شعرتُ فجأة و كأنّني غُمرتُ في ماء بارد، ففتحتُ عينيّ بسرعة.
كنتُ أظنّ أنّني أنام نومًا عميقًا ، فما هـذا؟
نظرتُ حولي و أنا أرمش، كان الجو مظلمًا جدًا.
الهواء البارد و المحيط المعتم جعلاني أعتقد أنّه الفجر .
“لقد نمـتُ كثيرًا.”
شعرتُ أنّ الإرهاق المتبقّي قد زال أخيرًا.
يبدو أنّ الدواء فعّال، فقد انخفضت الحمّى و عاد جسدي إلى طبيعته.
إذن، حان وقت العمل…
“ما هذا.”
…يجـب أن أبدأ.
“ما كلّ هذا؟”
كانت نافذة الحالة ممتلئة بإشعارات كثيرة أمام عينيّ.
يبدو أنّني لم أنتبه للنوافذ التحذيريّة الكثيرة بسببِ تشوّش ذهني، لكن عندما رأيتها، تدفّق العرق البارد.
يوم واحد فقط. لقد استرحتُ ليومٍ واحد فقط!
ما الذي حدثَ خلال هذا الوقت لتظهر كلّ هذه النوافذ التحذيريّة!
‘هذا لا يصلح. و هذا أيضًا لا.’
بينما كنتُ أتصفّحها بسرعة، كان الشيء الذي لم أفهمه هو ظهور تحذير [هويّة الشخصيّة تتعرّض للاهتزاز!] مرّات عديدة.
‘هل شـكّ أحـدٌ بي؟’
أوّل شخص خطر ببالي كان الإمبراطور بلا شك.
الإمبراطور ، كايسيس ، ذلكَ الرجل.
‘لا يمكن أن يكون قد تذكّـر أو رأى شيئًا، أليس كذلك؟ بالتأكيد ذلكَ غير معقول.’
ما لم يكن شخص ما قد ركض إليه و ألقى دليلًا يثير الشكوك، فمن الطبيعي أن يتذكّر ما حدثَ داخل البوّابة.
‘من فضلك.’
لا، لا يمكن أن يكون.
يجـب ألّا يكون .
كلّ ما استطعتُ معرفته من [سجلّ الأحداث] في نافذة النظام كان بهذا الحدّ.
يبدو أن أحدهم شكَّ في نقطة غريبة فيّ، و لهذا ظهرت نوافذ التحذير بسببِ مهمّـة تمنع كشف هويّتي.
‘لكن بما أنّني لا زلتُ على قيدِ الحياة، يبدو أنّ الأمر توقّف عند الشّك فقط.’
كان الأمر خطيرًا جدًا.
كـدتُ أموت و أنا نائمة بعد تناول الدواء.
و قد أدركتُ أيضًا أنّ العادات مخيفة.
شعرتُ بالقشعريرة عندما رأيتُ يدي تتحرّك تلقائيًا.
“يا له من جنون.”
كم مضى من الوقت منذ أن كنتُ مريضة و ممدّدة، ومع ذلك مددتُ يدي تلقائيًا إلى كومة الأوراق.
هذه ليست حياتي السابقة حيث كنتُ ألتقط الهاتف الذكي بمجرّد فتح عينيّ، فما هـذا الآن؟
هل هذا إدمان الأوراق… لا، ما هذا أيضًا؟
كان تقريرًا موجزًا عن الأحداث التي وقعت في القصر الليلة الماضية.
يبدو أنّ السحرة قاموا بتلخيصها بشكلٍ منظّم أثناء نومي، لكن هذا ليس المهم.
“ظهرت بوّابة في القصر؟ و تُرك الإمبراطور لوحده داخلها؟”
لهذا كان السحرة الذين جاؤوا إليّ يحرّكون شفاههم كأنّهم يريدون قول شيء ما بشدّة؟
لأنّني كنتُ مريضة جدًا و لم أستطع الكلام؟
ارتجفت قبضتي.
“أيّها السحرة الأغبياء، كان يجب أن تخبرونني بهذا أوّلًا!”
امتلأت عيناي بالدموع تلقائيًا ، فأمسكتُ بأنفي و رفعتُ رأسي.
اللعنة.
