سيفقد الإمبراطور السّيطرة بسببِ تصرّفات الآنسات الطائشات اللواتي وضعنَ عقارًا خطيرًا في مشروبه، مدفوعاتٍ بشغفهنّ ليصبحنَ مرشداته.
وفي مكانٍ كان من المفترض أن يكون خاليًا، كان هناك طفلٌ من العائلة الإمبراطوريّة قد تسلّلَ خلفَ أخيه الأكبر، فاندلعت مأساة.
في نهاية الطريق المملوء بالدماء وأشلاء اللحم، ظهرت بطلة الرواية الأصليّة بشجاعةٍ لتهدّئ الإمبراطور و تغرقه في نومٍ هادئٍ وساكن.
ثمّ، نسيَ الإمبراطور ذكريات تلكَ الليلة تمامًا، لكنّه ظلّ يعاني حتّى فقدَ أخاه الصغير الضعيف، ممّا جعل علاقته بالدوقة أرييل، التي أرسلت أخاه بمفرده إلى قاعة الاحتفال، تزداد توتّرًا و حِدّة.
‘لن أدع الأمور تسير بهذه الطريقة أبدًا.’
لقد جئتُ إلى هنا لأنقذَ لوياس.
أمّا الإمبراطور، فبطلة الرواية الأصليّة التي يُفترض أن تكون موجودةً في مكانٍ ما في هذه القاعة ستظهر فجأةً و تنقذه.
كنتُ مملوءًا برغبةٍ خبيثةٍ لمشاهدة بطلة الرواية المشرقة التي أحببتها، لكن للأسف، لم أكن أتحكّم بجسدي بحرّيّةٍ في هذه اللحظة.
ولم يكن هذا وقت ذلكَ أيضًا.
“لقد أضعتُ وقتًا ثمينًا بلا داعٍ.”
“شكرًا لكَ لأنّكَ دائمًا تقول ما أريد قوله أوّلًا، جلالتكَ.”
في تلكَ اللّحظة، انتهى التوتّر الحادّ أخيرًا!
نظرتُ إلى بعض الآنسات اللواتي كنَّ يقتربنَ و وجوههنّ متورّدةٌ بالحماس و التوقّعات.
ربّما كنّ مرشداتٍ من أصولٍ نبيلة.
‘آه، هذه أوّل مرّة أرى فيها مرشدات هذا العالم.’
كلمة “مرشدة” لا تزال غريبةً بالنسبة لي. شعرتُ ببعض الشفقة تجاه هؤلاء الآنسات أيضًا.
فيما بعد، عندما تُكشف كلّ الحقائق، سيلقينَ مصيرًا مروّعًا جدًا.
‘إذا فقدَ مستيقظ من الرتبة SSS السّيطرة، فقد يدمّر القصر الإمبراطوريّ، بل و حتّى العاصمة بأكملها. مهما كان، كنّ طائشاتٍ جدًا.’
كيفَ تجرّأت آنساتٌ نبيلات لا يتجاوز مستواهنّ الرتبة B، أو ربّما C، على التّقدّم بمثل هذه الثقة؟
في الرّواية، لكي يتمكّن مرشدٌ من الرتبة B من تهدئة متيقّظٍ من الرتبة S، يجب أن يمتلك توافقًا مذهلاً كأنّه هديّةٌ من السّماء.
‘مثل بطلتنا.’
كنتُ أشفق على هؤلاء الفتيات اللواتي يشبّهنَ ما يحدث بقصّة حبٍّ ورديّة، مؤمناتٍ أنّهنّ مختاراتٌ استثنائيّات، بينما الإمبراطور لا يزال تائهًا و هو يبحثُ عن شريكته المثاليّة.
ليست موجودة! لم تأتِ مع البطلة، فلمَ جاءت لتتعمّد استفزازي؟
تحوّلَ سلوكي إلى الجفاء تلقائيًا.
أطلقتُ سخريةً على طريقة هيلاريا:
“منذُ متى أصبحت آداب المجتمع الراقي منحطّةً إلى هذا الحدّ؟ هل بدأتُ أنا بالتحيّة أوّلًا؟”
كنتُ أسخر من جرأتها على التّحدّث إلى دوقة دونَ أن تبدأ هي بالحديث.
بفضل هالة هيلاريا المرعبة، التي تّجمّد الناس بتغييرٍ بسيطٍ في تعابيرها، بدت الفتاة شاحبةً.
“الجميع يعلم أنّ الدّوقة، رغم أنّها ليست مرشدةً، تجذب انتباه جلالة الإمبراطور و تستمتع بذلك!”
انتباه مَنْ؟ و مَنٔ هؤلاء “الجميع”؟
لقد أخطأتِ الهدف تمامًا.
