شعر أحمر قصير و عيون خضراء داكنة.
الابن الأكبر لعائلة الكونت سونير، التي كانت تمتلك قدرات المستيقظين النارية عبر الأجيال، والمعروف الآن بأنه الذراع الأيمن للإمبراطور.
هذا هو ديكاردو.
‘لماذا أنا مستيقظ يتحكم بالنباتات؟’
على عكسِ توقعات الجميع، كانت القدرة التي ظهرت لديه هي التحكم بالنباتات.
بالطبع، كانت هذه القدرة ذات إمكانيات عالية، مفيدة جدًا للبقاء و القتال في البوابات غير المتوقعة.
لكن كان لديه عقدة نقص.
لماذا لم يكن هو من يمتلك قدرة النار؟
‘لو كنتُ كذلك، لكنتُ أكثر فائدة لجلالته.’
كان أكثر الفرسان استقامة، السيف المخلص للإمبراطور.
كان هذا مصدر فخر عائلة الكونت سونير.
خاصّة و أن الإمبراطور الحالي يمتلك قدرات الجليد و الماء، مما جعل عقدة النقص لديه أكبر.
على الرّغمِ من الفرق في المستوى، لو كان يمتلك قدرة متعارضة مع قوة الإمبراطور، لكان من الأسهل مساعدة سيّـده كفارس إمبراطوري.
ربّما لهذا السّبب؟
ديكاردو، الذي كان يتمتع بشخصية مرحة نسبيًا، نمـا ليصبح شخصية متشائمة و ملتوية قليلاً.
ثم ظهرت الدّوقة أمامه.
ساحرة عظيمة ذات شعر أحمر أكثر وضوحًا و عيون حمراء، كما لو كانت تسخر منه.
بالطبع، كان ذلكَ مزعجًا، لكن ديكاردو كان يحتقر الدوقة في البداية.
‘مجرد ساحرة.’
كان يعتقد بغطرسة أن قدرات السحرة، مقارنة بقدرات المستيقظين، ليست سوى مساعدة.
لكن في يوم من الأيام، عندما انفجرت البوابة و كادت الوحوش تتسبب في أضرار جسيمة، رأى الدّوقة آرييل ، التي كانت في أواخر سن المراهقة، تجتاح المنطقة.
عمود نار هائل مـرّ أمامه، و دمّـر الوحوش.
عندها أدرك.
نيران الساحرة، التي استهان بها، قامت بحمايته للحظة من الوحوش.
‘لا، مستحيل!’
لم يصدق ذلك.
كيف يمكن لساحرة أن تقتل وحوشًا خارجة من البوابة بهذه السرعة!
للأسف، هو الوحيد الذي شهـد تلك اللّحظة.
كان من الواضح أن الدّوقة آرييل ستتباهى بذلك و تتفاخر بقوتها.
لكن، لسبب ما، حافظت الدوقة على تعبيرها البارد و المتعجرف، كما لو أن شيئًا لم يحدث، و سخرت منه أمام الإمبراطور كالعادة.
كان ذلكَ أكثر إهانة لكبريائه.
منذ ذلك الحين، انفجرت عقدة النقص لديه.
‘لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا! هي مجرد ساحرة!’
كان أحد النبلاء المتأثرين بتفوق المستيقظين، يصر بعناد على تجاهلها.
صرّ على أسنانه، و اجتهد.
و بعد كل تلكَ السنوات.
‘بعد كل هذا التمرد، كـدتُ أؤذي الأمير. هل هناك أحد أكثر بؤسًا مني؟’
بسببه، نشأ نزاع آخر، مما تسبب في قلق الإمبراطور و جعلَ الدوقة تتأذى .
‘بسببي.’
عندما اخترقت عيون الدوقة النارية و التي كانت أبرد من جليد الإمبراطور، شعرَ بالعار.
نظر إلى ماضيه الصبياني و الحقير، الذي لم يكن يليق بفارس الإمبراطور.
منذُ ذلكَ الحين، بدأت الدوقة تلفت انتباهه.
أو بالأحرى، أصبحت تثير قلقـه.
‘هذا شعور بالذنب.’
لكن الاعتذار لزعيمة فصيل معادٍ، التي لا تريد حتى التعامل معه، لم يكن سهلاً.
ثم جاءت الفرصة يومًا ما.
‘مَـنْ سيتطوع؟’
مبارزة بين السحرة و المستيقظين.
كان على شخصٍ ما أن يواجه الدّوقة آرييل .
لكن الفوز أو الخسارة في هذه المبارزة كان سيسبب مشاكل.
لذا، عندما جمعَ الإمبراطور المستيقظين و سألهم، تقدم ديكاردو دون تردد.
‘سأفعلها، جلالتكَ.’
لم يكن هناك مرشحون آخرون.
توقّع أن يأمره الإمبراطور على الفور، لكنه صمـتَ للحظة.
نظر إلى سيّـده بتعجب، لكنه شعر، لسببٍ ما، أن عيون الإمبراطور الباردة كانت تحدّق به ببرود أكثر من المعتاد.
‘لمـاذا؟’
لكن، كما لو كان ذلك وهمًا منه، أومأ الإمبراطور برأسه، ولهذا هو الآن يقف أمام الدوقة بينما يتم نصب الخيام.
‘آه، أيها الخائن!’
‘لماذا تحاول فجأة أن تكون لطيفًا مع السحرة؟’
‘ما الذي يحدث معكَ منذ ذلك الحادث؟ هل جننت؟’
قام بتجاهل كايل، المستيقظ الذي يستخدم الرياح و و الذي يُعرف بأنه الذراع الأيسر للإمبراطور و صديقه المقرب عندما تحدث بنظرة استياء.
