“إذًا، إن لم يكن لديـكِ أخت، فهل لديكِ قريبة ذات شعر أحمر و وجه يشبه وجهكِ؟”
كح، كح،
استمرّ السعال يخرج مني.
بعد أن سعلتُ لفترة، سألتُ و أنا عاجزة عن إخفاء وجهي المحمّر:
“ما الذي تريد سؤاله بالضبط؟”
لم يكـن مختلفًا كثيرًا عن المعتاد.
نظرات باردة خالية من الدفء، تلكَ التي ينظر بها إليّ في النهار.
و وجه متجمّد أكثر برودة من المعتاد، كما لو أنّه يتذكّر بوضوح ما حدثَ آخر مرة.
‘لكن لماذا يطرح مثل هذه الأسئلة؟’
بينما كان قلبي ينبض بقوة حتى شعرتُ أنّه يرنّ في أذنيّ، قال كايسيس بلا مبالاة:
“تبدين حساسة جدًا. هل هذا سؤال لا يجب طرحه؟”
كيف يفترض بي أن أردّ على هذا؟
لماذا يسأل مثل هذه الأسئلة!
‘هل رأى شيئًا داخل البوابة؟ هل… يختبرني الآن؟’
شعرت بالدّوار للحظة.
كان قلبي يخفق و كأنّه سينفجر ، أردتُ أن أصرخ.
للحظة ، شعرتُ بالذّهول ، لكن إرادتي للبقاء كانت قوية.
‘لا يمكن أن يُكتشف أمري هكذا. يجب أن أفعل شيئًا. يجب أن أقول شيئًا.’
لم تُظهر نافذة النظام أي تحذير و لم تقم بالسيطرة على جسدي، لكنّني فتحتُ فمي.
تدفّقت كلمات باردة تناسب الدّوقة آرييل من شفتيّ المفتوحتين.
“حتى لو كنتَ جلالتكَ، ألا يحمل سؤالكَ الكثير من الشكوك؟”
“ما الذي تقصدينه؟”
ضحكتُ بسخرية، و رفعتُ حاجبيّ كما لو أنّني مستاءة.
ثم جمعتُ قوتي كاملة لمنع نفسي من الاهتزاز و بدأتُ بالهجوم المضاد.
“أنا الوريثة الوحيدة لعائلة الدّوق آرييل . هذا شيء يعرفه كلّ شعب الإمبراطورية. فلماذا تسأل فجأة عن وجـود أخـت لي، هل تحاول السخرية مني؟”
ربّما حاول كايسيس، على غير عادته، أن يقول شيئًا مربكًا.
لكنّني كنتُ أسرع.
“أم أنّكَ تشكّك الآن في قدراتي كرئيسة لعائلة الدّوق آرييل؟ هل هذا لأنّكَ تعتقد أنّني حاولتُ إيذاء شقيقكَ الثمين؟”
هيا، كيف ستردّ الآن؟
قـل شيئًا.
عندما فكّرتُ في الأحداث الأخيرة، لم أرد أن أخفض رأسي، فهاجمتُ بقوة.
تصادمت نظراتنا الباردة.
في تلكَ اللّحظة ، أمسك كايسيس فجأة بالتقرير الذي قدّمته سابقًا.
و هـزّه.
“هذا التقرير الذي جئـتِ بـه ، أليس كذلك؟ الأمر الملحّ الذي أصدرتـه. أن تأتي بمرشدة الإمبراطور.”
ابتلعتُ لعـابي.
لماذا يتحدّث عن هذا الأمر الآن؟
السّحرة، و ربّما فرسان الإمبراطور أيضًا ، يبحثون بجـدّ عن شريكة الإمبراطور.
لم يشارك كايسيس ، وفقًا لاتفاقنا ، أيّ شيء مشبوه عن المرأة التي تزوره كلّ ليلة مع أحـد.
بمعنى آخـر ، العديد من الأشخاص الماهرين لا يزالون يضيّعون وقتهم حتى اليوم.
بمَـنْ فيهم أنا.
