ما الشي المهم في الحياة؟
فقط دع الأمور تدفّق بتلقائية.
‘هههه.’
كان اليومان الماضيان جحيمًا.
‘كم رزمة من الأوراق عالجتها من أجل هذا اليوم؟’
نظرتُ من نافذة العربة الواسعة إلى السحرة الذين كانوا يركبون الخيول بوجهٍ شاحب.
على الرّغمِ من أن السحرة غالبًا ما يكونون منعزلين في الدّاخل بينما يركزون على الأبحاث، إلا أنهم يعرفون كيفية ركوب الخيل أيضًا.
حرّكتُ بصري إلى الأمام قليلاً، و رأيتُ موكبًا لا نهائيًا.
‘إنه يعلن عن هذا بصخب كبير.’
بالطبع، بما أن كايسيس كان مصممًا على لعب دور الطعم بشكلٍ مثالي، فلا بد أنه اتخذ هذا القرار.
ما زلتُ أتذكر بوضوح.
عندما قيل إن الإمبراطور سيزور قلعة الدّوقة آرييل رسميًا، رد فعل من حولي و السحرة.
‘ماذا؟ سيدتي، أعتقد أنني أصبت بالصمم. سمعتُ شيئًا لا يُفترض أن أسمعه.’
‘لقد سمعتَ الأمر بشكل جيّد.’
‘مـاذا؟ يبدو أن الإمبراطور قد فقـدَ عقله هذه المرة حقًا!’
تفاجأ السحرة من شيئين.
أولاً، كيف يمكن للإمبراطور أن يزور قلعة الدّوقة آرييل ؟
هذا يكشف مدى العداوة بين العائلة الإمبراطورية و عائلة الدوق.
ثانيًا، يفعل هذا في خضم هذا الانشغال، يا للوقاحة!
إنه الإمبراطور في النهاية ، أليس كذلك؟
كان هذا يعكس حزن المرؤوسين في الإمبراطورية، بمَـنْ فيهم أنا.
بعد العمل الإضافي و السهر حتى الإرهاق، بدأنا هذه الرحلة المليئة بالتعب، و هذا هو الوضع الحالي.
“مياووو.”
بالطبع، لم أكن وحدي في العربة.
هنا يوجد كل من القطة السمينة الغاضبة و تلميذي لوياس الذي أصبح فجأة ودودًا مع القطة بينما يضحك بمرح.
كان يضع القطة السمينة ، التي كانت ثقيلة جدًا على ركبتيه الصغيرتين، و يهـز قدميه بحركة تشبه الدمية.
نقرتُ بلساني و قلبي:
“أنزل هذه القطة. إنها ثقيلة بسببِ وزنها.”
“كياااه!”
ههه، لا تخيفني هسهستكِ الغاضبة.
‘أيتها القطة السمينة، إذا كان لديكِ ضمير، فهل تتكئين على طفل صغير؟’
حدّقتُ بغضب في لوسی التي كانت تحدّق بي بنفس الطريقة، ثم نقلتُ نظري إلى لوياس.
كان الطفل، الذي كان خداه متورّدان من السعادة، يبدو سعيدًا للغاية.
تنهدتُ بعمق.
‘حسنًا، طالما أنـتَ سعيد فلا بأس.’
كنتُ قلقة لأنه مُنـع من دخول القصر بسبب الحادثة السابقة، مما جعله محبطًا، لكن وجهه الآن كان مشرقًا لدرجة أنني لم أستطع تذكر تلكَ الصورة.
‘يبدو أنه متحمس لأن الإمبراطور في إحدى العربات الأمامية. حتى ذلكَ الرجل البارد يُعتبر أخًا كبيرًا.’
ومع ذلك، كان ذلكَ مبررًا بعد رؤية ما رأيته في تلكَ الرؤيا.
لقد رأيتُ كيف اندفع كايسيس الصغير بيأس لحماية أخيه من والدتهم.
‘لكن هذا شيء ، و ذاك شيء آخر. ما الذي يفكر فيه هذا الرّجل حقًا؟’
لم يكن هناك أي تواصل مع الإمبراطور خلال اليومين.
لذا، لم أعرف بأي وجه أو تعبير كان يركب في العربة الأمامية.
‘على الأقل، حصلتُ على بعض المعلومات عن قلعة الدوق.’
هل يمكنني ألا أُكتشف؟
ماذا لو كان هناك شخص قريب من هيلاريا؟
‘آه، قلبي يرتجف من الخوف!’
حافظتُ على وجه بارد و أنا أحاول تهدئة اضطرابي الداخلي.
كان لا يزال هناك وقت طويل للسفر بالعربة.
في الإمبراطورية المتقدمة سحريًا، كانت دوائر النقل السحرية منتشرة مثل خدمات التوصيل في كوريا الجنوبية، لكن القارة كانت واسعة بشكلٍ مقزز.
‘قالوا إننا سنضطر للتخييم الليلة.’
بالنسبة لموكب يضـمّ الإمبراطور و دوقة الإمبراطورية، لم يكن طويلاً، لكن العدد الإجمالي للأشخاص يتجاوز السبعين.
ارتجفتُ سـرًّا.
يا للجنون، النوم في الهواء الطلق مع كايسيس!
بما أن لوياس موجود، ألن نتناول العشاء معًا؟
‘آه، فظيع، فظيع.’
حدّقتُ في لوسي مرّةً أخرى.
كنتُ أشعر بالظلم بشدة.
‘في قصص التجسد الأخرى، تتدفق ذكريات الجسد بمجرّد التجسد!’
فلماذا أنا هكذا؟
حاولتُ ألا أبدو غريبة، و كان أفضل ما يمكنني فعله هو سؤال مساعدي عن قلعة الدوق بطريقةٍ غير مباشرةً.
