انحنى بعمق.
في الظلام ، كان الشخص الذي على الجانب الآخر من كرة الاتصال يوبّخـه بصمت مليء باللوم.
“أنا آسف ، سيدي.”
الزّعيم الذي يحترمونه بشدّة. الشخص الذي دفع بهذه الأمور بثبات.
لكنه خيّب آمالـه.
“حاولتُ قتل الإمبراطور ، لكنني فشلت.”
لفتح البوابة، كانت هناك حاجة إلى تضحية كبيرة.
لقد كان هجومًا مدروسًا استثمروا فيه الكثير، لكنه للأسف فشـلَ فشلًا ذريعًا.
بوابة هجوم عقلي تقيّـد المستيقظين.
الإمبراطور الذي كان على وشكِ الانهيار.
و الظروف التي تُـرك فيها وحيدًا.
‘كان من المستحيل أن يخرج حيًـا.’
─ إذًا، هل يعني هذا أن رفيقة الإمبراطور موجودة بالفعل في مكانٍ ما في الإمبراطورية؟
تجمّد وجهه عند سماع صوت الزعيم.
“لكن تلكَ الرفيقة…”
ألم يتخلّصوا منها؟
إذن لمـاذا ، بعد ست سنوات ، ظهرت فجأةً شخصية تُدعى رفيقة الإمبراطور مرّةً أخرى؟
‘أم أن الشخص الذي أمسكناه كان مزيفًا؟’
لا، لا يمكن أن يكون كذلك.
“إذا أعطيتني فرصةً أخرى ، سأتأكد هذه المرة من التعامل مع الأمر بشكلٍ صحيح…”
─ لا.
أغلق عينيه بقوة.
في الواقع، يمكن لأي شخصٍ أن يجلس في هذا الموقع كذراع الزعيم.
لكن الزعيم نفسه كان شخصًا عظيمًا لا يمكن استبداله.
─ سأذهب بنفسي.
“….!”
─ سيرغب وفـد المملكة المقدسة في زيارة الإمبراطورية. و هناك ، سأراقب محيط الإمبراطور بنفسي.
المملكة المقدسة. تلكَ المجموعة الغبية التي تقدّس حاكمًا تخلّى عن هذا العالم.
لقد زرعوا جذورهم هناك عمدًا.
“هل ستأتي بنفسـكَ؟”
تألقت عيون المساعد بحماس.
كم مـرّ من الوقت منذ آخر مرة؟
الزعيم نفسه سيزور الإمبراطورية.
“إنه شرف عظيم. سأجهّز كل شيء.”
─ أتوقّع ذلك.
طقطقة
انقطع الاتصال.
وقف المساعد الذي يعتبر ذراع الزعيم، وهو يعاني من تصلّب ركبتيه ، و أطلق ضحكة ذات مغزى.
لا أحد يعرف مَـنْ يكون ، هو الذي يخفي هويته و يساعد الإمبراطور. لكنه لن يتمكن من فعل ذلك بعد الآن.
لأنهم سيجعلون ذلكَ مستحيلًا.
تحت القوة العظيمة.
“هاهاها!”
الإمبراطور ، و جميع الوحوش الموجودة في الإمبراطورية ، يجب أن يختفوا جميعًا.
* * *
كنتُ أقـف أمام بـاب ضخم بينما أبتلع لعابي.
لقد حـان الوقت أخيرًا.
‘يجب أن أدخل . يجب أن أدخل.’
تغيّبتُ عن القصر لمدّة يومين بحجة الانشغال بالبحث للعرض ، لكن الإمبراطور كان لا يزال يقاتل في البوابات.
لذا استُدعيتُ مرّةً أخرى.
في اللّحظة التي فتحتُ فيها الباب و دخلتُ ، تـمّ إمساك خصري.
قبل أن أتمكن من الشعور بالصدمة حتّى، جذبني شخص ما إلى حضنـه.