بعد حدثَ كهذا، هل كان كايسيس سيتقبّل خبر مرض الدّوقة آرييل بسببِ الإنهاك قائلًا: “آه، حسنًا، إنّها مريضة جدًا”؟
‘لا يمكن أن تكون نوافذ التحذير ظهرت بسببِ هذا، أليس كذلك؟’
تدفّق العرق البارد.
آه، أصبح الذهاب إلى القصر للعمل مخيفًا.
و الوضع المستقبلي أيضًا.
‘من أين و إلى أيّ درجة بدأت القصة الأصليّة بالانحراف؟’
في القصة الأصليّة، لم تكن هناك أحداث كهذه.
لا بوّابة تظهر فجأة في حديقة القصر، و لا ذكريات مرتبطة بالإمبراطورة السابقة في بوّابة هجوم عقلي.
‘يبدو أنّ الأمر صحيح، الخصم الشرير أقوى و أكثر تأثيرًا مما كان عليه. منذُ ست سنوات، كان ذلك قبل ظهوري، أليس كذلك؟’
قالت لوسي إنّ هذا كان نتيجة اختياراتي، لكنّني لا أفهم شيئًا.
حادثة قبل ست سنوات.
شيء كان النبلاء في الدوائر الاجتماعيّة يتكتّمون عنه ، و في القصة الأصليّة ، وُصف فقط كحادث مأساوي أدّى إلى وفاة والدة البطل.
“ربّما مرّة واحدة قد تكون صدفة، لكن مرّتين أمر مستحيل.”
كان الأمر مخيفًا.
لا يمكن أن يكون للأشرار، حتّى في عالم الرواية، القدرة على التحكّم بالبوّابات، أليس كذلك؟
‘هذا سيكون الأسوأ.’
لم أرغب حتّى في التفكير به.
في القصة الأصليّة ، لم يكن الأشرار بهذه القوّة.
بالطبع، كانوا يصنعون و يوزّعون عقارًا خبيثًا يجعل المستيقظين يفقدون السيطرة.
لكن ذلكَ كان لأنّهم كانوا يردّدون هراءً عن أنّ البوّابات ظاهرة طبيعيّة ، و أنّ العالم لن يعرف السلام حتّى يموت جميع المستيقظين و المرشدين…
آه، حتّى لو كنتُ قد اتّخذتُ اختيارات مختلفة ، يبدو أن الأمر يسير بطريقة غريبة جدًا.
و كأنّه عالم مشابه لـ<الإمبراطور المجنون> ،لكنّه مختلف عند التدقيق فيه.
“ما الذي كان من المفترض أن يحدث بعد هذا؟”
طويتُ أصابعي واحدًا تلو الآخر.
“عرض السحر و التدريب لم يكونا موجودين في القصة الأصليّة. الحدث الكبير التالي هو وصول وفـد من المملكة المقدّسة، أليس كذلك؟”
في القصة الأصليّة ، كان الأشرار مختلطين مع الوفد، مما تسبّبَ في فوضى كبيرة حول البطلة و البطل.
و بدأت الأحداث الخارجة عن السيطرة تتزايد بشكلٍ كبير.
“آه، لا أعرف.”
تحقّقتُ أوّلًا من التعويذة الدفاعيّة التي اخترتها قبل أن أنام.
و أملت ت رأسي بدهشة.
[تـمّ فتح تعويذة دفاعيّة.]
نعم، حسنًا.
الاسم أيضًا.
كان جدار النار.
الشرح كان بسيطًا.
[يخلق جدارًا من النار يحمي من جميع الهجمات.]
هل كتبوا هذا الشرح لأنّهم شعروا بالملل؟
بينما كنتُ أنظر إلى نافذة الحالة بنظرة مشبوهة.
[تهانينا!
بفتح تعويذة واحدة من كلّ مجال سحري، حصلتِ على تأثير إضافة السمات.]
ما هـذا؟
[تمتلكين جسد و قـوّة ساحرة عظيمة، لكن روحكِ لم تندمج معـه بعـد.
لكن لا تقلقي!
لديكِ نظام رائع و مرشدة.
سيصبح استخدام السحر أسهل من الآن فصاعدًا.
عدد الاستخدامات الثلاثة زاد بمقدار +1 إلى 4.
