“لقد رأيتكَ.”
إذا كان عليّ أن أحكي قصّة له ، فعلى الأقل اليوم فقط ، لتكن ليست قصتي.
لأنـكَ ، يا ملاذي الوحيد ، يا غابة البامبو الخاصّة بي ، هززتنـي.
‘اليوم ، دعنـا نتحدث عن قصتـكَ.’
ضغطتُ بقوة على يدي المتشابكة ، و أطلقتُ طاقة التوجيه بقوة أكبر.
وضعتُ يدي الأخرى ، وهي لا تزال متشابكة ، على شفتي الإمبراطور.
حدّقتُ فيه و هو يعضّ ظهر يدي ، كما لو أنّه فهـمَ نيتي ، و استدعيتُ نافذة الحالة.
‘لا حاجة لتجميع نقاط التوجيه بسرعة.’
مع وجه الإمبراطور الذي يتلاشى بشكلٍ ضبابي، تنخفض القيم بسرعة.
“جلالتكَ.”
حتى دونَ تقبيل أو عناق أو تلامس عميق، كانت القيم تنخفض بشكلٍ مستقر مع تلامس بسيط.
كان يحثّني على تقبيله ، لكنني تجاهلته.
“لقد رأيتُـكَ في البوابة ، بشكلٍ صغير.”
تدفّق التوتر.
“صبـي صغير و ضعيـف.”
بدت النظرات التي تنزل ببطء و كأنّها ستبتلعني.
“لقد أنقذتكَ. لذا اليوم ، بدلاً من قصتي ، أخبرني أنـتَ بقصتكَ ، جلالتكَ.”
نظرتُ إلى كايسيس، الذي بدا مذهولًا كما لو أنّه سمع قصّة غير متوقعة، و وقفتُ على أطراف أصابعي.
استجاب و أمال رأسه ، فقبّلته قليلًا.
تبعني وجهه الوسيم ، المرتخي بنعاس، كما لو أنّه يطلب قبلة أعمق، لكنني توقفتُ هنا.
“ألن تخبرني بها؟”
“أنـتِ قاسية.”
بالطبع، قد يبدو تصرفي الآن، بعدم تهدئة ألمـه دفعة واحدة ، قاسيًا.
لكن القيم تنخفض بهدوء، فما هذا التدلّل؟
“أشعر أنني لسـتُ على ما يرام اليوم.”
نظرت عيناه كما لو أنّهما ستقفزان.
“لذا، اليوم، دعنـا فقط نمسك الأيدي…”
“هل أُصبـتِ؟”
جذبتني يـده فجأة.
اصطدم وجهي بصدره الصلب كالصخرة مرّةً أخرى.
آه، ما هذا التّصرف؟
لكن حركة يـده المتوترة جذبت يدي المتشابكة ، مما جعلني أرفـع رأسي تلقائيًا.
تقابلت أعيننا. على عكسِ اللحظة السابقة، كان هناك تعبير و عينان يائستان.
“هل أصبـتِ بسببي؟ أليس كذلك؟ هل حدثَ هذا لأنـكِ دخلتِ البوابة؟”
ذكّرني مظهره ، الذي تجاهل هيبة الإمبراطور ، بالصبي الصغير الذي رأيته في البوابة.
“نعم ، حتى المرشد يمكن أن يتأثر بالهجوم العقلي. هل رأيتِ شيئًا فظيعًا؟ لذا…”
رأيتُ تعبيره يتصلّب ، فأخبرته بجـزء من قصتي.
“أنـتَ أول مستيقظ أحـبّ قوتي . رأيتُ ماضيـكَ فقط.”
“…..”
“لم يكـن الأمر مؤلمًا جدًا. لذا، اليوم، أريد سماع قصتـكَ. أخبرني.”
تبدّل الشخص المتوسّل بيننا الآن.
كان هذا هو الخيار الصحيح لتقليل حديثي عن نفسي قدر الإمكان.
عندها أمال رأسه و قبّـل جبهتي بلطف.
“لا تكـرري.”
عندما انتشرت اللمسة الدافئة و المثيرة للحكة على بشرتي ، قال بينما شفتاه لا تزالان ملامستين:
“لا تكـرري مثل هذا الكلام . إمبراطور الإمبراطورية يتـوق إلى قوّتـكِ بهذا الشغف ، فمَـنْ قد يجرؤ.”
هل هو غاضب لأن هناك مستيقظين آخرين؟
“أنـتِ خلاصي.”
كلمات يقولها دائمًا.
“لم أكـن مختلفًا. كل المرشدين الذين لامسوني.”
كان وجهه المائل نحوي يبتسم بمرارة.
“كانوا يظهرون تعبيرًا كما لو أنّهم يقفون أمام وحش. أنـتِ أوّل مرشدة لم تفعل ذلك.”
ربّما كنتُ أنا و هو في موقف مشابه حقًا ، هكذا كنتُ أفكّر.
أنا ، المرشدة التي لم يرحّـب بها أحـد.
و هو ، الذي لم ينقـذه أي مرشد.
‘حتى والدتكَ نادتكَ بالوحش.’
هـذا ألمـه.
نشأت في داخلي رغبة مفاجئة في مواساة هذا الرجل.
كم من الوقت مـرّ منذ أن قررتُ عدم الاقتراب ، و وضع مسافة ، و سحب قصتـه عمدًا؟
‘يبدو أنني مجنونة حقًـا.’
لكن لماذا أنا أقترب خطوة الآن و أضع يدي على خـدّه؟
“لذا، يا مرشدتي، لا تهربي مني.”
على الرّغم من أنني أعرف أنّه يملك كل شيء ، و مهما كان ماضيه مؤلمًا، فهو الآن أقوى حاكم في الإمبراطورية.
