طفل أصيب بالصمت بسببِ صدمة.
عيناه الخضراوان المذعورتان مختلفتان تمامًا، لكن شعره الفضي اللامع يشبه ذلك الإمبراطور المزعج.
هذا الطّفل هو شقيق الإمبراطور و تلميذ هيلاريا التي تجسدتُ فيها.
بمعنى آخر، رهينة سياسية بين المستيقظين و السحرة.
وفي الوقتِ ذاته، الوجود الذي سيجعل العلاقة بين الإمبراطور و هيلاريا تصل إلى أسوأ حالاتها في المستقبل.
‘إذن، أنتَ الأمير لوياس.’
تناولتُ الورقة التي كتبها الطفل بحركات دقيقة.
كانت هناك حروف بلغة أجنبية يفترض أن تكون غريبة.
لحسنِ الحظ، لستُ أميّة.
ربّما بفضل خاصية التجسد، استطعتُ قراءة الكتابة وفهمها بسهولة.
لكن المشكلة ليست هنا.
“حفلة؟”
كان المكتوب على الورقة:
─ سيدتي المعلمة، اصطحبيني إلى الحفلة.
“……”
كان خط يده لطيفًا لدرجةِ أنني كدتُ أضحك، لكن المحتوى لم يكن مضحكًا.
الحفلة، أليس ذلكَ الحدث؟
الحدث الأهم.
رغمَ أنني لا أعرف الجدول الزمني الدقيق للقصة الأصلية، كنتُ أعلم أننا قبل بدايتها.
أتذكر أن الحفلة غدًا هي الحدثُ الذي تظهر فيه البطلة أمامَ الإمبراطور لأوّل مرة.
لكن، أن أذهبَ أنا معه؟
هذا الطفل سيُصاب بجروح خطيرة في تلك الحفلة بسببِ جنون الإمبراطور…
“لوياس.”
بكلمتي هذه، رأيتُ الترقب في عينيه يتلاشى ببطء.
‘آه، ماذا أفعل؟ سأجعله يبكي.’
لكنني لم أقرّر بعد إن كنتُ سأحطم القصة أم أتسلل كمساعدةٍ في أحداثها لأنجو.
هل حضور حدثٍ كبير كهذا هو الخيار الصحيح؟
كأنها تستشعر حيرتي، تدخلت نافذة الحالة المزعجة مرة أخرى.
هذه المرة، بدونِ ألعاب نارية.
سألتني نافذة رمادية:
[حدث نقطة تحول هامة.
دعوة لوياس.
الطّفل يريد من معلمته أن تكونَ شريكته و تظهر أمام أخيه.
هو يحترمكِ و يحترم أخاه، لكنه يخافكما أيضًا.
هل تقبلين دعوة لوياس؟
قرري بحكمة.
اختياركِ سيحدّد مجرى الأحداث.]
عضضتُ شفتيّ بقوة.
سأعيش.
لن أكون شريرة محكومة عليها بالموت، بل سأظل منافسة الإمبراطور العنيدة حتى النهاية.
دونَ أن يتمّ كشفي، بسلام!
لذا، مهما فكرتُ، يبدو أن تخطي الحفلة هو الخيار الصحيح.
ما زلتُ لا أعرف الكثير. إذن، الرّفض هو الخيار الأكيد…
“…..”
“…..”
‘هذا صحيح، أليس كذلك؟’
‘آه، يا للقسوة.’
إذا رفضتُ، سيذهب الطفل إلى الحفلة وحده و كما في القصة الأصلية سيُصابُ ربّما حتى الموت.
وجهه الشاحب، شفتاه المطبقتان، و يده المرتجفة المشدودة كشفت مدى الشجاعة التي استجمعها ليأتي إليّ.
“هااا.”
شعرتُ بطعنة في قلبي و فتحتُ شفتيّ ببطء:
“لوياس، لا أستطيع الذهاب.”
* * *
أين أنا؟ مَنٔ أنا؟
ظننتُ أن الدوقة آرييل ترتدي الزي الرسمي فقط، لكن كان لديها فساتين فاخرة و أنيقة بكثرة.
لم أحتج لتحضيرات كبيرة لحضور الحفلة في يوم واحد!
“آه، منذُ متى لم نرَكِ في حفلة، سيدتي! كما هو متوقع، جئتِ لرفع شأن السحرة.”
“نحن نحترمكِ يا سيّدتي! متى ستُظهرين سحركِ…”
نعم، لقد خسرتُ.
[تم اختيار نقطة التحول.
قررتِ إنقاذ لوياس.
هذا سيؤثر بشكلٍ كبير على الأحداث القادمة.
نتمنى لكِ اختيارًا حكيمًا!]
لوياس، الذي يبتسم بخجل ممسكًا بيدي، كان الفائز اليوم.
‘لا بأس. يقولون إنه حتى في وكر النمر، إذا بقيتِ متيقظة، يمكنكِ البقاء.’
نعم، إذن…
“جلالتك.”
‘آه، اللعنة.’
لم أقصد أن يأتي النّمر مباشرةً!
* * *
الأمير الصغير، هذا هو اللّقب الذي أُطلق على لوياس.
حتى في سن العاشرة، كان يعرف مكانته.
كرهتْ أمه، الساحرة، والده و أخاه، لكنه هو مَنْ كان المنبوذ.
مقارنةً بأخيه، المستيقظ الممتاز للماء و الجليد، كان أميرًا ساحرًا مصابًا بالبكم، عاجزًا عن إلقاء السّحر، و عارًا كبيرًا.
