّ يقتربنَ و وجوههنّ متورّدةٌ بالحماس و التوقّعات.
ربّما كنّ مرشداتٍ من أصولٍ نبيلة.
‘آه، هذه أوّل مرّة أرى فيها مرشدات هذا العالم.’
كلمة “مرشدة” لا تزال غريبةً بالنسبة لي. شعرتُ ببعض الشفقة تجاه هؤلاء الآنسات أيضًا.
فيما بعد، عندما تُكشف كلّ الحقائق، سيلقينَ مصيرًا مروّعًا جدًا.
‘إذا فقدَ مستيقظ من الرتبة SSS السّيطرة، فقد يدمّر القصر الإمبراطوريّ، بل و حتّى العاصمة بأكملها. مهما كان، كنّ طائشاتٍ جدًا.’
كيفَ تجرّأت آنساتٌ نبيلات لا يتجاوز مستواهنّ الرتبة B، أو ربّما C، على التّقدّم بمثل هذه الثقة؟
في الرّواية، لكي يتمكّن مرشدٌ من الرتبة B من تهدئة متيقّظٍ من الرتبة S، يجب أن يمتلك توافقًا مذهلاً كأنّه هديّةٌ من السّماء.
‘مثل بطلتنا.’
كنتُ أشفق على هؤلاء الفتيات اللواتي يشبّهنَ ما يحدث بقصّة حبٍّ ورديّة، مؤمناتٍ أنّهنّ مختاراتٌ استثنائيّات، بينما الإمبراطور لا يزال تائهًا و هو يبحثُ عن شريكته المثاليّة.
‘هذا ليس صحيحًا، أيّتها الفتيات. اركضنَ بعيدًا الآن! إنّه وحشٌ مفترس!’
على أيّ حال، استدرتُ، وفي تلكَ اللحظة، استعَدتُ السيطرة على جسدي.
“هاه!”
تنفّستُ بعمقٍ دون قصد، فارتجف الطّفل الذي كان يمسك يدي بقوّةٍ و انكمشَ خائفًا.
آه، لقد أخطأتُ.
عضضتُ شفتيّ، لكنّني شعرتُ فجأةً أنّ خطوات الإمبراطور، التي كانت تبتعد، توقّفت فجأةً.
لا، هيّا، اذهب بسرعة! لم أفعل شيئًا، أقسم! فقط تنفّستُ بسرعة، هذا كلّ شيء.
ابتلعتُ ريقي بصعوبة، و لحسنِ الحظّ، سمعتُ خطوات الإمبراطور تبتعدُ مجدّدًا.
لقد قامت تلكَ الآنسات المليئات بالأوهام بمناداته.
حتّى لو كان الإمبراطور باردًا مع المستيقظين و المرشدين، فهو لا يتصرّف بقسوةٍ شديدة، و لم يتجاهل نداءاتهنّ.
“هاه، حسنًا.”
تنفّستُ الصعداء و نظرتُ إلى الأسفل.
رأيتُ طفلًا ينظر إليّ بعيونٍ مرتعشة، فتجاهلتُ همهمات الحاضرين، و انحنيتُ قليلًا لأجعل عينيّ في مستوى عينيه.
“لوياس.”
أومأ برأسه المدوّر اللّطيف بحماسٍ.
“بما أنّك رأيتَ أخاك، عُد الآن إلى مكانكَ. سأرسل السّحرة معك.”
اهتزّت عيناه الخضراوان. بدا و كأنّه يريد أن يرفض، لكنّ هذا غير مقبول.
‘إذا لم تذهب، فإنّ قلبي الذي يخفق بقوّة والذي جئتُ بسببه إلى هنا سيكون بلا جدوى، يا صغيري.’
“استمع إلى كلامي.”
بدا رأسه المتراجع بحزنٍ محزنًا، لكن لا مفرّ من ذلك.
وقفتُ بعد أن رأيتُ السّحرة، الذين تلقّوا تعليماتٍ مسبقة، يأخذون الطفل بحذرٍ.
لاحظتُ همهمات الناس المذهولين، و كأنّهم رأوا شيئًا مذهلاً.
ما الغريب في أن أنظر إلى طفلٍ في عينيه؟ حتّى الدّوقة أرييل تستطيع فعل ذلك!
عندما نظرتُ إليهم بهدوء، تفرّقت أنظارهم بسرعة.
في مثل هذه اللحظات، الوجهٌ البارد الذي يبدو غاضبًا هو الأفضل.
فجأةً، سمعتُ صوتًا ناعمًا:
“لم أتوقّع أن أرى الدّوقة هنا. أمرٌ مفاجئ حقًا.”
عندما رأيتُ وجهها، صُدمتُ داخليًا.
لمَ تتعمّد هذه المرأة إثارةَ المشاكل معي؟
شعرٌ أسود، عينان حمراوان، و نقطةٌ سوداء ساحرةٌ عند زاوية فمها.
لم أتذكّر اسمها بدقّة.
إيوروكي… أو شيءٌ من هذا القبيل.’
شخصيّةٌ شرّيرةٌ ثانويّة تظهرُ لأوّل مرّة.
تحديدًا، إنّها الشخصيّة التي تظهر أوّلًا وهي تضايق بطلتنا المشرقة في قاعة الاحتفال.
شعرتُ بالحيرة داخليًا.
‘يُفترض أن تكون البطلة بالقربِ من هذه المرأة. هل يعقل أن تكون هنا؟’
خفقَ قلبي بحماس.
كدتُ أفقد قناع الوجه القويّ و أظهر تعبيرًا سخيفًا بابتسامةٍ عريضة.
‘ما هذا؟’
لكن سرعانَ ما شعرتُ بخيبة أملٍ كبيرة.