“كنـتُ أنتظـركِ.”
رنّ صوت عميق من صدر الشخص عند أذني.
رفعتُ رأسي لأجـد نفسي أواجه عينين زرقاوين تلمعان كبلورات الجليد.
بينما كنتُ أنظر إلى تلكَ النظرات المتوسلة، استخدمتُ نقطة التماس عمدًا لنشـر طاقتي.
“دائمًـا.”
شعرتُ من خلال أطراف أصابعي أن جسـد المستيقظ يتأرجح بفعل طاقة الإرشاد التي تتدفق برفق.
” هذا الألـم فظيع. لكن الآن، أصبحت أجـد نفسي أتطلّع إليه ، و هذا مضحك.”
استمرّ في الكلام.
لم أقـل شيئًا.
“عندما أتألّـم، أنـتِ تأتيـن.”
نعم ، هـذه هي المشكلة.
“يا مرشدتي.”
رائحة الدم الخافتة ، الجسـد الذي يكرر التجدد ، و الطاقة الباردة الحادّة التي تستقر بفعل طاقتي.
كانت المشكلة هي مواجهة هذه اللّحظة حيث يصرخ هذا الشّخص بكلّ جسـده أنّه يريدني.
‘لا أستطيع أن أكرهـه.’
على الرّغمِ من أن هذا الرجل، الإمبراطور ، هو مَـنْ يهـدّد حياتي.
بفضل الإمبراطور الذي يشـكّ و يحذر بينما يتساءل إن كانت الدّوقة آرييل التي يكرهها مرتبطة بمرشدته الليلية.
‘بسببـكَ ، حياتي تتأرجح كل لحظة.’
لذا يجب أن أكرهـه بشدّة ، لكن لا أستطيع فعل ذلك بسبب تلكَ النظرات المتوسلة.
عندما أفكر في الأمـر ، لم يمض وقت طويل منذُ أن بدأتُ أشعر بالألفة مع هذا الوجه الوسيم الذي كان مجرّد شخصية في <الإمبراطور المجنون>.
مثل الملابس التي تبتلّ تحت المطر الخفيف ، بدأت تتسرّب المشاعر.
متى بدأ هذا بالضبط؟
“يا مرشدتي.”
حتى هذا اللقب الودود ليس لـي.
كان هذا يغضبني.
‘لقد نسيتُ مكاني.’
لستُ غاضبة من الإمبراطور، بل من نفسي أنا عبـدة المهمة التي شعرت بالألفة مع الشخص بشكلٍ تعسفي.
‘كنتُ غبيـة. المستيقظون الذين يبدون لطفاء أمام مرشديهم هم فقط مَـنْ يخفون نواياهم.’
بعد أن أطفأتُ النار المستعرة بسرعة ، أبعدتُ يـدي عن صدر الإمبراطور و تراجعتُ خطوة.
سقطت يـد الإمبراطور التي كانت تمسك خصري بقوة بشكلٍ طبيعي.
عيون زرقاء مرتخية.
نظرات لا تدركني.
‘لا بأس. قوة النظام لا تزال فعّالة.’
لكن عندما تذكّرتُ كلمات الإمبراطور الذي كان يتذكّر و يحلّل الكثير، شعرت بالقشعريرة تسري في جسدي.
‘يجب أن أبقى متيقظة. عند التفكير فيما حدثَ داخل البوابة ، فإنٌ قوة النظام ليست كاملة.’
إذا انجرفتُ وراء هذا الوجه الوسيم، قد يُكتشف أمري في لحظة.
مهما كان شعوري بالعاطفة تجاه المستيقظ الذي يتوسّل إليّ ، فهذا شيء و ذاك شيء آخر.
“لماذا لا تقبّلينني؟”
حتى لو قال هذا مثل هذا الهراء بلا مبالاة بهذا الوجه!
