4
رغمَ أنني أصبحت فجأةً الشريرة التعيسة المصابة بمرضِ عضال داخل رواية، إلا أنني سأبقى على قيد الحياة حتى النهاية ولن أموت مهما حدث.
لحسنِ الحظ، هذا العالم هو الرواية التي كنتُ أقرأها بجنونٍ مرّات عديدة.
لذا، الشّخص الذي يجبُ أن أحذرَ منه أكثر هو الإمبراطور، البطل كايسيس.
‘لأن هناكَ مهمة يجب أن أحقّقها.’
في القصة الأصلية، كان كايسيس حادّ الملاحظة كوحش.
لو أظهرتُ أي ثغرة، سيكونُ أوّل مَنٔ يكتشف أنني مزيفة.
علاوة على ذلك، هو من الدّرجة SSS، لا وجود له حتى على الأرض!
حتى المستيقظون من الدرجة S كانوا مجانين، فكيفَ سيكون مع المرأة التي ليست بطلة القصة؟
لحسنُ الحظ، خلالَ أسبوع مرعب، اكتشفتُ بعض الأمور.
“أوّلاً، هيلاريا.”
الدّوقة التي تجسدتُ فيها لم تكن شخصية متكررة في القصة الأصلية، التي تُروى من منظور البطلة.
كانت هناك شريرات أخريات يضايقن البطلة التي تكون مرشدة من الدرجة B.
كانت هيلاريا تظهرُ فقط في مشاهد درامية، تقف ضد الإمبراطور أو تدفع البطلة إلى مواقف محرجة.
‘لحسنِ الحظ، هيلاريا قليلة الكلام، لذا إذا أغلقتُ فمي، يفترض الآخرون ما يشاؤون.’
وجهي في المرآة جعل قلبي أنا حتىّ يرتجف من برودته.
لا يمكن إنكار جمالها، لكن تحديقها الصّامت مرعب لدرجة أنها قد تظهر في كوابيسي.
لكن الأمر لم يكن سهلاً.
لأنّ هيلاريا…
“ههه، اللعنة.”
لا أستطيع ألّا ألعن.
“هل أمزّقهم جميعًا؟”
تلكَ الأكوام من الوثائق، و المهام التي لا تنتهي!
“سأموت جفافًا من العمل.”
جلستُ على كرسي المكتب بوجهٍ متجهمّ و أمسكتُ بريشة الكتابة.
نعم، هذه المرأة مدمنة عمل و كماليّة بشكلٍ مرضي.
“إذا كنتِ دوقة، لمَ لا توزعين المهامّ البسيطة على الأقسام السفلى؟ لمَ تتولين كلّ شيءٍ بنفسك؟”
خشيتُ أن يثير توزيع المهام الشكوك، فاضطررتُ لمعالجةِ أعمال هيلاريا المعتادة، مما جعلَ رقبتي تتيبس من التعب.
“لا يمكنني العيش هكذا. لحسنِ الحظ، ستبدأ أحداث القصة الأصلية قريبًا، فسيكون هناكَ تغيير.”
الحدث الأولي المألوف من كثرة قرائتي له كان ظهور البطلة، التي تهدئ الإمبراطور الجامح ثم تختفي فجأةً.
بسببِ آثار الجنون، تكون ذكريات الإمبراطور تلكَ اللّيلة متقطعة، فيبحثُ عنها بجنون باستخدام أدلة قليلة.
و أخيرًا، يجدها.
مرشدةٌ من الدّرجة B فقط، لكنها تنقذه تمامًا.
بالمناسبة، هنا يُطلق على المرشدين “Guide” ، وعلى على المستيقظين “الـEsper”
على أيّ حال…
“أتمنى لو أعرف ما هي ‘مؤهلات المهمة’ أوّلاً”
المشكلة كانت في جملة المهمة:
[لا تدعي أحدًا يكتشف أنكِ لستِ الدوقة آرييل الحقيقية حتى تحصلي على مؤهلات ????.]