“لا تفعلي.”
أمام إمبراطور طاغية لا يجرؤ أحد على مواجهته.
“قبّليني.”
وقفتُ على أطراف أصابعي مرّةً أخرى.
هذه المرّة ، جذبني من خصري بقوة حتى ارتفع جسدي.
وضعتُ ذراعيّ حول عنقه بشكل طبيعي، و غرقتُ في قبلة.
شعرت بدوار في رأسي. طاقة تُسحب بقوة، شعور بأن شيئًا يأخذ من جسدي.
دوار.
ثم شعرت و كأن شيئًا وخـز في ذهني كإبرة ، لكنني لم أستطع إدراكه بوضوح.
في تلكَ اللحظة ، بـدت نافذة النظام و كأنّها تحذّر عن شيء بينما تصدر صوت تشويش─
ثم اختفى التحذير.
* * *
غادرت مرشدته مرّةً أخرى.
جمعت شظايا القوة التي كانت تقطّع بشرته و تفتت قلبه.
حدّق كايسيس في أثرها الذي يتلاشى كالضباب، و أصبحت عيناه أكثر وضوحًا تدريجيًا.
ثم أنزل بصره إلى ما كان يمسكه منذُ قليل.
قبضة يـده.
“…..”
أصابعه فتحت ببطء.
و كان هناك شيء فوقها.
شعرة سرقها خلسة من شريكته.
“……”
كانت حمراء زاهية.
تمامًا مثل لون شعر شخصٍ ما.
* * *
كنتُ مشغولة بشكلٍ مقزز.
‘الحياة ، الحياة اللعينة!’
حتى بعد انتقالي إلى هذا العالم…
العمل الإضافي طوال الليل؟
‘هل هذا حقيقي حقًّا؟’
حدّقتُ في الأوراق التي تتكاثر بشكلٍ مخيف أكثر من فوائد القروض، حتى مع معالجتها.
لكن حالة السحرة الذين كانوا يأتون لتقديم التقارير كانت، إن لم تكن أسوأ مني، فليست أفضل ، لذا لم أكن أستطع الغضب منهم.
‘لماذا معاملة السحرة في هذا العالم قاسية جدًا؟’
هل لأن رئيستهم مدمنة العمل؟
أمسكتُ رأسي الذي يرنّ و صررتُ على أسناني.
ثلاثة أسابيع و بضعة أيام متبقية حتى العرض.
كنتُ أستيقظ كالأشباح في الفجر لأتدرّب على السحر ، أشعر بالغثيان ، ثم أبدأ العمل.
بما أنني يجب أن أقدّم نتائج البحث إلى الإمبراطور، كان السحرة يسرّعون وتيرتهم ، و لم أكـن مختلفة.
‘أشعر أنني سأتقيأ.’
الشيء الجيّـد الوحيد هو أن إتقاني للسحر يتحسّن تدريجيًا.
‘عندما استخدمته لمرّةٍ واحدة اليوم ، لم أتعثّر.’
تذكّرتُ لوسي، قطتي السمينة، التي كانت تسخر مني و هي تتحرك معي كما لو أنّها تقيّم حالتي، فتحوّل مزاجي الجيد إلى منحنى هابط.
“متى ستصبحين بارعة؟” ، هذا ما قالته لي حينها!
‘انتظري و سترين. سأستعيد هيبة الساحرة العظيمة بالتأكيد، أيتها القطة السمينة.’
عبستُ و أنا أنظر إلى مكان لوسي الفارغ اليوم أيضًا.
أين تتجول في النهار، حقًا؟
في تلكَ اللحظة، دوى صوت قوي، كأن شيئًا اصطدم بالباب.
رمشتُ بعيون متفاجئة، ثم سمعتُ طرقًا مهذبًا.
طق طق.
“ادخل.”
ما إن سمحتُ بتعبير متردد حتى فُتح الباب فجأة.
“سيدتي!”
فدخل رجل بوجه مليء بالفرح، كما لو أنّه نجح في الاعتراف بحبّـه الأول.
اسمـه ، اسمـه…
“ما الأمر، أردييل؟”
كان هناك ساحر يمدحه الساحر الأول دائمًا بشدّة.
كان هذا الرجل، أردييل.
ساحر عبقري يبلغ من العمر عشرين عامًا، يُطلق عليه عادةً أصغر ساحر.
‘بين سحرة البرج الذين معظمهم في منتصف العمر، هو بالتأكيد صغير السن.’
على أي حال، انتهت انطباعاتي عنه هنا.
حدّقتُ في الساحر الذي كـاد يركض نحوي.
شعر بنفسجي طويل متشابك ، بشرة شاحبة تناسب عاداته في الانغلاق في المختبر، و عيون بلون الليمون تلمع بشكلٍ رائع.
وجه جميل بالفطرة، لذا لا يبدو جسمه النحيف عيبًـا.
‘ليس شخصية ثانوية.’
لكنه ليس شخصية ذُكرت بشكلٍ خاص في القصة الأصلية.
فجأة، انفجر هذا الرجل بالبكاء أمامي.
ما هذا؟ ما الذي يحدث!
لماذا يبكـي؟
“أنا! لقد وجدتُهـا!”
التعليقات لهذا الفصل " 52"
احس خطرت في بالي نظرية لان المنظمة قالوا قبل ست سنين ذبحوا (نسيت اسمها بس المهمة الي تضبط قوتهم) معقولة الي ذبحوها البطلة وراحت لعالم الارض ولما ماتت بالارض رجعتها لوسي لعالمها الاصلي؟ وعلشان كذا كانوا مايحبونها بالارض لانها مو من عالمهم يمكن فيأثر عليهم
وي ذا لقى مين كمان؟ لايكون المزيفة الي من المنظمة؟