كان ديكاردو شخصًا يجب أن ينفذ ما قرره.
لكن…
‘لم أتوقع أن تظهر الدّوقة تعبيرًا يظهر كراهية بهذه الدرجة.’
كان قد حضّر نفسه بقوة، لكن مجرّد التحدث معها جعلَ جو الدّوقة يصبح حادًّا كالسكين.
و علاوةً على ذلك، قبل أن يتمكن من فتح فمه بشكلٍ صحيح، اندفع ساحر أمامها و هو يظهر أسنانه.
لكن، لمـاذا؟
بينما كان يستمع إلى الساحر النحيف الذي كان يتحدث عن الدوقة بألفة، شعـرَ بغضب غريب.
كان مظهره المتلألئ الجميل، شبه الأنثوي، يزعجه أكثر.
نظرَ ديكاردو إلى الدّوقة فقط بموقف صلب و قال:
على الرّغمِ من أن عيونها الحمراء المليئة بالاحتقار كانت تراقبه، كان يشعر بشعور جيد، مما جعله يشعر بالقشعريرة.
“لقد تـمّ اختياري كخصم لكِ في المبارزة. جئـتُ لأخبركِ بهذا.”
رفعت الدوقة حاجبها.
“كان يمكنكَ إرسال تقرير.”
“أردتُ إخباركِ بهذا مباشرة.”
كلما تابعَ حديثه، أصبح تعبير الدوقة أكثر شراسة.
شعرَ ديكاردو بأنّـه في موقف غبي و أصبح محبطًا.
هل التحدث مع مستيقظ مزعج إلى هذا الحد؟
بينما هذا الساحر النحيف الذي يعتبر رجلا بالغا، و الذي يستخدم نبرة مزعجة و يتودد إليها، تركته الدوقة دونَ تعليق.
جعله هذا يشعر بالإحباط أكثر.
تمتم دونَ وعي، ثم تفاجأ.
إحباط؟
لم يصدق ذلك.
‘بالطبع، الدوقة ستشعر بالانزعاج، بالنظر إلى صراعاتنا السابقة. لكن لماذا أنا…’
لماذا أفكّر بهذه الطريقة؟
لماذا يبتسم بسخرية و هو يرى الساحر، الذي يبدو و كأنه سيشبك ذراعه مع الدّوقة، يُضرب على يـده بقسوة؟
“هل هذا كل ما تريد قوله؟”
لماذا تنحني كتفاه عند صوت الدوقة البارد كالجليد، و الذي لا يناديه باسمه حتّى؟
‘يبدو أنني جننتُ حقًا.’
أعطى قوة لعينيه المحبطتين و أومأ برأسه.
نظرَ إلى المرأة ذات الشعر الأحمر، التي أدارت رأسها بسرعة كما لو كانت تنهي هذا الوقت المزعج، و ابتلع أسفه.
‘على الأقل، سددتُ دينًا واحدًا.’
تفاجأ ديكاردو مرّة أخرى.
دون أن يدرك ، كان سيّـده، الذي يحترمه أكثر من أي شيء، يحدّق بـه…
‘سيدي؟’
هل لأنّه رغمَ كونه مستيقظّا ، يقف الآن بموقف خاضع أمام ساحرة ؟
لم يـرَ سيّـده يظهر مثل هذا التعبير حتى أمام الوحوش.
شعرَ ديكاردو بالاكتئاب من نواحٍ عديدة.
و مع ذلك، عندما فكّر في أنه سيكون له فرص لمواجهة الدّوقة آرييل كخصم لها في المبارزة، شعرَ بشعور جيد.
بالتأكيد ، هذا شعور بالذّنب.
إذا استمر في الاعتذار عدّة مرات، ربّما يخف عبء قلبـه.
حاول التفكير بهذه الطريقة وهو يسير ببطء.
* * *
مجنون!
لا أتذكر جيدًا ما كان يتمتم به هذا الفارس الضخم، الذي يشبه الدب.
فهمتُ أنه اختير كخصم لي في المبارزة، وبما أنه بدا غير راضٍ، ربّما اغتنم هذه الفرصة.
طردتُ الساحر الصغير الذي كان يتبعني بإزعاج بالتلويح بيدي.
لكن هذا لم يكن المهم.
‘لماذا ظهرت هذه مرة أخرى؟’
كان قلبي يخفق بشدة.
كانت نافذة النظام أمامي هي المشكلة.
عندما تحدث ديكاردو، المستيقظ النباتي، مرة أخرى.
[شرط مسبق لمهمة متعددة الجوانب.
اكتشاف مستيقظ مهتم (2)!]
ظهرت تلك النافذة اللعينة.
[تـمّ اكتشاف مستيقظ مرشح، لكن لم يتم استيفاء شروط المهمة متعددة الجوانب.
فشل إنشاء المهمة.
حاولي في الفرصة القادمة.]
لحسن الحظ، ظهرت نافذة أخرى بعد ثوانٍ من تجمدي كالجليد…
‘لكن إذا أكملتُ هذه الشروط المسبقة أو أيًا كان.’
ألن تظهر مهمة متعددة الجوانب مشؤومة؟
ما هذا النظام المجنون؟
هل هو يحاول…
هل هو يخطط لتحويلي إلى البطلة الأصلية للقصة…؟
التعليقات لهذا الفصل " 59"