قائمة التعاويذ المتاحة حاليًا: التنقّل (الحركة السريعة) ، رمح النار ، جدار النار ، الكارثة الكبرى.]
لم يكن الأمر مضحكًا.
على أيّ حال، حتّى كساحرة عظيمة، إذا استخدمتُ السحر أكثر من أربع مرّات ، سأتقيّأ دمًـا.
فركتُ جبيني بقوّة.
“المتبقّي هو جمع النقاط مرّةً أخرى لفتح تعويذة هجوميّة.”
لكن يجب أن أحتفل على الأقل.
على أيّ حال، لقد جهّزتُ الحدّ الأدنى من التعاويذ للتدريب و العرض.
“المشكلة هي الاعتياد عليها.”
أدركتُ هذا أكثر أثناء قتالي مع تلكَ الزهرة المزعجة في البوّابة.
ما فائدة فتح تعويذة إذا لم أستطع استخدامها بشكلٍ صحيح!
لذا، خلال الأسابيع الأربعة المتبقّية، يجب أن أصبح بارعة على الأقل في استخدام التعاويذ ضمن الحدّ الأقصى الأربع مرّات.
لا يوجد بديل عن التدريب، أليس كذلك؟
“هاه.”
نظرتُ إلى الخارج .
رأيتُ ساحة التدريب الفارغة التي يستخدمها السحرة.
كانت مكانًا لاختبار السحر، مختلف عن ساحة الفرسان، و صمّم لمنع الضوضاء والأضرار و استعادة الحالة الأصليّة.
لا يستطيع أيّ شخص دخولها، و حتّى السحرة الذين يستخدمونها للتجارب قليلون.
و الأهم من ذلك.
“لا يوجد ساحر يستيقظ في الفجر، أليس كذلك؟”
عزمتُ أمري و نظرتُ جانبًا، ثمّ عبستُ.
رأيتُ وسادة غائرة بسبب جسم القطّة السمين.
وسادة فارغة تمامًا.
“أين ذهبتِ هذه المرّة؟”
لا أعرف أين تتجوّل وهي من المفترض أن تكون مرشدتي.
تذمّرتُ لكنّ جسدي تحرّك تلقائيًا.
رتبّتُ الفراش بسرعة قبل دخول الخادمات. ثم اغتسلتُ و نظرتُ إلى زيّ السحرة الرسمي للبرج الذي يجب أن أرتديه اليوم.
“يجب أن أذهب إلى العمل.”
و يجب أن أرى ذلكَ الوجه المتعجرف.
الرجل الذي سيظلّ ينظر إليّ بنظرات باردة ، معتبرًا أنّني حاولتُ إيذاء أخيه.
الرجل الذي أنقذته بكلّ جهدي و أنا أتدحرج يمينًا و يسارًا في البوّابة.
عدوّي المكـروه ، لكنّني لا أستطيع كرهه تمامًا، ذلك الخصم الغامض.
في تلكَ اللّحظة ، لم ألاحظ.
أثناء استعدادي للعمل، ومضت نافذة الحالة للحظة.
ظهرت عبارة صغيرة بصمت ثمّ اختفت.
[مستوى إعجاب الإمبراطور يتغيّر.]
[قدرته على الإدراك ترتفع.]
[احذري. لقد بـدأ بالشـكّ بـكِ.]
طقطقة─
انقطاع.
* * *
كما توقّعتُ.
ما إن وصلتُ إلى العمل، استُدعيتُ من قبل الإمبراطور قبل حتّى بدء الاجتماع.
قاعة الاستقبال الهادئة.
“……”
“……”
بينما كنتُ أنظر إلى هذا الرجل، شعرتُ بالحرج و الضيق دونَ سبب.
لماذا؟ لا يمكن أن يكون ينوي الاعتذار، أليس كذلك؟
هل ما زلتَ تعتقد أنّني حاولتُ قتل أخيك؟
سخرتُ في داخلي و نظرتُ إليه ببرود، ثمّ فتح كايسيس فمـه.
“دوقة.”
و سـأل:
“هل كان لديكِ أخـت؟”
سعلتُ بصوتٍ عالٍ.
ما الذي يتحدّث عنـه هذا الرّجل؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 48"