هل الهروب من دور الشريرة المحكومة بالموت هو المفتاح؟
هل عليّ تقليل تأثيري على القصة، أم…
‘على العكس، تحطيم القصة الأصلية بقوة؟’
لحظة.
أدركتُ شيئًا نسيته غريزيًا:
‘مهلاً، هذا غريب.’
في القصّة الأصلية، كانت هيلاريا ساحرة نقية تمامًا.
بمعنى أنها ليستْ مستيقظة و لا مرشدة.
فلماذا…
‘أشعر بهالة الإمبراطور في كلّ مرة، كأنني مرشدة؟’
كما في أيامي كمرشدة من الدّرجة A في كوريا الجنوبية.
تسلّلت قشعريرة إلى جسدي.
في تلكَ اللحظة، و كأنّه يسخر مني، ظهرت نافذة حالة مع ألعاب نارية:
[كوريثةٍ شرعيّة ولدتْ في عائلة سحرة تكره المستيقظين، ختمت هيلاريا قدراتها كمرشدةٍ في عينيها حتى الموت.
لكنكِ روحٌ جديدة يمكنها استخدام هذه القوة بحرية.
تهانينا!
لقد فتحتِ خاصية مخفية.
بلقاء جسدٍ و روحٍ مثاليين، أنّ إلغاء قفل المؤهلات المختومة.
اكتسبتِ خاصية مرشدة من الدرجة S!]
‘ما هذا؟’
“الدرجة S؟”
تفاجأتُ.
المستيقظون يتعرّفون على المرشدين.
مهما حاولتْ إخفاء الأمر، يكفي لمس الجلد ليتمّ اكتشاف ذلك.
و أيضًا ماذا؟
هذا الجسد مرشد من الدرجة S؟ هل هذا يعني أن عليّ أن أكمل المهمة أم أتجنبها؟
هذا العالم مليء بالمستيقظين!
“هذا لا يُعقل!”
في الوقت الذي كانت نافذة الحالة تسخر مني، لم أكن أستطيع حتى الهرب من الرواية.
سابقًا قررتُ إنهاء المهمة، أنْ اتحرّر من الرواية، ثم أتقاعد بثروتي و أعيش بسعادة.
لكن بعد أيام من هذا القرار، تسخر مني؟
بينما كنتُ أتذمر كما كنتُ ألقي كلمات راب، تغيرت النافذة كأنها تهدئني:
[كنتِ مرشدة من الدرجة A، لكنكِ تملكين قدرة تحكّم مثالية تفوق الدرجة S.
لا تقلقي.
لإخفاء هويتكِ، يمكنكِ التحكم بقدراتكِ كمرشدة تمامًا.
لا أحد سيعرفُ أنكِ مرشدة ما لم ترغبي بذلك.]
‘حسنًا، شكرًا على التهدئة.’
هههه، هل أفرح أم أحزن؟
جلستُ بحزن:
“يا للسخرية… أن تكون مرشدًا من المستوى S بهذه السهولة؟”
عندما خففتُ قوتي، شعرتُ بدفء في عينيّ و انتشار طاقة الإرشاد دونَ وعي.
‘آه، سيُكتشف!’
رغمَ أن المكان آمن بسببِ السحرة المحيطين، أخفيتُ قوتي بسرعة، فاختفى أثرها تمامًا.
كان هذا مختلفًا عن أيامي كمرشدةٍ من الدرجة A.
قوة مذهلة، و وعاء عظيم.
شعرتُ أنني أستطيع تهدئة أي مستيقظ.
لو لم يرفضوني.
‘لو كانت هذه القوّة لديّ في حياتي السابقة.’
تذكّرتُ للحظة المستيقظين الأشرار الذين قدّسوا مرشدات الدرجة S.
لكنني تجاهلتُ الفكرة.
المهمّ هو الشيء الذي يحدثُ هنا و الآن.
ليسَ أولئك المستيقظون الأوغاد الذين تخلوا عني!
لذا، لا شيء يُفرحني بكوني مرشدة من الدرجة S.
إذا عرفَ السحرة أنني مرشدة، قد يحاولوا دفن قائدتهم.
‘آه، صحيح… تبا.’