‘هذه مجرد حركة من المستيقظ لإرضاء مرشدته. استيقظي، يا أنا!’
رأيتُ يـد الرجل الكبيرة تمتد قليلًا.
تلكَ اليد التي كانت المشكلة منذُ البداية.
حدّقتُ في تلك اليد بينما كنتُ أعضّ شفتيّ.
لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟
أمسكتُ يده ببطء و نشرتُ طاقتي.
سمعتُ تنهيدة مفعمة بالعاطفة من الرجل فوق رأسي.
رغمًا عني ، شعرتُ بالسعادة معـه ، فعضضتُ شفتيّ البريئتين بقوة.
“داخل البوابة.”
اليوم، كان الإمبراطور يتحدّث كثيرًا ، بينما أنا ظللت أنا صامتة.
“هل أنـتِ مَـنْ أنقذني؟”
لكنني لا أستطيع تجاهله إلـى الأبد.
بما أنّه كشف عن شكوكه للدوقة آرييل في النهار، فيفترض أنني أنا التي آراه في الليل لا أعرف شيئًا.
نظرتُ إلى عينيه الزرقاوين بوضوح و قلت:
“لأنني وعدتُـكَ . قلتُ إنني سآتي كلما كنتَ في خطر.”
على الرّغمِ من أنّكَ أفشيتَ عن هذا الوقت السري الذي بيننا للدوقة آرييل.
كنتَ ملاذي السري.
في اللّحظة التي أفشيتَ فيها، أصبح عليّ ارتداء قناع كاذب حتى في الليل.
هذا يجعلني أشعر بالفراغ و الخيبـة.
“قلتِ إنّكِ دخلتِ البوابة.”
“هل الوقت و المكان مهمان؟”
“هل تعرفين كم قصتكِ مذهلة…”
بالطبع كنتُ أعرف.
لأنّه يتحدّث الآن بشكلٍ غير مباشر عن وجود قوة تتجاوز قواعد البوابة.
ربّما اعترافي هذا سيجعل الإمبراطور يشـكّ أكثر في علاقتي بالأشرار.
و هذا ما أريـده.
‘بدلًا من الدّوقة آرييل ، اربط أمر المرشدة بهؤلاء!’
النظام لا يزال هادئًا.
لم تومض نافذة الحالة باللون الأحمر.
كل ما يظهر هو مؤشر انخفاض مستوى الانهيار لكايسيس بفضل طاقة التوجيه المستمرة.
87%.
81%.
78%.
72%…
لكن إمساك اليدين يصل إلى هذا الحد من السرعة و المستوى.
تلامست بشرته بين أصابعي.
كانت الحركة المتشابكة بطيئة و تتسبّب بالحكة.
جذبني بقوة أكبر ، فسقطتُ نحوه.
مع شعور بالإرهاق و كأن شيئًا يُسحب مني ، ارتخت ركبتاي.
تنفّستُ ببطء في حضن الإمبراطور الذي دعمني و جعلني أستند إليه.
“لماذا أنـتِ صامتة اليوم؟”
لأنّـكَ تشـكّ بي.
“وعـدتِ أن تخبريني قصصـكِ.”
و أنـتَ خرقتَ وعـدكَ.
“يا رفيقتـي.”
لامست شفتان ناعمتان طرف يدي.
فرك شفتيه على يدي كما لو كان يتوسّل، كحيوان صغير ودود.
“أخبريني.”
على الرّغمِ من أنّني أعرف أنّه يشـكّ بي و يحاول جمع المزيد من الأدلة.
‘لأنّـكَ قلـتَ إن قوتي جيّدة.’
فتحتُ فمـي.
التعليقات لهذا الفصل " 51"
وش ذنبها تتحمل انفصام الامبراطور الغبي؟
هو طبيعي لان الدوقة عدوته بس ياخي تحزن💔 💔
ياعمري كل مااحزن على البطلة اكثر اكره الامبراطور والنظام اكثر