مَنٔ الذي يستمتع بجذبِ انتباه أحد؟ هل أنتِ مجنونة؟
شعرتُ بالغضب يشتعل بداخلي، لكنّني كبحته بشدّة.
السّيدة العظيمة للبرج السحريّ، الدوقة أرييل، لا تفقد أعصابها أبدًا و لا تتفوّه بكلماتٍ نابية.
حتّى مع شخصيّةٍ ثانويّة، يجب ألّا أكشف عن هويّتي الحقيقيّة.
تذكّرتُ أسلوب هيلاريا المزعج، الذي كان يثير غضب الإمبراطور في الرواية، و فتحتُ فمي:
“هذا غير مضحك . إذا كان لديكِ ما تقولينه، فاذهبي و قوليه أمامَ جلالة الإمبراطور الذي تحترمينه. هل أبدو لكِ متفرّغةً لأستمع إلى شكواكِ؟ ابتعدي عن طريقي.”
رغمَ أنّها كانت ترتجف من الخوف، لم تفعل ما فعلته مع البطلة، كأن تسكب النبيذ على رأسي أو تدفعني وتضحك.
‘تتظاهرين بالقوّة، لكنّكِ ضعيفة. ممهه!’
كنتُ أتمنّى لو أنّ هذا ينهي معاناة البطلة المشرقة أيضًا.
عاملتُ الفتيات كأنّهنّ لا شيء، ثمّ أمرتُ السحرة الذين يتبعونني بالاستمتاع بالحفل، و تجوّلتُ في القاعة بمفردي.
كنتُ أتصبّب عرقًا باردًا.
‘غريب. لمَ لا أراها؟’
الإمبراطور كان لا يزال يقف بغرورٍ بين الأشخاص الذين يتملّقونه، غير مدركٍ لمستقبله، و وجهه متصلب.
أنا، التي أعرف ما يحتويه كأس النبيذ في يده، شعرتُ أنّني شخصٌ يعانق قنبلةً موقوتة.
‘بطلتنا المشرقة، أين ذهبتِ؟’
فستانها الأصفر اللاّمع لم يكن من السّهل تجاهله.
لأنّها مرشدةً من الرتبة B، بلا قدراتٍ أو دعمٍ قويّ، كانت تتعرّض للمضايقة بسبب جمالها، فصبّت عليها تلكَ الفتيات النبيذ و أجبرنها على ارتداء فستانٍ أعددنه.
كان ذلكَ الفستان أصفرًا مشرقًا كزهرة عبّاد الشمس، وكان يناسبها بشكلٍ مبهرٍ لدرجة أنّه جذب انتباه الإمبراطور للحظة.
لكن لماذا…
لماذا لا أراها في أيّ مكان؟
فجأةً، شعرتُ بهالة الإمبراطور بوضوح، رغم أنّني حاولتُ تجاهله وعدم الاقتراب منه.
‘آه، اللعنة. هذا جنون.’
كانت الرّواية تسير وفقًا لمسارها الأصليّ.
هالة كايسيس، التي لم تكن تبدو جيّدةً منذُ البداية، بدت الآن وكأنّها على وشكِ الانفجار، كانت جاهزةً لتمزيق أيّ شخص.
فقدان مستيقظ للسّيطرة.
لقد أحضرت الفتيات الطائشات ذلكَ العقار الذي بدأ ينتشر سرًّا، و أعطينه للإمبراطور.
في البداية، فكّرتُ في منع هذا الحدث تمامًا، لكنّ ذلكَ كان سيجبرني على الاقتراب من الإمبراطور، فاستبعدتُ الفكرة.
‘إذا غيّرتُ سلوكي فجأة، قد أثير شكوكه دون داعٍ.’
وعلى أيّ حال، كنتُ أعلم أنّ البطلة المشرقة ستظهر و تقوم بتهدئته، فلم أكن قلقة.
في الرّواية الأصليّة، لم يكن هذا الحدث يستحقّ التفكير به ولو بمقدارٍ ضئيل!
تعثّر الإمبراطور.
رأيتُ فرسان الحرس يحاولون إخفاءه عن أنظاري، بينما كان السّحرة في القاعة يضحكون و يتحدّثون دونَ أن يلاحظوا الجوّ المتوتّر.
فقط المستيقظون و المرشدون هنا كانوا يبتلعون ريقهم و يراقبون الوضع الخطير بحذر.
وأنا أيضًا.
‘ماذا أفعل؟’
إذا لم تظهر البطلة المشرقة، إذا حدثَ متغيّرٌ ما، فماذا سيحدث؟
التعليقات لهذا الفصل " 6"