“إنّـه إنهـاك بسبب الإرهاق.”

 

“…..”

 

“يجب عليكِ اليوم عدم القيام بأيّ شيء على الإطلاق ، و الراحة التامّة.”

 

بعد أن بكيتُ طويلًا و استيقظتُ ، لم يتحرّك جسدي.

 

كنتُ أظنّ أنّ جسـد هيلاريا قوي كالحديد، لكن يبدو أنّه ليس كذلك.

 

أو ربّما عندما استقرّت روحي في هذا الجسد، انخفضت قدرة تحمّله!

 

على أيّ حال، المهم أنّني لم أتمكّن من الذهاب إلى القصر رغمَ استدعاء الإمبراطور.

 

و في وسط دهشتي من وضعي، جاء السحرة مهرولين إليّ في الفجر .

 

وكان بينهم تلميذي لوياس، واقفًا يبكي بحزن بين السحرة.

 

آه، رأسي يؤلمني.

 

“سيّدتنا، رئيسة البرج…”

 

“كيف يمكن للسيّدة أن…”

 

“الدوقة، مريضة!”

 

كانوا جميعًا إمّا نبلاء يحملون ألقابًـا، ، أو سحرة ، أو سحرة من أتباعي ، لذا كانت الألقاب متنوّعة ، لكنّ النظرات الباكية كانت واحدة.

 

“سيّدتنا! ماذا نفعل!”

 

“كفى ضجيجًا.”

 

آه، كلّكم مزعجون . اخرجوا.

 

لكنّ السحرة أشعلوا حماسهم أكثر عند سماع صوتي المتهدّج المتضايق.

 

هذا يبدو مشؤومًا.

 

“الإمبراطور هو مَـنْ تسبّب في مرض سيّدتنا!”

 

“صحيح! بسبب ما حدثَ بالأمس!”

 

لا، ليس الأمر كذلك.

 

بالطبع، لا يمكنني القول إنّه ليس كذلك تمامًا، لكنّه ليس ما تظنّونه!

 

لقد أصبتُ بالإنهاك لأنّني تقلّبتُ و تدحرجتُ في البوّابة!

 

هيلاريا ليست شخصيّة ضعيفة لدرجة أن تنهار بسبب جرح كرامتها من مواجهة مع الإمبراطور!

 

لكن السحرة، على عكسِ عادتهم، لم يفهموا كلامي الواضح، بل فهموه بطريقتهم الخاطئة.

 

“لم نكـن مخلصين. لم نعرف أنّ سيّدتنا تعاني نفسيًا هكذا…”

 

“ثقـي بنا فقط! اليوم ، نحن مَـنْ سيحضر اجتماع القصر!”

 

“أولئك المستيقظون، كيف يجرؤون!”

 

أرجوكم، توقّفوا عن القتال.

 

الشيء الوحيد المريح هو أنّني سأكون بخير غدًا، أليس كذلك؟

 

نظرتُ بنظرة خاطفة إلى نافذة الحالة المتلألئة في الهواء.

 

[تهانينا!

 

لقد أصبتِ بحالة غير طبيعيّة بسبب زيادة إرهاق الجسد و الروح.

 

الوقت المتبقّي للشفاء: 12:03:35]

 

نعم، هذه العبارة هي المشكلة.

 

تهانينا؟ هل النّظام يهنئني على حالتي غير للطبيعيّة ؟

 

هل جننتَ أخيرًا؟

 

‘أعطني المكافأة الآن!’

 

حدّقتُ بنظرة مليئة بالشكّ و الريبة، فومضت كلمات نافذة الحالة كما لو كانت تؤكّد براءتها و تبرّر أنّها لم تسبّب أيّ ضرر.

 

[تـمّ إكمال اختيار نقطة التحوّل.

 

نهنّئكِ على اختياركِ الرائع.

 

كمكافأة على إنقاذ حياة ، حصلتِ على شظيّة من ????.

 

زاد تأثيركِ بشكلٍ كبير.

 

ارتفع اندماج الجسد و الروح قليلًا.

 

مع تقدّم تناغم الروح و الجسد، أصبح استخدام السحر أسهل.

 

تقلّصت الآثار الجانبيّة.]

 

يبدو أنّ الكثير قد حدث، لكن على ما يبدو لا يوجد شيء سيء.

 

لأنّ الجسـد لم يكـن ملكـي ، يبدو أنّ الروح لم تكن متناغمة معه.