“حتى دوقـة موهوبة مثلكِ لم تستطع إيجاد مرشدة الإمبراطور.”
لا أعرف ما يحاول قوله، لكن كان لديّ شعور سيء منذُ دخولي قاعة الاستقبال.
“و لا تزالين غير قادرة حتى على إمساك طرف الخيط.”
لم أستطع إبعاد نظرة الشكّ في أنّـه قد لاحظ شيئًا.
‘إذا عرفَ الحقيقة.’
إذا عرفَ أنّني ، التي أنظر إليه بنظراتٍ غاضبة ، هي تلكَ الشريكة نفسها في الليل.
‘ربّمـا قد يتقيًّأ.’
سيظهر تعبيرًا لا يصدّق ، سيغضب، أو ينكـر الأمر.
كنتُ دائمًا أسخر من هذه الحقيقة في داخلي.
لكن لماذا ، في هذه اللحظة ، شعرتُ بمرارة من هذا التناقض؟
على الرّغمِ من أنّني أعلم أنّ تلكَ المعاملة اللطيفة التي يظهرها فقط للشريكة المتوافقة معه هي مجرد تصنّـع.
‘هذا الفرق.’
واضح جدًا.
“كيف يفترض بي أن أتقبّـل عجـز الدوقة؟”
قلتُ بينما رسمت ملامح باردة على وجهي:
“الأدلـة قليلة جدًا. يجب أن تعرفَ أنّ مطالبة جلالتكَ بإيجادها بهذه الطريقة هي وقاحة بعينهـا.”
“نعم ، الأدلة قليلة. هل هذه هي المشكلة؟”
“نعم . الشّخص الذي ظهرَ فجأةًفي قاعة الوليمة، عالج جلالتكَ و اختفى ، مليء بالغرابة.”
“غريب؟”
“نعم. و بما أنّ الشاهد الوحيد هو جلالتكَ ، لا ينبغي أن تطلب مني تأكيد ذلك.”
عندها قال كايسيس:
“إذًا.”
“نعم؟”
“إذا كان هناك المزيد من الأدلة ، هل سيكون ذلك كافيًا؟”
“…..”
حثّني الإمبراطور الذي بدا و كأنّه يبتسم بهدوء ، على الكلام
“لماذا لا تجيبين؟”
لأنّني ، أيّها الأحمق ، أشعر و كأنّني تلقّيت ضربة على رأسي!
‘هذا الرجل ينوي خرق اتفاقنا و خيانتي.’
شعرتُ حقًا باضطراب من شعوري يالخيانة.
كان هذا الأمر هو ملاذي السري طوال هذا الوقت.
ألم نقـل أنّهـا صفقـة بيننا
تحدّثنا بصراحة.
ألم يـعدني ألّا يكشف عني!
وَعـد ألّا يخبر أحدًا….
و الآن ، ينوي أن يفصـح عن كلّ شيء هكذا؟
“شريكتي.”
أمسكتُ قبضتي بقوّة.
ماذا سيقول؟
هل بسببِ شكوكه ينوي إخبار الفرسان و السحرة عنّي أنا التي أذهب إليه في الليل؟
“رفيقتي امرأة خفيفـة.”
نعم، خفيفة… مـاذا ، أيّها الوغـد؟
كبحتُ غضبي ، و نظرتُ إلى كايسيس بعيونٍ متّقدة.
كان هو الشّخص الوحيد المرتاح في هذه القاعة.
“لهجتها فظّـة.”
آه ، حسنًا . أنا آسفة لأنّ لهجتي فظّـة.
“و أفعالها جريئة.”
لأنّني لسـتُ من عالم المجتمع الطبقي!
“و كأنّها ليست من هذا العالم.”
هنا لم أستطع السخرية.
“ملابسها أنيقـة ، و حالة شعرها و بشرتها ممتازة جدًا. تبدو و كأنّها سيّدة من عائلة نبيلة يتمّ العناية بها جيدًا. و مع ذلك ، لديها مثل هذا السلوك.”
