‘هل هناك ساحر آخر مثلي ينتمي إلى مجموعتين في هذا المكان؟’
كان الأمر صادمًا من نواحٍ عديدة.
ألم أكـن أنا الاستثناء الوحيد؟
كيف يمكن أن يحدث شيء مثل هذا مرّةً أخرى؟
‘هل هذا ممكن حتى؟’
آه، فهمتُ. إذا كانت قوته من فئـة الشفاء، فقد يكون ذلكَ ممكنًا.
عندما تختلط المانا الخاصة بالسحرة مع قوة المستيقظين، عادةً ما يكون من الصعب حتى على المستيقظين تمييز وجود تلكَ القدرة.
بالطبع، معظم المرشدين هنا لا يستطيعون التحكم بقدراتهم جيدًا، لذا نادرًا ما يتمكنون من إخفائها.
‘لكن قوى الشفاء تمتزج بسلاسة مع المناطق المحيطة. ما لم يكن الشخص حساسًا للغاية، قد لا يلاحظها. لقد استخدم ذلك. ساحر و مستيقظ في نفس الوقت.’
إذًا، كل ما عليه هو تجنب عيون الإمبراطور.
يجب أن أتركه بين السحرة قدر الإمكان.
آه، يا للصداع.
‘أنا بالكاد أستطيع التعامل مع مشاكلي الخاصة.’
مع هذا المستوى من الطاقة، لن يتم اكتشاف أنني مرشدة، لكنه قد يشعر، بشكلٍ غريزي، بالراحة عندما يكون بجانبي.
‘ربما لهذا السّبب يبتسم هكذا؟’
كنتُ أحمل قنبلة بجانبي و لم أعرف!
شعرتُ بالإحباط في لحظة.
يجـب أن أطرده على الفور.
و علاوةً على ذلك، هناك نافذة النظام.
[تـمّ اكتشاف مستيقظ مرشح، لكن لم يتم استيفاء شروط المهمة متعددة الجوانب.
فشل إنشاء المهمة.
حاولي في الفرصة القادمة.]
هذا مطمئن نوعًا ما، لكنه مشؤوم.
مهام متعددة الجوانب و ما إلى ذلك، لا أحتاج إلى هذا الهراء.
الإمبراطور وحده يكفي ليجعلني أموت من الإرهاق، فمَـنْ الذي يحاولون ربطـه بي الآن؟
“هل هناك شيء آخر لتقوله؟”
“سيدتي، مساعد ساحر…”
“ههه.”
لكن هذا الصغير كان عنيدًا.
معظم السحرة كانوا يخرجون فورًا عندما أحدّق بهم، لكنه، ربّما بسبب ثقته بوجهه الجميل، كان يبتسم بتعبير أكثر إشراقًا.
تجمّـد وجهي ببرود.
“قلتُ لكَ أن تخرج. هل أنـتَ أصـم؟ لديّ الكثير من العمل، و أنـتَ الآن تعيقني.”
“مساعد… ساحر… لقد عملتُ بجد في البحث…”
مساعد ساحر، مرّةً أخرى!
تنهدتُ و أنا أرى عينيه الدامعتين تتشبث بي بعناد.
‘لماذا ينظر إليّ جميع السحرة بهذه الطريقة؟’
هل هناك دليل بعنوان <كيفية التعامل مع الدّوقة آرييل> يتم تداوله بين السحرة؟
“حسنًا، للآن.”
“نعم، نعم!”
على أي حال، بما أنه جلـب نتائج البحث، شعرتُ أنني لا أستطيع طرده بشكلٍ فظ لدرجة تثير استياءه.
“سأفكر في الأمر.”
“يا إلهي، سيدتي!”
“لذا، اخرج. صوتكَ مزعج.”
“نعم! سأذهب!”
ضحكتُ و أنا أرى صراخه كالأطفال، وأشرتُ له بالخروج.
أخيرًا بينما أنظر إلى الباب المغلق، تنفستُ الصعداء.
‘يبدو أن الكثير قد حدث.’
مع كومة الأوراق المتراكمة هذه، كان عليّ معالجتها أولاً.