لكن لوياس عاش.
بفضلِ قرار أخيه المتغطرس لكن الحنون تجاه عائلته.
رغمَ مغادرته القصر الإمبراطوري ليعيش تحت رعاية معلمة غريبة، كان لوياس ممتنًا.
لذا، حاولَ ألا يبكي رغمَ برودة معلمته و قسوتها.
حتى عندما أصيب بالحمى لأسبوع دونَ زيارة منها، لم يشعر بخيبة أمل.
و رغمَ شوقه لأخيه الإمبراطور، لم يتمكن من قول كلمة أمامه، لكنه لم يشتكِ لأحد.
لكن كان لديهِ رغبة واحدة.
في حفلة تأسيس الإمبراطورية، أرادَ إظهار أنه على قيد الحياة، و أن معلمته لم تتخلَّ عنه رغمَ صمته.
لذا، استجمع شجاعته و طلبَ من معلمته ذلك.
‘لقد أمسكتْ يدي.’
‘ههه.’
ابتلع لوياس ضحكته بخجل.
رغمَ برودة معلمته، ساحرة النار، لم تتغير تعابيرها، لكنها أمسكت يده طوال الحفلة.
تعثرت قدماه.
‘لو أظهرتُ هذا لأخي الإمبراطور، ألن تتحسن علاقتهما؟’
قلبه الصغير نبضَ بالتوقعات، لكن عندما رأى أخاه و معلمته وجهًا لوجه:
‘آه.’
ابتلعَ ريقه.
لم يرهما كثيرًا، لكن من حديث الخدم، عرفَ أن علاقتهما سيّئة حقًا.
‘أتمنى لو يتصالحان…’
كان الصّبي يحبّهما.
يحبّهما حقًا.
لذا، تمنى أن يأتي اليوم الذي يبتسمان فيه لبعضهما.
نظرَ إليه شقيقه، الذي كان يدير عينيه، وقال لمعلمته:
“هل إعلان حضوركِ قبل يوم واحد هو الأدب الذي تؤكدين عليه، الدوقة؟”
‘آه! هو غاضب.’
انكمشَ لوياس.
تعابير أخيه و نبرته كانت حادّة و قاسية.
‘هل ستكون معلمته بخير؟ بسببي…’
كادت دموعه تتساقط.
لكن صوتًا باردًا لا يقل قوّة رد:
“كسيّدة برج السحر المسؤولة عن أمن القصر، كنتُ مشغولة و أخرتُ قراري. ألا يُسمح لي بهذا القدر من التصرف، جلالتك؟ معاملتك للخدم المخلصين قاسية.”
‘آه!’
‘معلمتي؟’
اتّسعت عينا لوياس الخضراوان.
لم تبدُ معلمته متأثرة… بل بدأ يقلق على شقيقه الإمبراطور.
لم يعرف لوياس بذلك بعد، لكنه سيظل يدير عينيه مرات عديدة اليوم.
* * *
بيب بيب.
[تحذير!
هوية الشّخصية تتزعزع!
لحماية المستخدم، سيتم اختيار حوار و سلوك يناسب ‘هيلاريا داين لا آرييل الدوقة’.]
‘كما توقعتُ.’
أمامَ الإمبراطور، تظهر نافذة التحذير تلقائيًا.
فقدتُ السيطرة على جسدي فورًا، و كأنني متفرجة، أشاهد الحوار الحاد.
“مجيئكِ خلفَ أخي ليس سوى حيلة دنيئة، دوقة.”
“آه، يبدو للجميع أنني أقفَ أمام تلميذي لحمايته.”
“ألا ترين تجمّده؟ أم أن هذه وسيلة دنيئة للضّغط عليّ؟”
“لا أعرف منذُ متى أصبحَ إظهار طفل يأكل و ينام جيدًا وسيلة تهديد. خرجتُ فقط لأن تلميذي أرادَ رؤية شقيقه البارد.”
“هههه، إذن، تصرفتِ بحسنِ نية من أجل الطفل؟”
“لا أعرف إن كانت هذه الكلمات أمامَ الجميع ستفيد تلميذي. لكنكَ لستَ قدوة كحاكم أو أخ أكبر، جلالتك.”
“…..”
‘واه، هذا قاسٍ حقًا.’
مهما فكرتُ، هيلاريا التي تقول ما تريد أمام درجة SSS ليست عادية.
شعرتُ بدفء يد لوياس الصغيرة و هو يمسكُ يدي بقوة، و بكيتُ داخليًا.
‘نعم، أعرف، إنه مخيف، أليس كذلك؟’
‘أنا خائفة أيضًا!’
ارتجفتُ داخليًا.
لكن ماذا أفعل؟
لئلا أُكتشف ، قد يكون من الأفضل تركُ جسدي يتحرك.
هالة ذلكَ الرجل، تلكَ الهالة المدمرة المرعبة، كانت تضغط عليّ.
كانت تشبهُ إحساس البوابة المرعب، فتذكرتُ صدمة الموت، و غطّى السواد رؤيتي.
هل سأعتادُ على هذه القوة يومًا؟
بينما كان جسدي يواجه الإمبراطور، رتبتُ أفكاري بهدوء:
‘حسنًا، جئتُ إلى الحفلة بناءً على طلب لوياس، لذا بمجرد استعادة السيطرة، سأعيده.’
لوياس لا يجبُ أن يكونَ في هذه الحفلة.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 5"