 

هل هذا سبب صعوبة استخدام السحر؟

 

لكن هذا شيء ، أم أن هناك شيء آخر؟

 

أين المكافأة المباشرة؟ بعد كلّ هذا الجهد؟ بعد كلّ تلك المعاناة في البوّابة لأنّ نافذة الحالة لم تظهر؟

 

‘يجب أن تعطيني المزيد!’

 

حدّقتُ بنظرة حادّة، فومضت نافذة الحالة كما لو كانت تخشى نظراتي.

 

[لقد حقّقتِ إنجازًا مذهلاً!

 

يتمّ احتساب نقاط التوجيه و مكافآت إكمال المهام المتراكمة.

 

يمكنكِ فتح تعويذة واحدة الآن.

 

اختاري التعويذة التي تريدين فتحها.]

 

انظروا إلى هذا.

 

لماذا يبدو النظام و كأنّه يحاول تهدئتي بإعطائي الكثير؟

 

عبّرتُ عن استيائي الداخلي ، ثمّ خفّفتُ قبضتي.

 

حسنًا، على أيّ حال، فتح تعويذة إضافيّة يصبّ في مصلحتي.

 

‘لديّ رمح النار ، تعويذة هجوميّة و هي كارثة غير مفيدة. لديّ تعويذة تنقّـل. إذن النقاط التي يمكنني اختيارها الآن هي إمّا تعويذة دفاعيّة أو هجوميّة.’

 

حسنا ، من الواضح أنّها ستكون تعويذة دفاعيّة.

 

سأحتاجها للتدريب.

 

في تلكَ اللّحظة .

 

“السيّدة، هكذا…”

 

“لا تهتمّي بأمور القصر، سنتولّى الأمر بالتأكيد…”

 

مـاذا؟

 

“ما الأمـر؟”

 

بينما كنتُ أحدّق في نافذة الحالة، سمعتُ السحرة يبكون و يتمتمون بشيء ما، ثمّ خرجوا مهرولين.

 

“ما ال…”

 

لكن لوياس، الذي كان يخرج معهم، عاد بخطوات سريعة، و نظرَ إليّ بعيونٍ دامعة.

 

“لوياس؟”

 

لماذا حتّى أنـت!؟

 

ناداني “معلمّتي” بصمت بشفتيه المرتجفتين، ثمّ أمسك! يديّ بكلتا يديه بقوّة، و مسحَ دموعه و خرج مهرولًا.

 

ما هذا؟ ما الذي يحدث!

 

كنتُ أفكّر للحظة فقط، فما الذي حدثَ خلال هذا الوقت…

 

“لا أعرف، لا يهـمّ.”

 

بصراحة، كلّ شيء مزعج.

 

“سأنام.”

 

كان جسدي يؤلمني باستمرار، و كانت بشرتي توخزني في كلّ مكان.

 

ربّما كان الدواء الذي تناولته يحتوي على مكوّن مهدّئ، فقد شعرتُ بثقل جفوني.

 

‘اختيار فتح تعويذة دفاعيّة…’

 

قبل أن أفقد الوعي ، ضغطتُ على التعويذة الدفاعيّة و أغمضتُ عينيّ.

 

لا يهـمّ .

 

دعوني أنـا م أولًا. 

 

كما يقولون، الشبح الذي يموت بعد الأكل يكون أنيقًا، و الشبح الذي يموت بعد النوم سيكون أنيقًا أيضًا.

 

‘سأفكّر بعد أن أستيقظ…’

 

هل يمكن أن يحدث شيء في يوم واحد؟

 

* * *

“ألم أطلب من الدّوقة الحضور إلى القصر؟ أين رئيسة البرج، و لماذا أنتم جئتم أنتم فقط؟”

 

ردّ السحرة على كلمات الإمبراطور المتعجرفة بنظرات غاضبة.

 

حاول المستيقظون ، كعادتهم ، أن يفقدوا أعصابهم على هذا التصرّف الوقح ، لكنّهم تذكّروا ما حدث بالأمس و أغلقوا أفواههم.

 

نظرة الإمبراطور الهادئة جالت على السحرة.

 

في العادة، كانوا سيتمتمون “هل تظنون أنّنا نتجنّب القذارة خوفًا منها؟ بل لأنّها مقزّزة!” ثم يقومون بتجنّب نظراته ، لكنّهم كانوا شجعانًا بشكلٍ غير معتاد.

 

“سيّدتنا مريضة.”

 

“نعم، بعد ذلكَ الظلّم ، من الطبيعي أن تكون كذلك!”