عندما جمعتُ نفسي و حاولتُ التركيز على العمل مرة أخرى، سمعت طرقًا آخر.
تدفّق الغضب على وجهي. لماذا كل شيء فوضوي اليوم؟
“أممم، سيدتي.”
“ما الأمر الآن؟”
فتحَ الباب و دخلَ مساعدي ذو الوجه الشاحب.
على الرّغمِ من أنه يعاني من آلام المعدة بسبب عبء العمل، إلا أنه مساعدي الممتاز الذي يردّ على كلامي الحاد ببرود.
كانت هذه أول مرة أرى هذا التعبير على وجهه.
“تكلّـم. ما الأمر؟”
رفعتُ حاجبي باستياء و أنهيتُ تقريرًا، فمسح مساعدي معدته.
ثم قال بتعبير متردد و غير مريح:
“لقد… جاء ذلكَ الشّخص.”
ذلكَ الشّخص؟ من هو ذلكَ الشخص؟
آه، هل جاء لوياس؟
لكن مساعدي لا يشير إلى ذلكَ الفتى بهذه الطريقة..
“مـاذا؟”
لكن هناك شيء غريب.
لماذا يخفق قلبي هكذا؟
خلف الباب المغلق وراء مساعدي، لماذا أشعر بطاقة مألوفة؟
‘لا يعقـل.’
حدّقتُ بعيونٍ متسعة من الذهول، فأضاف مساعدي المذعور:
“لقد جاء جلالة الإمبراطور.”
عبستُ بشدة.
لماذا جاء هذا الرّجل إلى هنا؟
* * *
كان كايسيس يعرف جيدًا طبيعة علاقته بالدوقة
كان يعلم أكثر من أي شخص أن زيارته للدّوقة آرييل و ليس أي نبيل آخر ، دونَ دعوة أو أعمال رسمية، ستثير ضجّـة كبيرة.
لكنه لم يستطع تحمّل ذلك.
النهار و الليل، كلاهما هادئ.
حتى لو التقيا في النهار، لم يكن هناك وقت للحديث بشكلٍ صحيح مع تلكَ المرأة المشغولة التي تحيـط بها السحرة دائمًا، و هذا كان أحد أسباب الزيارة.
بسببِ تلكَ الشعرة.
تلكَ الشعرة الحمراء.
‘يجب أن أتأكـد بنفسي.’
“جلالتكَ؟”
“أين الدوقة الآن؟”
“…في قصر الدّوقة آرييل بالعاصمة، هل تعني جلالتكَ أنّـكَ…؟”
“سأذهب. استعـد.”
لذا، على الرّغمِ من علمه بصدمة من حوله، فعلَ شيئًا لا يشبهـه.
توجّـه مباشرةً إلى قصر الدوقة في العاصمة دونَ إشعار مسبق.
“هاه! جلالة الإمبراطور؟”
اتسعت أعين السحرة، و صرخ أحدهم.
تبـعَ كايسيس مساعد الدّوقة آرييل ، الذي كان على وشكِ الإغماء، إلى مكتب يبدو أنه مكتب الدوقة، فرأى ساحرًا يخرج منه و يغلق الباب.
“ماذا؟”
كان الصوت المصدوم مزعجًا، لكن الساحر كان ذا وجـه جميل.
بدا صغيرًا جدًا في السن، و مهما كان ما فعله، كان هناك احمرار مفرط على وجهه.
عبس كايسيس.
‘وجهه لا يعجبني.’
لماذا يظهر مثل هذا التعبير و هو يخرج من مكتب الدّوقة؟
و علاوةً على ذلك، كان هناك شيء يزعجه بشكلٍ خافت.
‘هناك شيء مزعج.’
لكنه تجاهله لأنه كان عليه الانتظار خارجًا بإرشاد المساعد.
‘بدأتُ أندم بالفعل.’
لكن ليس هناك خيار آخر.
بما أنها لا تأتي إليه، كان عليه أن يأتي بنفسه، أليس كذلك؟
لوى كايسيس شفتيه على وجهه البارد.