“كوني ساحرة عظيمة، لا أستطيع استخدام حتى أبسط تعاويذ! هل السّحر شيء يؤكل؟!”
ارتجف كتفاي.
لا أستطيع حتى إلقاء سحر النار الذي يتقنه أطفال السحرة البالغون خمس سنوات.
كل مَنٔ حولي أعداء.
طق طق.
“آه!”
في تلكَ اللّحظة، صدى طرق مفاجئ.
يا للرعب!
لحسنِ الحظّ، لم يرَ أحد قفزتي المحرجة.
─ سيّدتي ، لديكِ زائر.
كان صوت مساعدي الذي يساعدني في المهام.
زائر؟
نهضتُ مرتبكة بعينين متسعتين.
شحبَ وجهي.
هيلاريا ليسَ لديها أصدقاء، هي مدمنة عمل!
لهذا شعرتُ بالأمان نسبيًا من الكشف…
يبدو أن المساعد، المعتاد على صمتِ سيدته القليلة الكلام، ظن أنني أوافق.
قبلَ أن أهدأ، فُتح الباب.
‘مهلاً!’
“……”
“……”
لكن الزائر كان شخصًا لم أتخيله.
من أين أتيتَ، يا صغيري؟
‘إنه طفل!’
من فجوة الباب، التقطت عيناي عيني طفل صغير يطل برأسه.
ربّما في الثامنة؟ بنيته النحيفة تجعلني أظن أنه أصغر من أقرانه.
على الأكثر، عشر سنوات؟
‘لكنه جميل حقًا.’
تساءلتُ. هل كان هناكَ شخصية في هذا العمر في القصة الأصلية؟
ما لم يكن من القصة، كان جماله استثنائيًا.
عيون خضراء متلألئة، وشعر فضي لامع، لطيف لدرجة أنني أردتُ قضمه.
كدتُ أبتسم تلقائيًا.
يا إلهي، أنا أعشق الأطفال!
‘لا، يجب أن تتحكّمي بتعابيركِ.’
لو ابتسمتُ لهذا الطفل الذي لا أعرفه، قد أفشل المهمة وأغادر العالم.
في مثلِ هذه الحالة، أغلقي فمكِ، وسيتحرك الآخرون بأنفسهم.
“……”
“……”
لكن هذه المرة، لم يحالفني الحظ.
‘لا، هذا ليس صحيحًا.’
تدفّقَ عرق بارد داخلي. رأيتُ الطفل يتقلص تحتَ نظرتي الصامتة.
‘نعم، عيناي مخيفتان، أليس كذلك؟’
عدّلتُ وقفتي المربكة و خرجتُ من خلفِمكتبي.
اقترب الطفل خطوةً أخرى مني بعد أن خرجَ من فجوة الباب.
“…..”
رأيتُه يتنفس بحذر.
كتفاه المنكمشتان أثارتا شفقي.
عيناه الكبيرتان تنظران إليّ كقط يرتدي الأحذية…
‘آه، لا أستطيع تحمل هذا.’
اقتربتُ ببطء و جثوتُ على ركبة واحدة لأواجه عينيه.
اتسعت عيناه بدهشة.
‘حسنًا، أعلم أننا لسنا قريبين.’
لكن، كيف أناديه؟
تذكّرتُ نبرة الدوقة آرييل الباردة في القصة وتحدثتُ:
“لا بأس. لستُ غاضبة.”
“….!”
“لا تخف.”
لم أنسَ أن أربت على رأسه الصغير الذي يبدو وكأنه سيسقط إذا لمسته.
فجأةً، احمرّت خدّاه، وعض شفتيه كمن اتخذ قرارًا.
‘آه، يشبه منقار البط!’
خدّاه المنتفخان و هو يركز بديا لطيفين لدرجة أنني كدتُ أضحك.
أخرجت يداه الصغيرتان البيضاوان قلمًا و ورقة من جيبه.
بدأ يكتبُ بحركاتٍ دقيقة.
‘آه.’
أدركتُ.
مَنْ هذا الطفل.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 4"