الأشخاص الموجودون هناك هم: كبير خدم موهوب يدير شؤون القلعة منذُ سنوات.
مربيتي، التي توفيت قبل بضع سنوات.
و ابن المربية، الذي يُعترف بمعرفته و قدراته المذهلة، وهو حاليًا وكيلي الذي يدير معظم شؤون القلعة.
‘إذًا، هذا الشخص هو المشكلة. ابن المربية. من عمره و منصبه، يبدو أنه يعرفني جيدًا.’
لكن، بغضّ النظر عن قلقي العميق، كانت العربة تتجه نحو قلعة الدوق.
و مع غروب الشمس، نزل الظلام.
* * *
بينما كان الجميع ينصبون الخيام المؤقتة و يعملون من أجل ليلة يقضيها الإمبراطور و الدوقة، رأيتُ شخصًا يقترب مني و أنا أقـف خارج العربة أراقب الوضع.
‘إذًا.’
الذراع الأيمن للإمبراطور.
مستيقظ يتحكم بالنباتات.
الإنسان المزعج الذي ينبح بشدّة كلما رآني بعد أن مزقتُ نباتاته.
و غيرها من الأمور.
‘لماذا هو قادم باتجاهي؟’
أردتُ أن أدير ظهري، لكن أعيننا التقت.
لو تراجعتُ الآن، ستظهر شائعات سخيفة بأن الدّوقة آرييل هربت بشكلٍ غريب أمام مستيقظ.
‘إنهم يراقبونني الآن.’
بما أن النزاعات مع هذا المستيقظ لم تكن قليلة، رأيتُ السحرة، الذين كانوا يتحركون بوجه شاحب، يتوترون.
رفعتُ يدي كما لو أنّني أقول لهم ألا يفعلوا، و واجهتُ المستيقظ القادم إليّ برأس مرفوع.
‘ماذا أفعل؟’
عبستُ بجدية، لكنني كنتُ أتذمر داخليًا.
ما اسمـه؟
أنا لا أعرف اسمه من الأساس؟
“سيدتي الدوقة، لم نلتقِ منذُ فترة.”
لحسن الحظ، لم يأتِ ليبدأ مشاجرة.
تذكرتُ كيف كان يحدّق بي في المرة السابقة كما لو أن لديه شيئًا يقوله.
هل ينوي الاعتذار حقًا؟
ألقيتُ نظرة خاطفة على فرسان الإمبراطور الذين كانوا يراقبون هذا الفارس منذُ أن تحرك.
لم تُفتح عربة الإمبراطور بعد، لذا لم أعرف ماذا كان يفعل، لكنني شعرتُ بوضوح بطاقة المستيقظين الذين كانوا ينظرون بنظرات غير راضية.
“ما الأمر؟ لا أعتقد أننا على علاقة نتبادل فيها التحيات.”
“لقد كنتُ وقحًا في الماضي. أردتُ الاعتذار رسميًا، لكن لم يكن من السهل زيارتكِ، لهذا تأخرت.”
بالطبع، لم تكن هناك مناسبة للّقاء بيني و بين فارس الإمبراطور وجهًا لوجه.
لكن اعتذار؟
“منذُ متى بدأ المستيقظون بالاعتذار عن وقاحتهم تجاه السحرة؟”
عند كلماتي الساخرة، رأيتُ المستيقظين الذين كانوا يستمعون يشدّون قبضاتهم.
كانوا يريدون الصراخ و الرد، لكنهم كانوا يتحملون بصعوبة خوفًا من إثارة نزاع آخر.
‘هاي، أنـتَ . لا تـأتِ. اذهب بعيدًا من فضلك.’
خلال رؤيتي، رأيتُ ساحرنا الصغير، الذي لا يملك موهبة نصب الخيام، يترنح و ينظر إليّ.
‘لا تـأتِ!’
كان هذا الإنسان يضايقني بشدّة خلال اليومين.
لقد عذّبني كثيرًا بينما يطالبني باختياره كمساعد ساحر.
و بما أنّني لم أعـد قادرة على التحمل، وعدتُ أخيرًا باختياره كمساعد ساحر.
‘اللعنة.’
اقترب الساحر الصغير، الذي كان يستخدم وجهه المتلألئ كسلاح، و هو يرفرف كما لو أنه يطير نحوي.
و أمامي، وقفَ بتعبير شرس مختلف تمامًا عن حركاته الرقيقة و هو يحجب طريقي و أخذ يحدّق في الفارس.
واو، إنه مخيـف نوعًا ما.
“السير ديكاردو، ما الذي تريد قولـه لسيّدتنـا؟”
حصلتُ على معلومة جيدة.
إذًا، اسم هذا الفارس هو ديكاردو.
تذمر أردييل، الذي وقف نيابة عني، ككلب حراسة غاضب.
“إذا كنتَ تنوي القيام بتصرف وقـح مرّةً أخرى، فارجع!”
في الحقيقة، كان الأمر مخيفًا بعض الشيء مع وجود مستيقظ ضخم يقف أمامي، لكن هذا جيد.
شعرتُ بالارتياح داخليًا و حافظتُ على نظرة باردة، فظهر تعبير محرج على وجه المستيقظ أمامي.
لا أعرف ماذا تريد، فقط قل ما عندك و اذهب، هذه الساحرة العظيمة متعبـة.
“سيدتي، لدي اقتراح.”
لكن في تلكَ اللّحظة.
ظهرت نافذة النظام أمامي.
و أصدرت صوتًا.
─ دينغ.
هذا الصوت المشؤوم مرّةً أخرى!
ماذا الآن؟
التعليقات لهذا الفصل " 58"