و فتحَ الباب بصوت صرير.
و كما توقع، رأى امرأة تعبس و هي تبدي تعبيرًا مذهولاً.
الدّوقة آرييل المتعالية، التي لا تبدو غريبة حتى لو واجهت الإمبراطور بهذا التعبير.
عدوّتـه ، زعيمة السحرة.
الشّخص الذي لا يمكن أن يصبح قريبًا منـه.
تلكَ المرأة ، هيلاريا.
‘دوقة ، سأكتشف كل ما تخفينه.’
قـرّر أن يكون وقحًا.
* * *
هل جـنّ هذا الرجل؟
“هل جئتَ لتضغط عليّ لأنني لم أحضر ليومين؟ أرفض هذا تمامًا.”
كان مظهر كايسيس بينما يجلس بهدوء، وقحًا بشكلٍ مفرط.
هل وضعَ صفيحة حديدية على وجهـه؟
لم يهتم بصدمتي، جلس كما يحلو له، بل و طلـبَ الشاي و البسكويت بسلاسة مقززة.
“جلالة الإمبراطور.”
“نعم، أنا الإمبراطور بالفعل.”
“ما الأمر إذًا؟”
أم أن هناك مشكلة كبيرة لا أعرف عنها؟
شعرتُ و كأنني سأصاب بنوبة قلبية.
حدّقتُ في الإمبراطور بنظرات حادة وأنا أتأكّد من نافذة النظام الهادئة .
تفحّص مكتبي كما لو أنّه يتفقده.
“جلالتكَ.”
توقف عن التشتت.
عندما جذبتُ انتباهه ، تقابلت أعيننا.
كانت عيناه، التي تنظران بعمق، تجعلني أشعر بالحرج.
“لماذا؟ ألا يمكنني ذلك؟”
“ماذا قلتَ؟”
لكن يبدو أن كايسيس قد فقـدَ عقله تمامًا اليوم.
“هناك الكثير من الأحاديث بيني و بينكِ، لكنكِ تستخدمين العمل كذريعة لتجنب دخول القصر، هل هناك خيار آخر؟ لهذا أتيتُ بنفسي.”
“ذريعة؟”
“أليس ذلك صحيحًا؟”
لا، هذا يغضبني حقًا.
ذريعة؟ هل قلـتَ ذريعة الآن؟
انتفخت أوردتي.
‘لو سمـعَ السحرة، الذين يعملون ساعات إضافية لأيام، لقاموا بنتف شعرك.’
ارتجفت قبضتي، ممثلة غضب جميع السحرة، لكنني لم أستطع النهوض و صفع الإمبراطور على خـدّه.
حاولتُ أن أكون هادئة و ارتديتُ قناع الدّوقة آرييل .
“أنا أعمل باستمرار. و في خضم هذا، هل يجب أن أردّ على نكاتـكِ التافهة أيضًا؟”
ومع ذلك، لم أعـد أخاف من الإمبراطور.
لقد أصبح الأمر هكذا دونَ أن أدرك.
لم يعـد وجه ذلكَ الرجل أمامي يجعل نافذة النظام تدفعني قسرًا إلى دور المتفرج.
‘نعم، لقد أصبح الأمر كذلك.’
الوقت مخيف حقًا.
لقد أصبحتُ قادرة على إلقاء مثل هذه الكلمات على الإمبراطور بمهارة و كأنني هيلاريا الحقيقية.
كان ذلكَ مخيفًا و مرعبًا بعض الشيء.
“آه، غرض. بالطبع، هناك سبب واضح لزيارتكِ.”
إذًا، هذا يعني…
“أولاً، دعينا نسمع عن العرض و نتائج البحث و مكان التدريب.”
هل جئتَ إلى هنا لتتلقى تقرير عمل مني؟
هذا ما تقصده، أليس كذلك؟
“الآن؟”
“نعم ، الآن. تكلمي ، يا دوقة.”
هههه.
ضحكتُ بهدوء داخليًا.
كيف أستطيع قتـل هذا الرجل؟
التعليقات لهذا الفصل " 54"