غاص قلبي.
“أليس هذا غريبًـا؟”
لم أعرف ماذا أقول.
بـدا وقوفي الصامت بهذه الطّريقة و كأنّني أوبّخه على كلامه غير المنطقي.
“كما لو أنّها سقطت من السماء.”
نظرَ إليّ كايسيس بتعبيرٍ لا يمكن فهمـه.
“بالطبع ، لا يمكن أن يكون الأمر كذلك ، لكنّها غريبة إلى هذا الحدّ.”
سرت قشعريرة في جسدي.
على الرّغمِ من أنّني كنتُ أتحدّث عن نفسي بلا مبالاة ، و كنتُ أعلم أنّه يستمع و يتذكّر كلّ كلماتي.
‘لم أكن أعـرف أنّه يحلّلني إلى هذا الحدّ.’
لقد وثقتُ بالنظام كثيرًا.
كنتُ أعرف أنّه رجل قاسٍ يحاول تذكّـر كلّ شيء حتّى أنّه زرعَ حجرًا سحريًّا في يـده.
‘لقد تحدّثتُ كثيـرًا.’
و الأكثر رعبًـا لم يكن هـذا.
“لمـاذا تخبـرني.”
الرّجل الذي ينظر إليّ بنظرات ثاقبة.
معنى تلكَ النظرات.
“لماذا تخبرني بمثل هذه الأمور؟”
ما الشيء الذي وضعتَ ثقتكَ فيـه… بي أنـا؟
ليس بفرسانك ، و لا أتباعك المخلصين الذين تسمّيهم ذراعيك اليمنى و اليسرى ، بل فيّ أنا ، عدوّتـكَ.
لمـاذا أنا بالـذّات.
ما الذي تثـق بـه فـيّ.
“لقد سمعتِ عن الأمر، أليس كذلك؟ أنّني سُحبتُ إلى داخل البوابة.”
كنتُ قلقة من أن يبدو وجهي شاحبًا الآن.
لو كان بإمكاني رؤية مرآة.
لو كنتُ أستطيع التأكّد من أنّني أضع قناع الدوقة الباردة و المهيبة بشكلٍ جيّـد ، لشعرتُ بالارتياح.
“كـدتُ أموت.”
كنتُ أعرف جيدًا.
“و قد أنقذتني شريكتي. لقد كانت موجودة داخل البوابة بكل تأكيد”
نهضَ كايسيس من كرسي الإمبراطور، العرش العالي الذي يجب أن أرفع رأسي لأنظر إليه.
لحسن الحظ، لم يقترب مني.
“أنتم السحرة تسمّوننا بالوحوش. أعرف أنّـكِ أيضًا تكرهينني و تحتقرينني. و أنا لا أختلف عنـكِ. أنا أكره السحرة.”
لماذا يقول هذا الآن؟
“لكنّها كانت مختلفة.”
لماذا يقول مثل هذه الأشياء؟
“بمجرّد إمساك يدهـا و بنفس نفس واحد منها، يختفي الألم كلّـه.”
كلمات لا ينبغي أن يقولها لي.
“منذُ لحظة إدراكي لقوتي عندما وُلدتُ ، لم أشعر أبدًا براحة التنفّس.”
رمشتُ ببطء.
“لقد أنقذتنـي . بجرأة لا أعرف من أين جاءت بها. حتى أنّها كانت مستعدة للمخاطرة بحياتها بالقفز إلى البوابة. دائمًـا . لكن ، يا دوقة….”
تقابلت أعيننـا.
“لقد رأيـتُ.”
كانت عيناع الزرقاوان تخترقانني.
“وجهًـا يشبه وجهـكِ.”
أشار إليّ بأصابعه الييضاء.
“و شعـرّا أحمر مثل شعـركِ.”
و أخيرًا ، إلى عينـيّ.
“و عيونًـا ذهبيّة متلألئة.”
أشـار إليّ كالسّهـم.
“إذن يا دوقـة….. ما رأيـكِ في هـذا؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 49"