لكن بعد لحظات.
‘أنـتَ ، أنـتَ ، أنـتَ!’
تبخّر الشعور الدافئ الذي كان يعتريني بنعومة.
كنت أبذل جهدًا مضنيًا لفـكّ الارتباط في مع شخصٍ ما كان يتشبّث بي بقوّة.
يا للعنة!
‘باعتدال، يجب أن يأخذ القوّة باعتدال!’
في البداية، لم يكـن الأمر سيئًا.
لقد اعتدتُ نوعًا ما على شعور التعلّق العميق هذا.
و الأهم من ذلك، بعد رؤية أولئك المستيقظين ذوي المستوى S المزعجين في كوريا، لم يكـن مشهد شخص يمـدّ يـده برغبة خالصة في الحياة ليُثير استيائي.
لكن هناك حدود لهذا الأمر.
‘لماذا هو أكثر تعلّقًا من المعتاد!’
هل لأنّ وعيي كان مشوشًا بعض الشيء؟
حتّى عندما حاولتُ إبعاد رأسي، كانت اليـد التي تمسك بخصري حازمة لا تقبل الرفض.
و كانت يـده الأخرى قد تسلّلت إلى شعري، ممسكة بقوّة بمؤخّرة عنقـي.
هل هذه جذور تلكَ الزّهرة، أم ماذا؟
أم أنّـه أخطبوط ، ما هذا بحقّ الجحيم!
كنتُ أخشى أن يتكرّر ما حدثَ في قاعة الوليمة عندما قمتُ بتوجيه هذا الرّجل لأوّل مرّة.
يا إلهي!
“الآن ، كفى . توقّف!”
كنتُ أخشى أن أفقـد طاقة التوجيه بسرعة كبيرة فلا أستطيع حتّى الوقوف.
بعد أن تأكّدتُ أنّ الأوعية الدمويّة التي كانت بارزة بشكلٍ مخيف بدأت تهـدأ، حاولتُ بكلّ قوتي قطع الارتباط.
‘قبل أن يستعيد وعيـه تمامًا، يجب أن أهرب بسرعة!’
الآن، بعد أن اختفت تلكَ الزهرة الآكلة الضخمة التي أطلقت صرخات الموت، كنتُ أكثر إصرارًا.
كان قلبي يخفق بقوّة.
سحبتُ شعري بعنـف قبضة الرجل الذي كان يمسك بي كأنّه لن يتركني أبـدًا.
‘ما هذا، هل يجب أن أقرصه أيضًا؟’
كلّما رأيتُ جفني كايسيس يرتجفان ، كـدت أذرف الدموع.
أرجوكم، ساعدوني! لقد أنهيتُ المهمّة، لكن كيف أخرج من هنا!
‘نافذة الحالة! النظام! ماذا تفعلين؟ لوسي، مرشدتي، قطّتي السمينة! أنقذيني. سيكتشفونني هكذا!’
بينما كنتُ أتفادى أحاول تفاديه و الإبتعاد عنه ، صرختُ في داخلي.
─طنين.
هل هذا صوت جرس الملاك المنقذ؟
[تهانينا، تهانينا!]
شعرتُ أنّ نافذة النظام بـدت متعبة بعض الشيء مقارنة بالمعتاد، لكنّني شعرتُ و كأنّني تلقّيتُ نعمة.
لا يهـمّ الأمر.
المهم أنّ النافذة ظهرت.
‘مرحبًا ، مرحبًا بـكِ حقًا!’
[تسوية النقاط─
تهانينا، تهانينا!
لقد أكملتِ المهمّة ببراعة.
نقاط التوجيه─]
نعم، نعم.
حسنًا، حسنًا.
لقد بذلتُ جهدًا كبيرًا حقًا.
أنقـذتُ الإمبراطور.
و تعاملتُ مع الوحـش.
لذلك لقد جمعت نقاطًا كثيرة، أليس كذلك؟
“و الآن، لنهرب بسرعة!”
بذلتُ قصارى جهدي لفكّ ارتباط كايسيس الذي لم يتركني.