 

“لا تستطيع تحريك قدم واحدة، لذا نحن اليوم سننقل آراءها نيابة عنها!”

 

تمتم المستيقظون.

 

هل يعقل أن تكون الدوقة مستاءة من أحداث الأمس لهذا قامت برفض أوامر الإمبراطور؟

 

لم يصدّق أحـد في تلكَ القاعة أنّ الدّوقة آرييل غائبة بسبب مرض حقيقي.

 

افترضوا أنّه مجرّد استياء ، تمـرّد ، أو احتجاج على الإمبراطور.

 

لذا، توقّـع المستيقظون أن يغضب الإمبراطور بشـدّة.

 

لأنّ استدعاء الدّوقة اليوم كان بمثابة إشارة مصالحة لتجاوز الأحداث السيئة و التحدّث.

 

الإمبراطور لا يعتذر.

 

هذه هي هيبـة الملك.

 

لكنّه تنازل و استدعى الدّوقة مرّةً أخرى.

 

كان ذلك بمثابة إشارة للمصالحة.

 

و كان من المفترض أن تفهم الدوقة هذا المعنى.

 

لكنّها رفضت ، و هذا يعني إهانة الإمبراطور.

 

‘سيحدث شيء مزعج.’

 

ربّما بسببِ أحداث الأمس ، قد ينشأ شرخ كبير بين الإمبراطور و الدّوقة.

 

بينما كان معظم الحاضرين غاضبين و قلقين، ابتسم البعض بمعنى خفّـي.

 

‘ربّما… هل سينجح الأمر؟’

 

ابتسامة تحمل معنى مختلفًا، كسمكة زلقة تثير الاضطراب.

 

و بعد صمتٍ طويل، تكلّم الإمبراطور.

 

“لنبدأ الاجتماع.”

 

“…..”

 

تسرّب تنهّـد.

 

تساءل البعض عن تجاوز الإمبراطور للأمر، و شعرَ البعض بالراحة ، بينما نقـرَ آخرون بألسنتهم بغضب.

ب

ينما كان الجميع في قاعة الاجتماع غارقين في أفكارهم ، كان كايسيس وحيدًا في جدية أفكاره.

 

الدّوقة مريضة.

 

الدّوقة آرييل ، في هذا الوقت بالذات.

 

‘هل ذلك بسبب ما حدثَ بالأمس؟ هل يمكن أن تكون الدّوقة مريضة بسببِ جرح نفسي حقًّا ؟ هذا غير منطقي. بالتأكيد هناك سبب آخر.’

 

المشكلة كانت في معرفة هذا السّبب.

 

بينما كان السحرة و المستيقظون يتبادلون الآراء بصخب كالمعتاد ، أصبحت عيون كايسيس أكثر عمقًا.

 

كان منغمسًا في فكرة واحدة فقط.

 

كان مشهد إمساكـه من مؤخّرة عنقـه عالقًا في ذهنـه.

 

‘لو كنـتُ أتذكّر كلّ شيءٍ بوضوح، لما كان الأمر مهمًـا.’

 

لـذا لم يستطع تصديق ذكرياتـه.

 

ما حدثَ في اللاوعي، و شظيّة الذكرى التي أحضرها من هناك.

 

لمـاذا.

 

لمـاذا بحقّ الجحيم.

 

‘الدّوقة آرييل . هيلاريا .’

 

لماذا كانـت هنـاك؟

 

أم أنّ هناك شخصًـا يملك وجهًا يشبه وجهها بشكلٍ لا يُطاق!

 

سواء أخطأ في رؤيتها في اللاوعي أو رآها بوضوح، لا شيء من ذلك يبدو منطقيًّا.

 

سخـرَ من تلكَ الفكـرة معتبرًا إيّاها هـراءً ، ظـنّ أنّـه رأى وهمًـا.

 

كان يفكّر في أنّـه سيؤكّـد الأمر برؤية الدّوقة اليوم.

 

لكن الدّوقة مريضـة.

 

تلكَ المرأة التي لا تنزف حتّى لو وُخزت بإبرة.

 

منذُ سنوات، عندما انتشر نزلة برد قويّة ، كانت هي الوحيدة التي ذهبت إلى العمل بوجهٍ سليم ، فلماذا الآن؟

 

شعرَ بضيق في صـدره.

 

‘ما لم تكـن قد دخلت البوّابة و انهار جسدها.’

 

إذا لم يكـن الأمر كذلك، فما السّبب الذي يجعل تلكَ المرأة مريضة…!