ليست موجودة! لم تأتِ مع البطلة، فلمَ جاءت لتتعمّد استفزازي؟
تحوّلَ سلوكي إلى الجفاء تلقائيًا.
أطلقتُ سخريةً على طريقة هيلاريا:
“منذُ متى أصبحت آداب المجتمع الراقي منحطّةً إلى هذا الحدّ؟ هل بدأتُ أنا بالتحيّة أوّلًا؟”
كنتُ أسخر من جرأتها على التّحدّث إلى دوقة دونَ أن تبدأ هي بالحديث.
بفضل هالة هيلاريا المرعبة، التي تّجمّد الناس بتغييرٍ بسيطٍ في تعابيرها، بدت الفتاة شاحبةً.
“الجميع يعلم أنّ الدّوقة، رغم أنّها ليست مرشدةً، تجذب انتباه جلالة الإمبراطور و تستمتع بذلك!”
انتباه مَنْ؟ و مَنٔ هؤلاء “الجميع”؟
لقد أخطأتِ الهدف تمامًا.
مَنٔ الذي يستمتع بجذبِ انتباه أحد؟ هل أنتِ مجنونة؟
شعرتُ بالغضب يشتعل بداخلي، لكنّني كبحته بشدّة.
السّيدة العظيمة للبرج السحريّ، الدوقة أرييل، لا تفقد أعصابها أبدًا و لا تتفوّه بكلماتٍ نابية.
حتّى مع شخصيّةٍ ثانويّة، يجب ألّا أكشف عن هويّتي الحقيقيّة.
تذكّرتُ أسلوب هيلاريا المزعج، الذي كان يثير غضب الإمبراطور في الرواية، و فتحتُ فمي:
“هذا غير مضحك . إذا كان لديكِ ما تقولينه، فاذهبي و قوليه أمامَ جلالة الإمبراطور الذي تحترمينه. هل أبدو لكِ متفرّغةً لأستمع إلى شكواكِ؟ ابتعدي عن طريقي.”
شعرتُ بالاكتئاب لأنّ أسلوبي بدا مشابهًا لكايسيس المزعج.
رغمَ أنّها كانت ترتجف من الخوف، لم تفعل ما فعلته مع البطلة، كأن تسكب النبيذ على رأسي أو تدفعني وتضحك.
‘تتظاهرين بالقوّة، لكنّكِ ضعيفة. ممهه!’
كنتُ أتمنّى لو أنّ هذا ينهي معاناة البطلة المشرقة أيضًا.
عاملتُ الفتيات كأنّهنّ لا شيء، ثمّ أمرتُ السحرة الذين يتبعونني بالاستمتاع بالحفل، و تجوّلتُ في القاعة بمفردي.
كنتُ أتصبّب عرقًا باردًا.
‘غريب. لمَ لا أراها؟’
الإمبراطور كان لا يزال يقف بغرورٍ بين الأشخاص الذين يتملّقونه، غير مدركٍ لمستقبله، و وجهه متصلب.
أنا، التي أعرف ما يحتويه كأس النبيذ في يده، شعرتُ أنّني شخصٌ يعانق قنبلةً موقوتة.
‘بطلتنا المشرقة، أين ذهبتِ؟’
فستانها الأصفر اللاّمع لم يكن من السّهل تجاهله.
لأنّها مرشدةً من الرتبة B، بلا قدراتٍ أو دعمٍ قويّ، كانت تتعرّض للمضايقة بسبب جمالها، فصبّت عليها تلكَ الفتيات النبيذ و أجبرنها على ارتداء فستانٍ أعددنه.
كان ذلكَ الفستان أصفرًا مشرقًا كزهرة عبّاد الشمس، وكان يناسبها بشكلٍ مبهرٍ لدرجة أنّه جذب انتباه الإمبراطور للحظة.
لكن لماذا…
لماذا لا أراها في أيّ مكان؟
فجأةً، شعرتُ بهالة الإمبراطور بوضوح، رغم أنّني حاولتُ تجاهله وعدم الاقتراب منه.
‘آه، اللعنة. هذا جنون.’
كانت الرّواية تسير وفقًا لمسارها الأصليّ.
هالة كايسيس، التي لم تكن تبدو جيّدةً منذُ البداية، بدت الآن وكأنّها على وشكِ الانفجار، كانت جاهزةً لتمزيق أيّ شخص.
فقدان مستيقظ للسّيطرة.
لقد أحضرت الفتيات الطائشات ذلكَ العقار الذي بدأ ينتشر سرًّا، و أعطينه للإمبراطور.
في البداية، فكّرتُ في منع هذا الحدث تمامًا، لكنّ ذلكَ كان سيجبرني على الاقتراب من الإمبراطور، فاستبعدتُ الفكرة.
‘إذا غيّرتُ سلوكي فجأة، قد أثير شكوكه دون داعٍ.’
وعلى أيّ حال، كنتُ أعلم أنّ البطلة المشرقة ستظهر و تقوم بتهدئته، فلم أكن قلقة.
في الرّواية الأصليّة، لم يكن هذا الحدث يستحقّ التفكير به ولو بمقدارٍ ضئيل!
تعثّر الإمبراطور.
رأيتُ فرسان الحرس يحاولون إخفاءه عن أنظاري، بينما كان السّحرة في القاعة يضحكون و يتحدّثون دونَ أن يلاحظوا الجوّ المتوتّر.
فقط المستيقظون و المرشدون هنا كانوا يبتلعون ريقهم و يراقبون الوضع الخطير بحذر.
وأنا أيضًا.
‘ماذا أفعل؟’
إذا لم تظهر البطلة المشرقة، إذا حدثَ متغيّرٌ ما، فماذا سيحدث؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 6"