“قبل أن يستيقظ هذا الرجل!”
سقـطَ رأسـه على الأرض بصوتٍ قوي، بـدا ذلكَ مؤلمًا بعض الشيء، لكن وضعي كان أكثر إيلامًا.
يا له من إنسان أكثر إصرارًا من الأخطبوط…
نظرتُ للحظة بعتـاب إلى الرجل الوسيم الممـدّ على الأرض.
‘لن تعرف أبـدًا حتّى لو مِـتّ أنّ الدّوقة آرييل ، التي تكرهها ، أنقذت حياتكَ!’
شعرتُ بالظلم و هو ممـدّ بسلام.
و غضبتُ عندما فكّرتُ في علاقتنا التي ستعود غـدًا إلى نظراته الباردة و القاسية وكلماته اللاذعة!
‘لكنه على الأقل نجـا.’
نعم لقد نجـا ، و هذا يكفـي.
قرّرتُ وضع الأمور المؤلمة و المحزنة التي شعرتُ بها أثناء مواجهته جانبًا.
هذا واجب الدّوقة آرييل في النهار ، ليس الآن.
مددتُ يـدي بنظرة متألّقة إلى نافذة النظام.
[اكتملت المهمّة.
إذا كنتِ ترغبين في الخروج من البوّابة، اضغطي هنا.]
ضغطتُ بقوّة.
ابيضّ كلّ شيء أمام عينيّ.
أخيرًا، أخيرًا حقًا!
“آه.”
غرفة نوم مألوفة ، و قطّة سمينة مألوفة.
لقد هربـتُ.
خرجتُ من تلكَ البوّابة المزعجة!
“لقد نجوتُ.”
ما إن رأيتُ بؤبؤي عيني القطّة المشقوقتين عموديًا، حتّى انهار جسدي.
سخنت عيناي في لحظة.
“آه، أنا ، يا لوسي، أنا حقًا.”
هذه المرّة كان الأمر صعبّـا جدًا.
“كـدتُ أمـوت ، البوّابة مخيفة ، هيك.”
لقد تحمّلتُ جيدًا ، لكن ما إن رأيتُ وجه القطّة المألوف المليء بالضغينة ، حتّى انهمرت دموعي كصنبور مكسور.
“آآآه!”
“مياو! صوتكِ يُسمع بالخارج!”
“آآه!”
خوفًا من أن يتسرّب صوتي و يسمعني أحد، لم أستطع حتّى البكاء بصوتٍ عالٍ ، فبكيتُ كطفلة بصمت.
كنـتُ خائفـة جدًا.
رؤية وهـم موتـي ، و الجهد الذي بذلتـه للهروب من حياة سابقة لا أتذكّر حتّى اسمي فيها ، كان مخيفًا.
و كذلك كانت حالة الإمبراطور المحاصر في الجليد الذي كان عليّ إنقاذه ، و مصيري المرتبط بحياته.
“آه، لكنّـكِ أحسنتِ.”
على الرّغمِ من قولها إنّها ستنام بجانبِ لوياس، كانت القطّة المتكوّرة تنتظرني كما لو كانت تعرف الوضع، فاحتضنتها بقوّة.
“مياو!”
تلقّيتُ لكماتها بقدميها الأماميّتين و هي تصرخ، و فركتُ وجهي بوجهها بجنون.
“اتركيني!”
سمعتُ صوتها المشمئزّ ، لكنّني صمدتُ بثبات.
“اليوم ، عليكِ أن تتحمّلي. كنتُ خائفة جدًا…”
في النهاية، استسلمت تلكَ القطّة السمينة، فاحتضنتها و أدركتُ الواقع.
و للحظة قصيرة.
فكّرتُ في شخصٍ تُـرك وحيدًا في البوّابة.
لقد خرجَ بسلام، أليس كذلك؟
دونَ أن يعرف مَـنْ الذي أنقـذه، و سيراني غدًا بوجهه المتجهّم.
‘إنسان سـيّء.’
ولكن في الليل ، سيكون لطيفًا.
رفيقي ، سيهمس بلطف.
بعيون مختلفة عن تلكَ العيون الباردة و القاسية للمستيقظين ذوي الرتبة S في حياتي السّابقة.
* * *
كان رأسه يؤلمه و كأنّه سينفجر.
مع الألم المألوف و شعور الخروج من البوّابة، فتحَ كايسيس عينيه.
“جلالتكَ!”
“ما الذي حدث، يا إلهي!”
“لقد خرجتَ بسلام! كما هو متوقّع من جلالتكَ!”
كان المحيط صاخبًا جدًا.
عبسَ كايسيس و هو يرفع جسده ببطء، فتجمّع الناس حوله و هم لا يعرفون ماذا يفعلون.
عندما نظرَ حوله، رأى حديقة القصر المليء بآثار الدمار.
‘البوّابة.’
اختفت.
أمسكَ رأسه الذي كان ينبض بالألم، و أغلق شفتيه بقوّة.
“جلالتكَ، هل دمّرتَ النواة بمفردكَ؟ ما نوع تلكَ البوّابة؟”
لم يستطع الإجابة على أصوات الفرسان المليئة بالفضول و الاحترام.
لا يتذكّـر.
بل، كانت هناك ذكريات متفرّقة مثل شظايا.
في طفولته البعيدة، رأى مشاهد مروّعة و عاش فيها كما لو كانت واقعًا.
و كان هناك شخص يعانقـه بقوّة…
‘ذلكَ الشّخص.’
نادى باسمـه ، و تقابلت أعينهما.
تلكَ الصورة.
“شعر أحمر.”
أصبح وجـه كايسيس جادًا.
رفعَ يـده و رأى جلده النظيف كما لو لم يكن هناك أي أثر للاضطراب.
آثار المرشدة ، آثار شريكته التي تزوره في الليل، كانت محفورة بوضوح في جسـده.
‘لقد كـانت هنا.’
داخـل البوّابة.
لم يكـن يعرف كيف ظهرت داخل البوّابة، لكن كانت هناك مشكلة أكبر.
“ليس حلمًـا.”
ضحكَ بسخرية و هو ينظر إلى كـمّ قميصـه.
رأى جرحًـا يلتئم ببطئ ، كأنّ شيئًا ما خدشـه.
ليس حلمًـا.
هـذا الألم ، و كلّ ما رآه هنـاك.
بردت عيناه الزرقاوان في لحظة.
“جلالتكَ…؟”
نظرَ إليه المستيقظون الذين أصبحوا جادّين مثله دونَ فهم.
عندها نهض كايسيس ببطء.
‘بالتأكيد.’
لقد رأى شخصًا لا ينبغي أن يـراه هناك.
شخصًا لا يمكن حتّى تخيّلـه.
* * *
الآن و قد فشلت كلّ الخطط.
بما أنّ الوحش المسمّى الإمبراطور عاد إلى هذا العالم حيًـا ، كان عليهم تحضير أقوى ورقة لديهم.
و حاكمهم الوحيد منحهم نعمة استخدام قوّة البوّابة.
“انهـض.”
تدفّقت قوّة مشابهة لتلك التي تخرج من البوّابة إلى جسـد كان هادئًا كالميّت.
ارتجفت جفون الجسـد النائم.
ببطء ، انفتحت الجفون ، فظهرت عيون جميلة كأنّ النجوم تتدفّق منها.
“هل تعرفين ما الذي يجب عليكِ فعلـه؟”
شخصيّة كان من الممكن أن تُستخدم بأهميّة في هذا العالم.
تحوّلت الدمية تدريجيًا إلى إنسان حـيّ ، و هي تبتسم بابتسامة مشرقة.
“نعم . أعرف.”
وضعت يدهـا على صدرها ، و ابتسمت بجمال.
“ما يجب عليّ فعله هو شيء واحد.”
مثل اللقب الذي كان يُطلق عليها، “سيدة الشمس”.
“أن أصبح المرشدة الحقيقيّة.”
ابتسمت باتساع.
“بأيّ وسيلـة كانـت.”
التعليقات لهذا الفصل " 44"